No Script

إطلالة

فساد الأسفلت... من يقف وراءه؟!

تصغير
تكبير

بعيداً عن قضية التعويضات، وعن مسؤولية الجهات الحكومية والشركات الخاصة، لنتحدث قليلاً عن حكاية طرق الكويت وقصة تطاير الحصى التي تحوّلت إلى أزمة حقيقية في البلاد، بسبب الفساد، وكيف ظهرت لنا على مراحل أثناء فترة نزول الأمطار على شوارع البلاد في فصل الشتاء، لتكشف مدى رداءة نوعية أسفلت الشوارع، من خلال تطاير الحصى وكثرة الحفر الصغيرة والكبيرة في كل جانب، والتي قد تتسبّب في الحوادث المفاجئة وحصول ضرر جسيم على زجاج المركبات وإطاراتها، حتى وصل الأمر إلى تطاير لون المركبات.

كما أن الأشغال تضع حواجز إسمنتية بطريقة خاطئة غير متوازية مع خط الطريق، بالإضافة إلى سوء تخطيط المنحنيات وإخلائها من اللوحات الإرشادية، ووضع مطبات عالية من دون خطوط أرضية وإضاءة، وتكرار هذه الأضرار يُجبر السائقين أو شاغلي الطرق إلى تصليح مركباتهم أو تغيير زجاجها كل شهر.

فإلى متى يعاني المواطنون والمقيمون من رداءة الطرق خصوصاً تطاير حصى الأسفلت، ولماذا يتم رصف الشوارع بهذه النوعية من الأسفلت؟ أين الجهات الحكومية المسؤولة عن هذه الطرق، وكيف يتم تركها مهملة منذ بداية الأزمة؟!

ففي الحقيقة لم نر أي تحسن في حال الطرق، وما نشاهده مقتصراً على أعمال الجسور الجديدة، أما بقية الطرق فهي مهملة تماماً، وبالتالي فإن فشل مشروع سفلتة الشوارع يتحمله المقاول والشركات المنفذة ووزارة الاشغال معاً.

بالله عليكم أين نوعية وجودة الأسفلت التي تحدث عنها الدكتور علي العمير، حينما كان وزيراً للاشغال، وأين وعود وزيرة الاشغال الدكتورة رنا الفارس، أثناء توليها حقيبة الاشغال؟!

هل اختفت هذه الوعود بعد نزول الأمطار على الشوارع لمدة أسبوعين كاملين، أم الفساد أكبر مما نتوقع!

لقد سئمنا من الحديث عن فظاعة فساد مشاريع الطرق على مدى سنوات مضت، ولم نشاهد طرقاً جديدة تسعد الناظرين، أو تواكب التطور الحاصل في دول الخليج الشقيقية، للأسف ما نشاهده هو إهمال وبطء في عملية التنفيذ، رغم توافر الميزانية لهذه المشاريع، فهل فعلاً العيب في تقاعس المسؤولين عن هذه الأعمال والشركات المنفذة أم العيب في رداءة الأسفلت وسوء الاختيار؟!

نحن نتحدث اليوم عن أزمة أقلقت الجميع ولم تنته وتتكرر في كل شتاء ممطر، والضرر قد طال جميع الطرق من دون محاسبة فعلية للمقاول المسؤول أو الجهة الحكومية المسؤولة، وبالتالي فإن الطريقة الخاطئة التي تتخذها وزارة الأشغال عندما تتعاقد مع مقاولي الباطن غير مجدية، لأنها تبدأ من مقاول كبير ثم مع الوقت يتحول المشروع إلى مقاول صغير لا يحمل المؤهلات المطلوبة بجودة الأسفلت، ويجهل مقتضيات السلامة المطلوبة، لذلك لن يتحقق حلم جودة الشوارع إلا بعد القضاء على فساد مشاريع الأشغال أولاً... ولكل حادث حديث.

Alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي