«السياحة الدينية قوة ناعمة بأبعاد اقتصادية وتجارية»
دور إيران في توسعة «العتبات» يُرسّخ نفوذها في العراق!
خلال سبتمبر الماضي، قام حسن بلارك، أحد كبار ضباط «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، بزيارة غير معلنة لواحد من أقدس المواقع عند الشيعة في مدينة كربلاء، في جنوب العراق.
وجاءت زيارة بلارك، الذي فرضت عليه واشنطن عقوبات بتهمة تهريب السلاح، لتفقد مشروع إنشائي تتولى تنفيذه شركة يملكها مع آخرين من الحرس الثوري، تربطها صلات بالمرشد الأعلى السيد علي خامنئي، وهي مؤسسة تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات أيضاً.
وتبلغ تكاليف أكبر توسعة للعتبة الحسينية، منذ 300 عام، 600 مليون دولار.
وأرسل عامل في الموقع لـ«رويترز» صور بلارك وهو يضع على رأسه خوذة ويغطي وجهه بكمامة طبية زرقاء أثناء قياس درجة حرارته قبل دخوله الموقع، لكن لم تنشر وسائل الإعلام الإيرانية أو العراقية، شيئاً عن الزيارة التي أكدها موظف عراقي من العاملين في المؤسسة.
ويقول عاملون إن بلارك وقادة آخرين، في الحرس الثوري يشرفون على المشروع، يترددون عليه من دون سابق إخطار، وتتولى الشركات الإيرانية والمهندسون الإيرانيون المتعاقد معهم حصرياً لتنفيذ الأعمال المطلوبة، إطلاعهم على التطورات في جولات سريعة.
وسبق تصوير القائد السابق لـ «فيلق القدس» قاسم سليماني، خلال جولة في المشروع ذاته عام 2018، قبل 18 شهراً من اغتياله بضربة جوية أميركية في بغداد.
وبحسب مصدر إيراني في كربلاء، فإن إسماعيل قاآني، الذي خلف سليماني في «فيلق القدس»، قام بزيارة غير معلنة للعتبة، بعد أسبوعين من زيارة بلارك.
وينهمك عمال إيرانيون ليلاً ونهاراً في ملء حفرة عمقها 40 متراً ومساحتها 50 ألف متر مربع بالأسياخ الفولاذية والأسمنت المستورد من إيران.
وستضم المباني متعددة الأدوار التي يعملون على إقامتها وحدات للوضوء ومتحفاً ومكتبة، وسيتمكن ملايين الزائرين من الوصول إلى «مرقد الحسين» عن طريق نفق واسع.
وهذا هو أكبر مشروع تقود تنفيذه «مؤسسة الكوثر» المملوكة للحرس الثوري لتطوير السياحة الدينية في العراق وسورية، وهناك مشروعات أخرى في الطريق.
ولكتابة هذا التقرير، قامت «رويترز» بخمس زيارات لموقع مشروع كربلاء، وتفحصت المعلومات العامة المتاحة الخاصة بالعتبات والشركات المعنية وأجرت 20 مقابلة على الأقل مع عمال ومهندسين ورجال أعمال ومسؤولين دينيين وسياسيين من العراق وإيران.
ويكشف التحقيق، كيف يحقق الدور الإيراني في السياحة الدينية، «قوة ناعمة» لطهران ويعزز وجودها في المراكز الدينية العراقية.
كذلك يعمل التحكم في تطوير العتبات على تعميق العلاقات التجارية، كما أنه ينطوي على فرص اقتصادية لإيران. فالسياحة الدينية صناعة تدر مليارات الدولارات سنوياً في العراق وهي ثاني أكبر مصدر للدخل بعد قطاع النفط.
وقال وزير عراقي سابق مطلع على المشروع، «صارت علاقة، وصارت توغل إيراني. دخلوا في الدولة العميقة. العلاقة العقائدية أكبر من العلاقة السياسية... (وهم) يستخدمون السياسة الناعمة جداً».
وتمنح الحكومة العراقية المشروعات الدينية امتيازات خاصة منها إعفاءات جمركية على الإسمنت والصلب وغيرهما من المواد المستوردة من إيران.
وتقول مصادر عدة، إن الكثير من البضائع يدخل العراق بدعوى تطوير العتبات ثم يباع في أماكن أخرى.
وتتولى «لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة» في إيران تطوير العتبات الشيعية، واللجنة شكلها خامنئي ويتولى إدارتها من يتم تعيينهم من الحرس الثوري.
وفي مارس الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على اللجنة وعلى «الكوثر»، جناح الأعمال الهندسية التابع لها في العراق. وكان بلارك من المسؤولين المستهدفين بالعقوبات.
وقال الأميركيون إن «اللجنة والمؤسسة متورطتان في تقديم مساعدات مميتة لفصائل تعمل لحسابها في العراق وسورية وأنشطة استخباراتية وغسل أموال».
وأفاد ناطق باسم وزارة الخزانة الأميركية بأن «إيران تسعى لتوسعة نفوذها واستغلال قطاعي المال والأعمال في العراق».
ووفق نائب الأمين العام للعتبة الحسينية، أفضل الشامي، فإنّ «الدور الإيراني ضروري لأن الوضع الاقتصادي في العراق لا يستطيع أن يبني مثل هذه المشاريع الكبيرة. الشعب الإيراني شعب يحب الأئمة ويحب العراق ويريد أن يتبرع بأموال للعتبات المقدسة».
وأضاف: «عندما الأموال تنتقل عن طريق مؤسسة رسمية بالتأكيد هذا... قد يشكل دعماً لها في الداخل، وفي الخارج دعم معنوي وإعلامي».
وأسست إيران نفوذاً لها في العراق عقب الاجتياح الأميركي الذي أسقط نظام حسين صدام في العام 2003.
وعمل الحرس الثوري على توسيع إمبراطورية الأعمال التابعة له في إيران ثم وسّع نطاق نفوذه في مختلف أنحاء العراق وفي سورية ولبنان. وأنشأ ممرا لدعم حلفائه من الفصائل في مختلف أرجاء المنطقة والسيطرة على الحدود والتجارة البرية وتعزيز وجوده في المواقع الدينية.
غير أن محاولات طهران لتوسعة نفوذها في العراق، تواجه الآن تحديات جديدة، فإيران منشغلة بفيروس "كورونا" المستجد في الداخل، وكذلك معارضة الأحزاب السياسية والفصائل المسلحة التي تساندها في العراق ولبنان.
ويؤيد المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني، دعوات للإصلاح السياسي، كما أنه يعارض التدخل الأجنبي، بما في ذلك الإيراني.
وتحاول الولايات المتحدة، تقليص النفوذ الإيراني بالعقوبات واغتيال قادة عسكريين وتحالفات جديدة.
وللمرة الأولى منذ سنوات، أخذت حكومة عراقية بقيادة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، صف الولايات المتحدة، وعارضت الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران، تعيينه.
وكانت زيارة بلارك لكربلاء، أحدث علامة على أن الحرس الثوري يواصل أعمال «الكوثر» رغم الضغوط الأميركية.
وأشارت الخزانة الأميركية، في نص العقوبات التي فُرضت في مارس الماضي، إلى أن «الكوثر عملت كقاعدة لأنشطة المخابرات الإيرانية في العراق بل وشحن أسلحة وذخائر لجماعات الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران».
وذكر مسؤول في الجمارك العراقية، أن «إيران لا تحتاج لنقل السلاح إلى "الكوثر" التي يتركز نشاطها في التجارة والقوة الناعمة... توجد وسائل أخرى لذلك، فالفصائل التي تعمل لحسابها تسيطر على الحدود من الشمال الكردي إلى جنوب العراق».
ويملك «الكوثر»، بلارك واثنان آخران على الأقل من المسؤولين الذين تربطهم صلات بالحرس الثوري، ومنهم أحد قادة «فيلق القدس» يعمل انطلاقاً من مدينة النجف في جنوب العراق، وفقاً للخزانة الأميركية.
وقال ضياء الأسدي، النائب السابق الذي تربطه علاقة وثيقة بزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، «إيران عينها على العتبات منذ سقوط النظام (صدام حسين) في 2003».
