خواطر صعلوك
ما هو أهم من الرئاسة!
أبارك للأخوة المواطنين الذين ترشحوا لمجلس الأمة ونجحوا في الانتخابات، والآن أصبحتم أعضاء في البرلمان، ألف مبروك، أسأل الله أن يعينكم.
إنّ قاعة عبدالله السالم ليست هي مجلس الأمة، بل اللجان الداخلية وفرق العمل والقدرة على توسيع الخيارات للشعب، هي ما يمكن أن نسميها مجلس الأمة. والقدرة على التشريع المبني على الأبحاث والدراسات، وتحريك المجتمع المدني «اللي نايم في العسل»، منذ أكثر من ثلاثين سنة.
إنّ الوقوف في قاعة عبدالله السالم والتحدث أمام الكاميرات، هو المشهد النهائي لسلسلة من الخطوات السابقة من النقاشات المجتمعية واللجانية والجلوس مع الفئات المختلفة من كبار السن والأطفال والمرأة وذوي الإعاقة والشباب، وسيكون من المخجل - وكما جرت العادة - أن الرجل منكم يتكلّم بانطباع من دون اطّلاع، ويصرخ ويرفع عينيه على الشاشة العلوية المثبتة في القاعة ليرى نفسه ويتخيل اللقطة التي في رأسه والتي ستنتشر عنه في شبكات التواصل، معتقداً أنه بذلك أدى دور عضو البرلمان الرقابي التشريعي عندما يقدم اقتراحاً بقانون دون أن يقدم الأسباب المؤدية إلى النتائج.
لا أقصد الإساءة لأحد، ولكن دعوني أضع أمام أعينكم مجموعة من الإحصائيات، واسألوا أنفسكم، من منكم سيعتبرها مشاكل تسمح له بأن يصرخ على الحكومة ويستعرض حنجرته في قاعة عبدالله السالم رغم تغيبه عن اللجان، ومن منكم سيعتبرها فرصة للعمل والتشريع والرقابة الجادة، ومن سيعتبرها مجرد أرقام في جريدة، ومن قد يعتبر أصحابها ضحايا يستحقون العطف، ومن قد يعتبرون أصحابها طاقة مهدرة يمكن استثمارها، وكل حسب وعيه وإدراكه.
تتعدّد المشاكل التي يعاني منها الشباب، والتي تؤدي إلى الموت أحياناً، فالأسباب المؤدية إلى الوفاة في الكويت كثيرة أبرزها الإصابة بحوادث الطرق، أمراض القلب، والسرطان، كما تتعدّد المشاكل الأخرى على وجه العموم، كزيادة في أعداد المصابين بمرض السكري.
كما أن انتشار جرائم الأحداث (تتركز في الفروانية، الجهراء، حولي، الأحمدي).
73 في المئة من مجموع العاطلين بين 15 إلى 39 عاماً، والغالبية بين النساء بنسبة (77 في المئة).
تشير دراسة الصحة المدرسية لعام 2011 أن نسبة الطلبة الذين يعانون من وزن زائد تصل إلى 50 في المئة، ونسبة الطلبة الذين يعانون من البدانة المفرطة تصل إلى 23 في المئة.
وتثير بعض النسب القلق في ما يتعلق بالنمط الغذائي لدى الشباب.
نسبة الطلاب الذين يمارسون النشاط الجسدي لأكثر من ساعة على مدار 5 أيام أو أكثر لا تتجاوز 21 في المئة من الطلبة.
الشريحة العمرية التي تقع بين 15 إلى 18 عاماً الأكثر في ارتكاب الجرائم كافة، وبالتحديد بالضرب على نحو محسوس.
80 في المئة من الشباب الكويتي لا يجدون الطرق المناسبة لقضاء أوقات فراغهم، وعدم القدرة على استثمار أوقات فراغهم وهناك ما يقرب من 92.1 في المئة من الشباب يعانون ضعف المستوى الثقافي وقلة المطالعة، والسبب في ذلك يرجع إلى نقص الوسائل المناسبة لشغل أوقات الفراغ وغياب الهيئات الثقافية المتخصصة التي تعتني بهم.
وعدم وجود أماكن كافية للترفيه عن الشباب.
برامج ترفيهية للشباب تفتقر إلى الرقمنة والإبداع وربط العناصر.
في الواقع لا يزال الإنترنت الخيار الأكثر شعبية من المعلومات ومصدر من وسائل الترفيه للشباب.
يستحوذ الإنترنت على اهتمام الشباب ويقضي 88 في المئة منهم معظم أوقات فراغهم على الإنترنت، وتعتبر الأداة الأكثر استخداماً كمصدر للمعلومات.
75 في المئة من الشباب يعانون من المشكلة الإسكانية، والتي تفرض نفسها بقوة في حياتهم الأسرية والاجتماعية. ويعاني الشباب من مشكلات الحصول على الدعم الحكومي المناسب للحصول على سكن لائق ومناسب.
وتعد شريحة الشباب من أكثر الشرائح احتياجاً إلى المسكن لتأسيس العائلة والانطلاق في الحياة الاجتماعية والسكن والاستقرار العائلي.
نسبة 90 في المئة من الشباب أقرّوا بوجود تعصب طائفي ومذهبي وقبلي وعنف. ونسبة 96 في المئة من الشباب يعانون من الواسطة والمحسوبية. نسبة 95.2 في المئة من الشباب لديهم حب المظاهر والتفاخر، وتقليد الغرب ونسبة 67 في المئة ترى أن الشباب يعانون من ظاهرة المخدرات.
ونسبة 90 في المئة من الشباب يعانون من مشكلة المهور ويستتبعها ارتفاع مشكلة العنوسة وكذلك زواج الأقارب.
قصة قصيرة: قاعة عبدالله السالم ليست هي مجلس الأمة... بل اللجان الداخلية وفرق العمل والقدرة على توسيع الخيارات للشعب هي ما يمكن أن نسميها مجلس الأمة... نعم هناك ما هو أهم من الرئاسة! @Moh1alatwan
