عبّرت عن شعورها بأسف موجع وسطّرت في ورقة ضرورة أن يحظى الاقتصاد بأولوية مطلقة لدى الحكم والحكومة والنواب

«الغرفة»: وطننا... في خطر

تصغير
تكبير

- الالتزامات التنموية والوطنية المطلوبة:
- فرض ضريبة الدخل دون مساس بجيوب أصحاب الدخل المحدود يعزز الديموقراطية
- إعادة تسعير الخدمات ورفع القيمة الإيجارية لأملاك الدولة وترشيد الدعوم
- تهيئة شروط إلغاء نظام الكفيل بغية القضاء على تجارة الإقامات
- رسم إستراتيجية لتوطين العمالة في القطاع الخاص باعتباره بوابة تعديل التركيبة السكانية
- إجراءات وسياسات مطلوبة:
- ترشيق ورفع كفاءة الإدارة العامة والقطاع العام
- خصخصة تحترم تطلعات العمالة الوطنية وتحول دون ارتفاع غير مبرّر بالأسعار
- إدخال القطاع الخاص في أنشطة النفط ما بعد الإنتاج
- إعادة النظر باحتكار الدولة للأراضي
- إصلاح جذري للعملية التعليمية
- إعادة النظر بقوانين الخصخصة والشراكة وتشجيع المنافسة ومنع الاحتكار
- مغذيات البيئة الحاضنة للفساد:
- الاقتصاد الريعي
- هيمنة القطاع العام
- تضخم الجهاز الوظيفي
- اعتماد الأنشطة الاقتصادية على الإنفاق العام
- خفض التصنيف السيادي جرس إنذار عالي الصوت والمشهد قاتم
- منذ أكثر من 3 عقود مهمومون بذات التحديات والتساؤلات والاختلافات والمفارقات
- الإنفاق الاستهلاكي يتسارع بينما العجز يزداد والخدمات تتردى
- الصدور أضحت أكثر ضيقاً والنظرة للغد أشد قلقاً
- مطلوب وقفة تستوعب التغيرات الشاملة محلياً وعالمياً تقنياً وسياسياً واقتصادياً
- بالإمكان العمل بضفتي القضاء على الفساد والهدر ومشاركة الشعب في أعباء المالية بوقت واحد
- القطاع الخاص قادر على تأدية دوره بإصلاح المالية وتعديل التركيبة متى تهيأت البيئة المطلوبة
- ضيق القاعدة الإنتاجية وهيمنة القطاع العام اختلالات هيكلية لم تشهد تحسناً طوال 30 عاماً

دعت غرفة تجارة وصناعة الكويت، في ورقة لها حملت عنوان «وطننا في خطر» أن يحظى الشأن الاقتصادي بالأولوية المطلقة من اهتمام الحكم والحكومة ومجلس الأمة.

ولفتت إلى أنه بعد الانتقال الدستوري الراقي لمسند الإمارة وسدَّة ولاية العهد، ومع بداية الفصل التشريعي السادس عشر لمجلس الأمة، ومباشرة الحكومة الجديدة لمسؤولياتها، تستعيد «الغرفة» أدبياتها في مثل هذه المحطات التاريخية المهمة، فتشعر بأسف موجع لأننا لا نزال، منذ 3 عقود وتزيد، مهتمين بذات التحديات، مهمومين بذات التساؤلات، مرهقين بذات الاختلافات والمفارقات، لذا ارتأت أن من واجبها إصدار هذه الورقة الموجزة والمباشرة والصريحة، لتكون بمثابة دعوة مبكرة الى أن يحظى الشأن الاقتصادي بالأولوية المطلقة من اهتمام الحكم والحكومة ومجلس الأمة، حرصاً على المستقبل وعلى مستوى رفاه المواطنين، وتجاوباً مع النطق السامي في جلسة افتتاح دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي السادس عشر لمجلس الأمة، حين دعا – وعلى جناح السرعة – الى وضع «برنامج إصلاحي شامل وصولاً إلى التنمية المستدامة، والعمل على إنجاحه بوعي مسؤول وتعاون فعّال».

القطاع الخاص

أفادت «الغرفة» بأن الورقة التي أعدتها تهدف الى أن تجدّد وتؤكد رغبة القطاع الخاص وقدرته على أن يؤدي دوره التنموي كاملاً في إصلاح المالية العامة، وضمان حرمة المال العام، وتعديل التركيبة السكانية، إذا ما تهيأت له البيئة التي تمكّنه من أداء هذا الدور في إطار الثقة والحرية والعدالة، منوهة إلى أنه من هذا المنطق، تبنت الورقة مجموعة سياسات وإجراءات رئيسية توافر الشروط اللازمة للبيئة المطلوبة، وتضمن الالتزام التنموي الوطني للقطاع الخاص، وتستعيد الثقة الشعبية والدولية بمصداقية وعزيمة الكويت الإصلاحية، وهي ثقة أضحت بالغة القيمة والأهمية، بعد الصدمة الاقتصادية المزدوجة التي تلقاها الاقتصاد الكويتي جرّاء تداعيات جائحة كوفيد-19 وتزامنها مع الانخفاض الكبير في إيرادات النفط، ما ساهم إلى حدٍ بعيد في تخفيض تصنيف الكويت الائتماني من «AA» إلى «A1»، وفي تغيير النظرة المستقبلية للاقتصاد الكويتي من مستقرة إلى سلبية.

وذكرت «الغرفة» في ورقتها «كنّا – مثل كثيرين غيرنا - نعرف ونحذّر من أن الكويت تتجه نحو أزمة بنيوية عامة، شاملة، ونافذة إلى صميم أنشطة الدولة والمجتمع كافة بلا استثناء، ذلك أن ضعف الإدارة العامة، والانحياز الرسمي والشعبي الكامل نحو المبالغة في (رعوية الدولة) على حساب احتياجات المستقبل، أديا إلى إبقاء الإصلاح بكل أبعاده ومعانيه لافتة بلا مضمون، وشعاراً دون تطبيق. وبالتالي، لم تسجل الاختلالات الهيكلية الأساسية الثلاثة ضيق القاعدة الإنتاجية، وانحراف التركيبة السكانية، وهيمنة القطاع العام، أي تحسن يذكر طوال العقود الثلاثة الماضية».

جرس إنذار

أوضحت «الغرفة» أنه بينما يتسارع تضخم حجم الإنفاق العام الاستهلاكي، ويتوالى ويزداد عجز الميزانية العامة، تتردى الخدمات العامة والبنية الأساسية والمؤسسية، ويتراجع مستوى التعليم، وتتعرّض محاولات التصدي الجاد للفساد إلى مقاومة شرسة، وتتماهى حدود السلطات الثلاث وتتداخل، ويصبح الإصلاح أكثر تكلفة مالية ومجتمعية وأبعد منالاً، مضيفة «لا نقول هذا تعذيباً للذات ولا ملامة لأحد، ولكن تعبيراً عن وعي تام بالدلالات البعيدة والانعكاسات العميقة لتخفيض التصنيف الائتماني السيادي، الذي يُمثل جرس إنذار عالي الصوت متواصل الرنين، يجب ألا يمرّ دون وقفة موضوعية واعية، وفزعة وطنية جامعة، وإجراءات تستوعب المتغيرات ولا تتهيب التغيير، خاصة وأن هذا المشهد القاتم لم يكن مشهداً مشرقاً قبل متلازمة انخفاض أسعار النفط وجائحة كوفيد-19، ولكنه ازداد قتاماً وتفاقماً بعدها، فأضحت الصدور أكثر ضيقاً، والنظرة إلى الغد أشد قلقاً».

وتابعت «إن غرفة تجارة وصناعة الكويت لا تدعي أبداً القدرة على إيجاد المخرج ورسم خارطة الطريق، فهذه مهمة لا يمكن أن ينهض بها إلا توافق وطني تتعاون في إطاره السلطات الثلاث، وقوى الحراك السياسي، ومنظمات المجتمع المدني، غير أن هذا لا يمنع (الغرفة) من القيام بواجبها المهني كممثلة للقطاع الخاص، وبواجبها الوطني كمؤسسة كويتية شهدت ولادة الدستور وساهمت في استلهام رؤاه وتطلعاته، وواكبت ارتفاع صرح مجلس الأمة واحتفت برفع قواعده».

قرارات مستحقة

تعتقد «الغرفة» أن القضايا والسياسات والإجراءات التالية تأتي على رأس القرارات الاقتصادية مستحقة الإقرار والتطبيق:

أولاً : من حيث توفير البيئة التي تتيح للقطاع الخاص أداء دوره التنموي:

1 - إعادة هيكلة الإدارة العامة وإصلاح القطاع العام بهدف ترشيقهما ورفع كفاءتهما.

2 - تحتل الخصخصة أهمية مركزية في المنهجية الشاملة للإصلاح الاقتصادي، وتمثل شرطاً أساسياً لتعزيز دور القطاع الخاص. والخصخصة التي تعنيها«الغرفة»هنا هي التي تحترم تطلعات العمالة الوطنية وحقوقها، وتحول دون أي ارتفاع غير مبرر بأسعار السلع الرئيسية والخدمات العامة، وتقدم فرصة حقيقية للمشاركة الشعبية في ملكية المشاريع.

3 - لا يجادل أحد في حق الدولة بملكية النفط والغاز وإنتاجهما، غير أن التوسع في هذه الملكية لتشمل كل أنشطة القطاع النفطي – تكريراً وتصنيعاً ونقلاً وتسويقاً – يشكل توسعاً لا مبرر له دستورياً أو اقتصادياً، وقد ساهم هذا التوسع إلى حدٍ بعيد في تهميش دور القطاع الخاص وإضعاف قدراته وآفاقه، ولم يعد من المقبول أن يبقى القطاع الخاص مبعداً بشكل كلي عن فعاليات قطاع النفط بعد الإنتاج، بكل ثقلها في الناتج المحلي الإجمالي وفي التصدير.

4 - إعادة النظر باحتكار الدولة للأراضي، في إطار تنظيم عادل يساهم في تعزيز الإيرادات العامة، ويضمن لذوي الدخل احتياجاتهم، ويحول دون الاحتكار، ويتيح للقطاع الخاص المساهمة الفاعلة في مشاريع الإسكان.

5 - إصلاح العملية التعليمية إصلاحاً جذرياً، يلبي احتياجات التنمية والطبيعة التنافسية للعمل في القطاع الخاص، ويستجيب إلى معايير الابتكار والإبداع، ويسمح للكويت بدخول الثورة الصناعية الرابعة.

6 - إن الاقتصاد الريعي، وهيمنة القطاع العام، وتضخم الجهاز الوظيفي، واعتماد الأنشطة الاقتصادية على الإنفاق العام، عوامل بالغة الأثر في تشكيل بيئة حاضنة للفساد، وكلها تلعب هذا الدور في الكويت. وقد ثبت محلياً وعالمياً أن الفساد بتجلياته الاقتصادية لا يعكس تشوهاً في القيم بقدر ما يعكس نقصاً في الحرية الاقتصادية، وخطأً في السياسات، وضعفاً في الإدارة العامة والأداء.

7 - إعادة النظر بقانون الخصخصة، وقانون الشراكة، وقانون تشجيع المنافسة ومنع الاحتكار، وتفعيلها بأسرع وقت ممكن بعيداً عن سيطرة الشك والريبة، وبعيداً عن احتكار القطاع العام للقرار والصواب والنزاهة، رغم عشرات الأمثلة التي لا تؤيد ذلك.

ثانياً : من حيث الالتزام التنموي والوطني للقطاع الخاص المتطور:

1 - إدخال مفهوم الضريبة، وفرض ضريبة الدخل على وجه التحديد والأولوية، باعتبارها الضريبة التي تعزز الديموقراطية، ولا تمس جيوب أصحاب الدخل المحدود، على أن يتم ذلك بشكل تدريجي وسهل وعادل، وعلى كل شخص طبيعي أو اعتباري يزيد دخله عن الشريحة المعفاة.

2 - إعادة تسعير الخدمات العامة ورفع القيمة الإيجارية لأملاك الدولة بشكل تدريجي، على أن نحافظ على التوازن المطلوب بين زيادة الإيرادات العامة وضبط نسب التضخم ومستويات الأسعار.

3 - إعادة هيكلة الدعوم وترشيدها، بحيث يكون حجم الدعم أكبر كلما كانت قدرات المواطن أقل، وبحيث يوجه الدعم الاجتماعي إلى المواطنين الذين يحتاجونه، ويوجه الدعم الاقتصادي إلى المؤسسات والأنشطة التي تستحقه، ووقف الهدر في الإنفاق العام، وخاصة في التوريدات والمشتريات والعلاج بالخارج.

4 - تهيئة الشروط اللازمة لإلغاء نظام الكفيل، بغية القضاء نهائياً على تجارة الإقامات.

5 - المساهمة الفاعلة في رسم وتنفيذ الإستراتيجية الرامية إلى توطين العمالة في القطاع الخاص، باعتباره البوابة الرئيسية لتعديل التركيبة السكانية، مع مراعاة مصلحة الاقتصاد الوطني، وتنافسية القطاع الخاص واحتواء ارتفاع الأسعار.

وأكدت «الغرفة» أن مجموعة السياسات والتوجهات والإجراءات التي ركّزت عليها هذه الورقة تشكّل برنامجاً واحداً متكاملاً، يجري العمل على تنفيذ بنوده بشكل متواز، ولا يمكن أن نأخذ ببعضها ونهمل بعضها دون أن يؤثر ذلك على جدواها وكفاءتها ومردودها.

المطلوب... تحرر ووقفة

أشارت «الغرفة» إلى أن المطلوب، أولاً، أن نتحرّر من السؤال المعيق حول أولوية القضاء على الفساد والهدر أم المشاركة الشعبية في أعباء المالية العامة؟ وكأن من المتعذر علينا أن نعمل على ضفتي المال العام في وقت واحد، كما أن المطلوب، بعد ذلك، وقفة تستوعب التغيرات الشاملة والعميقة محلياً وعالمياً، تقنياً وسياسياً واقتصادياً، وتوقن بأن هذه التغيرات تفرض بالضرورة تغيراً بذات العمق والشمول يؤكد حتمية الحوكمة والمساءلة، ويعيد النظر في مفاهيم العدل والرفاه والكفاءة، ويوازن بين حقوق الأجيال، أما الاستمرار في الرهبة أو الهروب من استحقاق التغيير الهادئ والتدريجي، فسيؤدي إلى أن يفرض الإصلاح نفسه بطريقة خاطئة وخطيرة.

ونوهت إلى أن مثل هذا التغيير يجب أن ينطلق، من قواعد ثلاثة هي:

1 - التمسك – بعد الإيمان بالله والثقة بتوفيقه – بالدستور ومؤسساته وفي طليعتها أسرة الحكم ومجلس الأمة.

2 - الوحدة الوطنية القائمة على الحرية والعدل وسيادة القانون، وعلى اعتبار الهوية الوطنية الكويتية قبل وفوق كل هوية أخرى، وتوظيف هذه «الهويات الأخرى» لتعزيز الهوية الوطنية وإثراء ثقافتها وحضارتها.

3 - الإقرار سلفاً بصعوبة تحديات المرحلة المقبلة، وما تتطلبه من وعي وتضحية من كل القيادات السياسية والقوى المجتمعية، ومن المواطنين كافة دون استثناء، وكل حسب موقعه وقدرته وإمكاناته.

وأكدت «الغرفة» أنه بغير التسليم الصادق بحتمية هذه التضحيات وشموليتها كشرط أساسي لإحداث التغيير، سيبقى الاصلاح أمنية تتقاذفها الأيام الى أن تضيع الفرصة تماماً.

السياسة انحرفت بالقرار الاقتصادي عن الحصافة

نوهت «الغرفة» إلى أنه في بلد طغت فيه السياسة على القرار الاقتصادي حتى انحرفت به عن الحصافة والصواب، يصبح الحديث الصادق والصريح عن العلاقة العضوية بين السياسة والاقتصاد بمثابة واجب وطني والتزام أخلاقي، لذا فليس غريباً – إذن – أن نتحدث عن السياسة في معرض البحث عن مخرج من المأزق الاقتصادي، بل الغريب ألا نفعل.

وتابعت ما كانت (الغرفة) لتختم ورقتها بهذا الجزء بالذات لولا قناعتها العميقة بأن التأزم السياسي في الكويت أصبح أخطر ما يهدد جهود التنمية، وأن الاخفاق التنموي – بالمقابل – أصبح أكثر ما يثير أسباب التأزم السياسي:

- فعندما ينفصل صندوق الاقتراع عن التنمية المستدامة، يصبح المستقبل في خطر.

- وعندما يُبنى القرار الاقتصادي من منطلق احتكار الحقيقة وعلى أسس الشك والريبة، تصبح الديموقراطية في خطر.

- وعندما تبعدنا الخلافات السياسية والعصبيات المجتمعية عن الإحساس بلهيب حرائق المنطقة، وتفقدنا الوعي بمخاطر ما نحن فيه وما نحن إليه، يصبح الوطن كله في خطر. وإن وطننا في خطر.

الكل مسؤول والتأسي على اللبن الضائع يزيد الوضع تعقيداً

أكدت «الغرفة» أن ورقتها هذه لا تحاول أن توزع مسؤوليات الأخطاء والخطايا أو توجه اتهامات القصور والتقصير، لأنها لا تملك الحق في ذلك أصلاً ولا تملك القدرة عليه، خاصة وأن مثل هذا اللوم والتأسي على اللبن الضائع لن يزيد الوضع إلا تعقيداً، ولن يزيد المواقف إلا تصلباً.

وأشارت «الغرفة» إلى أنها – في الوقت ذاته – لا تبرئ أحداً أو جهة من مسؤولية ما نحن فيه، لأنها على يقين بأن الأطراف كافة دون استثناء شريكة في هذه المسؤولية؛ فالسلطة التنفيذية، بطريقة تشكيل حكوماتها وضعف أجهزتها، شريكة في المسؤولية، والسلطة التشريعية، بإخفاقها في الانتقال إلى مقاعد تمثيل الوطن كله شريكة في المسؤولية، والمواطنون على اختلاف شرائحهم الاجتماعية والمهنية والسياسية مشاركون في تعقيد وتصعيد أزمة الحرية والإصلاح والتنمية، لإصرارهم الثابت ونجاحهم المتكرر في إعادة انتاج البيئة السياسية حسب اعتبارات العصبية والمصالح، بدل معايير الكفاءة والإصلاح.

فزعة وطنية

عبرت «الغرفة» عن أملها في أن تسهم ورقتها هذه في تحريك الفزعة الوطنية، بعد جرس الإنذار الخطير والكئيب الذي أطلقه تخفيض التصنيف الائتماني السيادي، مشيرة إلى أنها تعلم تماماً أن الحوار الوطني الراقي والمتحرر من ضغوظ المصالح والمواقف المسبقة، لا بدَّ وأن يُعدّل في مضمون هذه الورقة، ويحذف منها ويضيف إليها، غير أن «الغرفة» ترجو أن نتفق جميعاً على أن أي شعب يطمح إلى الديموقراطية وحرياتها وحقوقها، لا بد أن يلتزم – بالمقابل – بمسؤولية وطنية موازية ومكافئة، فكل حق يقابله واجب، والحرية على قدر المسؤولية، خاصة وأن التحولات الكبرى التي يشهدها العالم سياسياً وتقنياً واقتصادياً، تشكّل ضغوطاً قوية ومتزايدة على اقتصاد الكويت وماليتها العامة، وستؤدي بالتأكيد – في حال استمرار الهروب من الإصلاح - إلى إضعاف قدرة الدولة على توفير حياة كريمة لمواطنيها.

وشدّدت «الغرفة» على ثقتها المطلقة بأن المواطن الكويتي الذي نطلب منه هذه الفزعة الوطنية وهذا الالتزام بالمسؤولية لن يتردد أبداً في الاستجابة، شريطة أن يأخذ حقه في الاطلاع على الحقيقة بكل تفاصيلها وجوانبها، وخاصة من حيث غايات الإصلاح وضرورته والتضحيات التي يتطلبها، والتكلفة الوطنية والمالية للاستمرار في الهروب منه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي