إن وخزة ألم الفشل الموجعة تعلّمنا مدلولات الأشياء، المخبأة في جيوب الزمن المظلمة، تنتظر يداً تمد لها لترى نور الحياة.
تُرى من أين تأتي تلك اليد؟ ومتى ستأتي؟
عندما يتأمل المرء للمرة الأولى أو المرة المئة - حياته، يجد نفسة واقفاً على مضمون، قيد التكوين والتشكيل يبدأ منه وينتهي عنده، يتفاعل به مع معطيات الواقع وظروفه المتغيرة باستمرار، فما أثر الوقع النفسي على موقف لم يحدث كما تصورته؟
ما أثر خطة، لم ترسم بشكل دقيق فقادتك إلى توهان شديد في نقطة الوصول إلى الضفة الأخرى؟
إن المقارنة بين الأمس واليوم، هي كالمقارنة بين العقل والنفس، لا يخضعان لما فات وحصل، ولكنهما يخضعان لليوم بما تعلمته من الذي فات، أي تحوّل من دور المشاهد السلبي الذي مهنته استقبال الذبذبات، لتستقر مواطن نفسه وتصيبه بسكتة عقلية تجره للخضوع والانقياد للفشل والألم والحزن إلى الفاعل الإيجابي المشارك، بعقله في تفسير مدلولات الأشياء.
للوقوف عند الأسباب والمسببات والوصول إلى النتائج بعقله، ثم الحكم والنطق والإعلان.
عند نقطة التحويل هذه، نجد أن الممكن قد أعلن قيام ما يجوز على ما لا يجوز.
فأصبحت البدائل كالذرات منتشرة في أجوائنا الداخلية، تنتظر اقترانها بالعقل لتكون ما هو مفيد، لتحقيق ما نرجوه من أحلام، لذا فكر في دائرة الممكن فآفاقها كلمة تدعى (أستطيع) لها قوانين لا حدود لها، تبدأ من روحك لكل شيء في الحياة.
أما دائرة المستحيل الضيقة فهي لها آفاق تدعى (لا أستطيع) تجرك إلى عتمة لا نور لها.
أنت تختار حياتك!
Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi