«العالم لم يعد قرية صغيرة... بل جهاز ذكي»
مالك عبيد لـ «الراي»: في غاية الأهمية انطلاقتي من تلفزيون الكويت
- العالم برمته تأثر بتداعيات «كورونا»... وأمر كهذا يجب ألا يوقف الحياة ولا التحدي ولا الرهان على المستقبل والنجاح
- علينا أن نكون حذرين في استخدامنا لمفهوم الكوادر الوطنية بحكم قابليتها للاستغلال بشكل سلبي من قبل البعض
- مسألة الثقة بمواقع النشر والبث الرقمي لم تحسم بعد... فليس من السهل التحقق من مصدر المعلومة ولا من الشخص المتحدث ولا من الكاتب دائماً
درس الماجستير في جامعة الكويت وتخرج منها، وبدأ حياته العملية في وزارة الإعلام الكويتية بعد أن التحق في قطاع الأخبار والبرامج السياسية...
هذه كانت بداية الإعلامي السعودي مالك عبيد الذي استرجع ذكرياته وتحدث عنها لـ«الراي» قائلاً إنه بلا شك البداية في تلفزيون الكويت كانت في غاية الأهمية، وتعلمت منها مبادئ العمل التلفزيوني والإخباري بشكل خاص.
ورأى عبيد، الذي يشغل حالياً منصب مدير الموارد الإخبارية والإنتاج في قناة الشرق، أن خبرة الإنسان التراكمية من خلال تجاربه المهنية المختلفة تجعله أكثر اطلاعاً بحكم تكرار التجارب، مشيراً إلى أنه حقق الكثير من أحلامه المهنية من خلال العمل مع العديد من المؤسسات المرموقة كـ«mbc» و«العربية»، والآن في الشرق للأخبار، لافتاً إلى استفادته من وجود العديد من الخبرات والأسماء ذات المكانة المعرفية والمهنية المشرفة في الإعلام العربي.
وفيما اعتبر أن مسألة الثقة على مواقع النشر والبث الرقمي لم تحسم بعد، إذ ليس من السهل التحقق من مصدر المعلومة ولا من الشخص المتحدث ولا من الكاتب دائماً، رأى أن السيطرة على مخاطر الإعلام الإلكتروني تعني التحكم بما يشمل الإفساح والمنع، لافتاً إلى أن العالم اليوم لم يعد قرية صغيرة، بل هو «جهاز ذكي».
• نبارك لكم انطلاقة قناة الشرق ونود أن نتعرف على طبيعتها؟
- شكراً جزيلاً على التهنئة. قناة الشرق للأخبار هي قناة تقدم خدمة إخبارية ناطقة باللغة العربية، تلتزم بأعلى المعايير المهنية والفنية بهدف تلبية حاجة الجمهور في معرفة ما يدور في العالم من أحداث على الساحتين العربية والدولية من خلال التواجد على المنصات المختلفة، معتمدة في ذلك على معادلة الخبر وأبعاده السياسية والاقتصادية.
القناة تابعة لشركة الشرق للخدمات الإخبارية المحدودة المملوكة للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، إحدى أكبر مجموعات النشر الإعلامية في الشرق الأوسط، ويقع المقر الرئيسي للمؤسسة في الرياض مع مركز رئيسي للأخبار في دبي واستوديوهات في لندن وواشنطن، ومراكز أخبار في العديد من العواصم العربية.
• أطلقتم القناة في ظل أزمة «كورونا»، فلماذا هذا التوقيت؟
- هذا النوع من المشاريع وبهذا الحجم والانتشار لا يكون عملاً عشوائياً عادة، بل هو نتيجة دراسات معمقة للواقع، يتم من خلالها تحديد حاجة السوق ورصد توجه مثل هذه المشاريع وعوامل نجاحها وتفوقها أيضاً، وتعتبر قناة الشرق للأخبار إحدى تلك المشاريع التي ترتكز على حاجة الجمهور لخدمة إخبارية متكاملة. وبالنسبة إلى جائحة «كورونا»، فتداعياتها كثيرة والعالم برمته تأثر من انتشار هذا الوباء، غير أن أمراً كهذا يجب ألا يوقف الحياة ولا التحدي ولا الرهان على المستقبل والنجاح. وأعتقد أننا نجحنا في تخطي كل ذلك بجدارة.
• لك تجارب في تأسيس قنوات عدة مثل «العربية الحدث» و«الإخبارية» و«mbc مصر». كيف وظفت هذه التجارب في تأسيس قناة الشرق؟
- بلا شك أن خبرة الإنسان التراكمية من خلال تجاربه المهنية المختلفة تجعله أكثر اطلاعاً بحكم تكرار التجارب، والحمد لله تمكنت من تحقيق الكثير من أحلامي المهنية من خلال العمل مع العديد من المؤسسات المرموقة كـ«mbc» و«العربية»، والآن في الشرق للأخبار مع الشركة السعودية للأبحاث والتسويق واستفدت من وجود العديد من الخبرات والأسماء ذات المكانة المعرفية والمهنية المشرفة في الإعلام العربي، من أبرزهم الأستاذ القدير عبدالرحمن الراشد والدكتور نبيل الخطيب وغيرهما.
بالنسبة إلى «العربية»، فقد كنت من ضمن فريق التأسيس، ولكنني لم أكن المسؤول عن التأسيس بشكل أساسي آنذاك، وبعدها أشرفت على تأسيس قناة «الإخبارية» فنياً وتقنياً، ومن ثم أشرفت على إطلاق قناة «الحدث» و«mbc مصر» بحكم رئاستي للإدارة المسؤولة عن إدارة الموارد الإخبارية في قناة العربية و«mbc» آنذاك. والحمد لله، استطعت تحقيق قفزات مهنية مهمة بدعم فرق عمل مميزة ومختلفة من الزملاء، وهذا ساعدني كثيراً في ترجمة الأهداف المرجوة من وجود قناة الشرق لينعكس على ما أوكلت إليّ مهمة إنجازه خلال الفترة الماضية مع بقية الزملاء في إداراتهم المختلفة.
• وبالنسبة إلى الكويت التي شهدت أولى خطواتك المهنية في المجال الإعلامي. ماذا تقول عن تلك المرحلة؟
- التحقت في العام 1998 بقطاع الأخبار والبرامج السياسية في وزارة الإعلام، وكان وكيل الوزارة المساعد آنذاك الأستاذ القدير محمد القحطاني.
وكانت بداية تقليدية كأي خريج يبحث عن فرصة للعمل والحصول على خبرة وظيفية من أي مكان لتأسيس حياته ويستند عليها أيضاً في تطوره الوظيفي أو الأكاديمي في ما بعد.
وكان آنذاك تلفزيون الكويت ما يزال يعيش على سمعته التاريخية العريقة ويشكل طموحاً للكثيرين من أبناء المهنة. وبالنسبة إليّ، هو الأقرب بحكم دراستي للماجستير في جامعة الكويت.
انطلقت في عالم الأخبار والبرامج السياسية وبعدها عملت لفترة بسيطة ضمن فريق إعداد برنامج «صباح الخير يا كويت». بلا شك البداية في تلفزيون الكويت كانت في غاية الأهمية بالرغم من أن مردودها المادي كان لا يتعدى 3000 ريال، ولم تكن التقنيات المستخدمة أيضاً بالمستوى المتقدم والمطلوب للأسف. ولكن تعلمت منها مبادئ العمل التلفزيوني والإخباري بشكل خاص، خصوصاً أنها فترة لم تكن بعيدة عن عالم الجامعة والتعليم والتدريب واستطعت تكوين أولى شبكة علاقات في عالم العمل التلفزيوني، وشاركت في الكثير من التغطيات المباشرة مثل تغطية وفاة الملك حسين بن طلال رحمه الله. وقصف الناتو ليوغسلافيا وغيرها من الأحداث.
واستمرت الأمور بهذا المستوى إلى أن انتقلت إلى دبي وبدأت عملي مع قناة «mbc».
• الكوادر الوطنية عادة ما تبحث عن فرص، فما هي الفرص التي توفرونها للشباب الباحث عن فرصة عمل في المجال الإعلامي؟
- علينا أن نكون حذرين في استخدامنا لمفهوم الكوادر الوطنية بحكم قابليتها للاستغلال بشكل سلبي من قبل البعض. فالمهنية هي معيار قناة الشرق، لذا فإن توفير فرص العمل للشباب يحسمه التخصص والكفاءة والمعرفة والقدرة وليس أي أمر آخر. من هوية القناة، أنها تستهدف فئة الشباب على طول وعرض العالم العربي، فلا يمكن مخاطبة هذه الفئة إلا من خلال كادر وظيفي شاب يحمل الثقافة ذاتها للجمهور المستهدف. لذا، فإن متوسط الأعمار لدينا في القناة يدور حول 28 سنة، وهم من خيرة الكوادر الإعلامية الصحافية والإدارية والفنية والإبداعية ومن مختلف الجنسيات.
• برأيك، هل خلق الإعلام الإلكتروني الجديد الثقة عند المتلقي؟
- مسألة الثقة بمواقع النشر والبث الرقمي لم تحسم بعد، فليس من السهل التحقق من مصدر المعلومة ولا من الشخص المتحدث ولا من الكاتب دائماً. حجم الانتشار وسرعته والارتباط بالأجهزة الذكية وتطبيقاتها وقلة التكلفة واقتحام الذكاء الصناعي لميادين الإعلام، كلها تعد من أهم خصائص الإعلام الجديد الأمر الذي ما تزال التشريعات والقوانين ومواثيق الشرف تحاول استيعابه، وهنا يأتي دور المؤسسات العريقة. فهي من يقع على عاتقها تعزيز مسألة الثقة لدى المتلقي من خلال مرونتها في استيعاب حجم التغيرات ومواكبتها والسير في ركبها وبنفس سرعتها، وهذا ما يبقيها على قيد الحياة والفاعلية وكسب ثقة الجمهور والتأثير فيه بحضور إيجابي واضح بعيداً عن الغموض واللبس أو إثارة الشبهات والتشويش.
• هل ممكن أن نسيطر على مخاطر الإعلام الإلكتروني؟
- السيطرة تعني التحكم بما يشمل الإفساح والمنع، وهذه فكرة قديمة لا جدوى من الخوض بها حتى. فالعالم اليوم لم يعد قرية صغيرة، بل هو «جهاز ذكي». الواقع الإعلامي في المرحلة الحالية والمقبلة سيعتمد بالدرجة الأولى على كيفية الحضور وفقاً لمتطلبات المرحلة الرقمية من دون أي إخلال في البناء الأخلاقي والمهني للعملية الإعلامية وأهدافها بلا شك. فوسط هذا العدد الهائل من القنوات والخدمات الإخبارية تبقى أسئلة مثل: كيف نصل للجمهور؟ وما الذي يحتاجه الجمهور؟ كيف نكون الأكثر تأثيراً؟ هي بوصلة التطوير الرئيسية.