No Script

رؤية

مبادرة الرئيس للتقارب والإنجاز

تصغير
تكبير

انتهت انتخابات الرئاسة للفصل التشريعي السادس عشر في الكويت بفوز رئيس البرلمان مرزوق الغانم في فصليه التشريعيين 14 و15، صاحَب هذه الانتخابات اصطفاف مجتمعي غير مسبوق، بعد أن اجتمع 41 نائباً فازوا بعضوية الفصل التشريعي الـ16 ليعلنوا عن نيتهم التصويت لمرشحهم لانتخابات الرئاسة وهو شخصية غير سياسية ضد الرئيس الغانم، الذي اتهموه بالكيل بمكيالين في تعامله معهم، ورغم شراسة الحملة ضد الغانم لم يقدم المناوئون له دليلاً واحداً يدينه، بالوقوف ضد مصالح الأمة أو إرادتها.

لقد فات المجتمعون أن العمل السياسي المحترف عمل استراتيجي معقد، يأخذ في حساباته أدق التفاصيل الاجتماعية والمواقف التاريخية والحالة المادية للأفراد والاقتصادية للبلاد، وعوامل أخرى كالظلم والفساد والإهمال والتقصير، وسوء إدارة الدولة والموقف الإقليمي السائد وأي تقاطعات مصالح له سواء كانت سلباً أو إيجاباً مع الخصم وهو هنا الرئيس الغانم كما أن انغماس بعضهم في أساليب استخباراتية كتصوير ورقة الانتخابات، أثار تخوّف الأمة من تأثير أجنبي على هذه الانتخابات.

فالكويت تعيش خليطاً من الأطوار الخمسة من عمر الدولة، في توقيت واحد، التي وصفها ابن خلدون في مقدمة كتابه «العبر»! فبينما نجد شباباً كويتيين يحقّقون سبقاً علمياً واكتشافات على مستوى دولي رفيع، فإن جامعة الكويت الرسمية الوحيدة تقبع خارج التصنيف الدولي للجامعات، ما أدى إلى انخفاض مستوى الخريجين.

فإذا حاولنا تطبيق أطوار ابن خلدون، فستأتي الكويت في الطور الرابع أو الخامس من أطوار الدولة.

إن الخروج من هذه الأزمة يتطلّب نقلة في الحالة النفسية للمجتمع، تقوم على مبادرة جادة من الرئيس الغانم والمخلصين لهذه الأمة والمصلحين من الفريقين الخصمين يزورن فيها شركاء اليوم وخصوم الأمس في دواوينهم، مادين لهم يد التعاون، محملة ببرنامج مكثف لاستعادة ثقة الأمة في المجلس، وقبل ذلك استعادة اللحمة الوطنية.

إن ترك الأمر لبعض الفوضويين الحاقدين لينفخوا النار فيه، هو الجريمة الكبرى، إذا سمح العقلاء بهذا، فنحن جميعاً مطالبون بالدعوة والعمل على إنجاح مبادرة التقارب والإنجاز التي بادر بها الرئيس الغانم لإطفاء فتيل الفتنة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي