مركز الملك سلمان للإغاثة سارع إلى الإعلان عن تغطية كل متطلبات سكانه السوريين
«سبتٌ مُرْعِبٌ» في مخيم للنازحين شمالاً أحرقه لبنانيون وتحوّل... رماداً
دَهَمت لبنان، ليل السبت - الأحد، مأساةٌ طاولت نحو 90 عائلة من النازحين السوريين كانوا يقيمون بمخيم في بلدة بحنين - المنية (الشمال) تحوّل رماداً بعدما تم حرقه عن سابق تصوّر وتصميم، إثر إشكال بين عمال سوريين وأفراد من عائلة لبنانية لم يتوانوا عن إضرام النار في بقعةٍ كانت توفّر سقفاً لمئات هربوا من الحرب في بلدهم، فإذ بهم ينزحون مجدداً تحت جنْح حادثٍ يشبه الفاجعة الانسانية.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، أمس، انه «بتاريخ 27/12/2020، أوقفت دورية من مديرية المخابرات في بحنين، مواطنين لبنانيين وستة سوريين على خلفية اشكال فردي وقع مساء السبت في البلدة بين مجموعة شبان لبنانيين وعدد من العمال السوريين، ما لبث أن تَطَوّر إلى إطلاق نار في الهواء من الشبان اللبنانيين الذين عمدوا أيضاً على حرق خيم النازحين».
ولفتت إلى أنه «على اثر ذلك تدخلت وحدات الجيش وسيّرت دوريات في المنطقة كما نفذت مداهمات بحثاً عن المتورّطين بإطلاق النار وحرق الخيم وضُبطت في منازل تم دهمها أسلحة حربية وذخائر وأعتدة عسكرية».
وفي موازاة ذلك، انتشرت صورٌ أمس لنازحين سوريين يتفقّدون «بقايا ما كان» وسط معلوماتٍ عن أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الخيرية سارع إلى الإعلان عن تغطية كل متطلبات سكان المخيم، وأوعز إلى فرقه الخاصة والجمعيات التي يتعامل معها للبدء بأعمال الإغاثة والتعويض للاجئين وإعادة المخيم لوضعه السابق وتأمين سكن لائق للمتضررين.
وفيما أمضت عائلات سورية ليلتها في العراء، حلّ عدد كبير منهم ضيوفاً على مخيم الضهور كما على منازل قدّمها أهل المنية الذين استنكروا وفاعلياتها هذه «الجريمة»، في ظل تقارير تحدثت عن «كابوس السبت» والرعب الذي أصاب النازحين مع سماع أصوات إطلاق الرصاص وانفجار عبوات الغاز، فيما نُقل عن شهود عيان أنه بسبب محاصرة اللاجئين بالمخيم، عمد بعضهم إلى رمي أطفالهم وأولادهم من فوق السور المحيط، قبل أن يركض الفارون في البساتين وغالبيتهم حفاة.
وفي حين أكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتّحدة، أن عدداً من الجرحى نقلوا إلى مستشفى قريب من دون تحديد عددهم، جرى التداول برواية لما حصل عن لسان مصدر أمني، وفيها أن شخصاً لبنانياً من آل المير حضر الى المخيم وأراد شراء حاجيات من متجر (دكان) موجود بداخله، لكنه وجده مقفلاً.
بعدها أُجبر السوريون على فتح الدكان وحصل تلاسن على خلفية عبارات وُجهت الى إحدى الفتيات السوريات. وتم إطلاق نار من الجانب اللبناني ما أدى الى اندلاع حريق في إحدى الخيم وامتدّ الحريق إلى خيم أخرى وبالتالي احتراق المخيّم بالكامل.
في سياق آخر، لم تكن مفاجئة الإجازة العائلية التي أخذها الرئيس المكلف سعد الحريري الذي غادر بيروت لقضاء ما تبقى من فترة الأعياد في الخارج، بعدما بات مسلَّماً به أن ملف تشكيل الحكومة الجديدة انتقل بـ «حقل أفخاخه» الداخلية - الخارجية إلى 2021 على وقع تعطيل «كاسحتيْ ألغامٍ» حاولتا تعبيد الطريق أمام انتشال لبنان من القعر السحيق الذي انزلق إليه، واحدةٌ قادتْها باريس والثانية الكنيسة المارونية وسرعان ما نالت غطاءً فاتيكانياً. وساد أمس ما يشبه «هدوء ما بين العاصفتيْن» مع سريانِ الصمت «جبهة» رئيس الجمهورية ميشال عون - الحريري في أعقابِ التصدُّع السريع لمبادرة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعدما علقت حكومةُ الاختصاصيين غير الحزبيين التي لا تتضمّن ثلثاً معطلاً فيها لأي فريق والتي يرفع لواءها الرئيس المكلف منسجماً مع معايير المبادرة الفرنسية في شِباكِ مواصفاتِ فريق رئيس الجمهورية وخصوصاً رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لحكومةِ محاصَصةٍ سياسيةٍ (وفق تأكيد قريبين من الحريري) يريد من خلالها الإمساكَ بالثلث المعطل (7 وزراء) وبحقائب وازنة تحت عنوان حقّ عون بتسمية الوزراء المسيحيين وعدالة توزيع الوزارات. وانشدّت الأنظارُ في الأحد الأخير من 2020 إلى الاطلالة التلفزيونية الشاملة للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله التي تَطرّق فيها إلى الواقع اللبناني، والأهمّ إلى تطورات المنطقة وسط ترسُّخ الاقتناع محلياً بأن المكاسرةَ بين فريقيْ عون والحريري تدور على رقعة شطرنج يبقى «حزب الله» ضابطَ اللعبِ الأقوى على مربّعاتها المتشابكة بقوةٍ مع الصراعات الحامية والباردة في منطقةٍ تشهد «تسخين أرضيات» كل ساحات المحور الإيراني تهيُّباً لأي مفاجآتٍ من دونالد ترامب (وإسرائيل) في آخِر أيامه الرئاسية وتهيؤاً لاستدراج عروضٍ تَفاوِضية من موقعٍ متقدّم مع جو بايدن.
وهذا التداخُلُ الذي يشي بأن الملف الحكومي سيبقى أسير المواجهة الكبرى في المنطقة ومقتضياتها، قابَلَه الراعي في أول عظة أحد بعد إحباط مبادرته برفْع سقف مواقفه إلى مستوى غير مسبوق مستخدماً لغة «إنني أنذر جميع معرقلي تأليف الحكومة، من قريب أو بعيد، بأنهم يتحملون مسؤولية وضع جميع المؤسسات الدستورية على مسار التعطيل»، محذراً من أنه «إذا كان ثمة مَن يراهن على سقوط الدولة، فليعلم أن هذا السقوط لن يفيده ولن يفتح له طريق انتزاع الحُكْم (...) لأن اللبنانيين شعبٌ لا يقبلُ اصطناع دولة لا تُشبهُه ولا تشبه هُويته وتاريخه ومجتمعه».
وفي تشبيهٍ مدجَّج بالرمزيات والذي لا يُعرف إذا كانت ستكون له «تتمّات»، أعلن «أن صورة هيرودس تتكرّر في المسؤولين، عندما يغمضون عيونهم عن رؤية بؤس شعبنا، ويخافون على كراسيهم، ويحكمون القبض على السلطة ومفاصلها»، مضيفاً: «هذا ظاهرٌ بتفشيلهم تشكيل الحكومة قبل عيد الميلاد. وجاءت فترة الأعياد فكانت الأعياد لهم مهرباً للتملص من متابعة الجهود لتأليف الحكومة»، داعياً «لوضْع حد لكل مَن يرهن مصير لبنان بمصير دول أخرى»، ومعتبراً أن «إنقاذ لبنان لا يزالُ ممكنا في حال تـم تشكيلُ حكومة تضُمُ شخصيات توحي الثقة بكفاءاتها وسُمعتها واستقلاليتها، لا أشخاصاً يُجفّلون الرأي العام ويُنفّرون المجتمع الدولي».
شبكة تجسس تركية تضم لبنانيين!
ذكر موقع «ويكلي بليتز» أن عدداً من المراقبين عبروا عن مخاوفهم من «التدخل التركي» في لبنان، بعدما باتت الأوضاع في «بلد الأرز» غير مستقرة.
وقبل أيام، اعتقلت الشرطة اليونانية مسؤولاً قنصلياً تركياً للاشتباه في قيامه بالتجسس في قضية من المرجح أن تزيد من توتر العلاقات المضطربة بين الحليفين في حلف الناتو. وكشف تحقيق أجراه خفر السواحل اليوناني في شأن تهريب المهاجرين عن شبكة تجسس أخرى تضم أكثر من 15 مشتبهاً.
وتردد أن 4 من المشتبه بهم، مواطنون يونانيون وأتراك ولبنانيون. وأبرز التقرير أن «شبكة التجسس كانت تجمع معلومات عن تحركات سفن البحرية وخفر السواحل اليونانية وتشاركها مع أشخاص مسؤولين في تركيا».
وتأتي هذه المستجدات في ظل تصاعد الجدل بشأن دور تركيا داخل لبنان وأهدافه المستقبلية.