وتقع العتبة الحسينية، التي يزورها نحو 50 مليون زائر كل عام، في مسجد فسيح تعلوه قبة ذهبية وتزين مداخله الزخارف وأبواب من الخشب والزجاج، كلها من إيران، وفقاً لما قاله وزير الإسكان العراقي السابق بنكين ريكاني ومصادر حكومية أخرى.
وأضاف ريكاني «المرايا اللي موجودة كلها صناعة إيرانية».
ويتناول الزوار، الطعام مجاناً في قاعات خاصة ملحقة بالعتبة ويؤدون صلواتهم، بينما يقطع ضجيج الحفر وأصوات أعمال أخرى رهبة السكون في المكان.
وزار صحافي من «رويترز» فندقاً في كربلاء تستأجره العتبة الحسينية لاستضافة المهندسين الذين يعملون في المشروع، ويقع في شارع يحظى بإجراءات تأمين ومُراقب بالكاميرات.
وفي بهو الاستقبال، عُلقت لافتة لتخليد ذكرى سليماني.
ويشغل عمال إيرانيون فندقين آخرين في المدينة، وأكشاكاً مقامة بجوار مكاتب «الكوثر» التي تطل على مشروع توسعة العتبة.
وهناك يعمل عمال إيرانيون يرتدون ملابس خاصة بالشركات التي تعاقدت معها «الكوثر» وسط علامات إرشادية باللغة الفارسية خاصة بالصحة والسلامة. وفي كثير من الأحيان يكون المهندسون الذين يضعون خوذات على رؤوسهم، من خريجي «جامعة الشهيد بهشتي» في طهران، وفقاً لما قاله مقاول عراقي يعمل مع «الكوثر».
والجامعة مدرجة في قوائم العقوبات الغربية بتهمة المشاركة في أبحاث الأسلحة النووية.
وكان موقع المشروع شبه خال قبل نحو عام، لكنه سرعان ما امتلأ بهياكل المباني، وقد وقّع بلارك عقدا تقارب قيمته 650 مليون دولار في 2015 مع العتبة الحسينية، لكي تقوم «الكوثر» بتنفيذ مشروع التوسعة باسم «صحن العقيلة زينب».
وتشرف لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة، على 17 مشروعاً على الأقل في مراقد مهمة في النجف وكربلاء وبغداد، وسامراء الشمالية، وكثيرا ما تكون تعاقدات المشاريع لسنوات طويلة وتبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات.
وفي النجف، قامت «الكوثر» و«لجنة إعادة الإعمار» بإصلاح القبة الذهبية في مرقد الإمام علي وإيوانه، كما أنهما تنفذان توسعة للبنية التحتية في المرقد أيضا بتكلفة تبلغ 500 مليون دولار.
وفي بغداد، صنعت المؤسسة واللجنة شبابيك مزخرفة في مرقدين لاثنين من أئمة الشيعة، كما تعملان على إصلاح مئذنة مائلة بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية.
وتعمل اللجنة أيضاً على توسعة مرقد الإمام العسكري في سامراء الذي استهدفه تفجير في 2006، ما أدى إلى اندلاع بعض من أسوأ أعمال العنف الطائفية في العراق.
ويتطلع بلارك إلى مزيد من الأعمال، وقال لـ«وكالة فارس للأنباء» الإيرانية في أغسطس، إنه يأمل بتنفيذ توسعة في مرقد الإمام العباس في كربلاء، في إطار خطة وافقت عليها وزارة البلديات العراقية، لكن المسؤولين في المرقد لم يطلبوا ذلك حتى الآن.
شركات إيرانية بصفة «المقاول» وتنفذ شركات إيرانية الأعمال بصفة مقاولين، وتعمل شركة «آب تابان» المتخصصة في الأنفاق والأساسات والمياه في مشروع كربلاء، وفقا لـ«وكالة تسنيم للأنباء» التي تربطها صلات بالحرس الثوري.
وتعمل «بديده» لمقاولات الهندسة المدنية و«مانا» للانشاءات في مشروع كربلاء وتطوير مرقد الإمام علي في النجف،. وتذكر «بديده» على موقعها على الإنترنت، انها تهدف لزيادة حجم أعمالها في المنطقة.
ولم تتوصل «رويترز» إلى وجود صلة بين هذه الشركات والحرس الثوري، بخلاف التعاقدات مع المؤسسات التي يديرها «الحرس»، كما أن الشركات لا تخضع لعقوبات أميركية.
وقال مسؤول حكومي عراقي إن «الكوثر لا تطلع أي إدارات حكومية عراقية على أنشطتها وأوضاعها المالية».
لكن أفضل الشامي، نائب الأمين العام للعتبة الحسينية، أعلن «قد يكون لهم نشاطات أخرى، لا نعرف هذا»، مضيفاً أنه لا علم له به بأي عقوبات أميركية مفروضة على «الكوثر».
وضع خاص وقال وزير الإسكان العراقي السابق ريكاني، إن الدولة تمول عملية الشراء الأولية للأراضي الخاصة والعامة في المواقع من الموازنة المخصصة للسلطات الدينية الشيعية التي تتولى عملية الشراء.
أما بالنسبة لـ«صحن العقيلة زينب»، فقد دفعت السلطات الدينية نحو 170 مليون دولار لشراء ما لا يقل عن 300 عقار، وفقاً لما قالته مصادر مقربة من العتبات، مشيرة إلى نيتها شراء المزيد من الأراضي في المنطقة لمرقدي الحسين والعباس.
وقال محمد، الذي كان يعيش حيث سيقام «صحن العقيلة» وكان يمتلك فندقين في المنطقة، إن هدم ممتلكاته حقق له مبلغاً كبيراً، لكنه محا نشاطه وقضى على أملاك الأسرة التي توارثتها عبر أجيال.
وأضاف أنه لم يكن يريد بيع بيته لكنه أكد أنه لا حيلة له في مواجهة رغبة العتبات في التوسع، مشيراً إلى أن أصحاب الأملاك يحصلون على مبلغ كبير لبيع عقاراتهم، وإذا رفضوا يصدر لهم أمر قضائي ملزم.
ودفع المرقد، لمحمد وأشقائه الستة، نحو مليون دولار مقابل أملاكهم، وهو يدير الآن متجراً ويعتمد اعتماداً كبيراً على حركة الزائرين للمراقد.
وقالت مصادر مطلعة مقربة من العتبة الحسينية، إنه بعد الاستحواذ على الأرض، تمول إيران مشروعات العتبات بالكامل - في الظاهر من تبرعات الإيرانيين المتدينين ومن خلال جمعيات خيرية ترتبط بمؤسسات العتبات.
وأفاد موظف إيراني في «الكوثر» بأن جانباً كبيراً من المال يأتي من خزائن الدولة الإيرانية، لكنه لم يكن يعلم حجمه. وأضاف أن مشروعاً تزيد تكلفته على 600 مليون دولار «لا يمكن أن يتحقق بالتبرعات. فأنت تحتاج لدولة وراء ذلك».
وأيدت مصادر أخرى عراقية وإيرانية هذا الرأي.
وتحصل مشروعات العتبات على وضع خاص، بمقتضى القانون العراقي، أي أنها تخضع لإشراف مؤسسات العتبات ولا تخضع لإشراف الدولة. وتسري إعفاءات جمركية على كل المواد الواردة من إيران والخارج للمشروعات الدينية الممولة بالتبرعات.
وكانت الشركات تتولى نقل عمالها بالحافلات من إيران حتى عندما تكون الحدود مغلقة مثلما حدث خلال الموجة الأولى من جائحة «كوفيد - 19».
وذكر موظف إيراني في «الكوثر»، انه عند إغلاق الحدود في المرة الأولى حدثت مشاكل في الدخول إلى العراق، لكن العتبة الحسينية تدخلت للحصول على استثناءات. وقدر أن هناك نحو 200 عامل إيراني يعملون حاليا انخفاضاً من 2000 في وقت سابق.
وكشف مسؤول في الجمارك العراقية ومقاول عراقي، ان «مؤسسة الكوثر تشارك أيضاً في مشروعات أخرى للبنية التحتية تشمل أيضا قطاع الطاقة، ومن هذه المشروعات محطة للكهرباء في البصرة».
وتقود العمل في مشروع محطة الكهرباء شركة إيرانية تعمل في مجال الطاقة اسمها «مبنا» تخضع أيضا للعقوبات.
وتوصلت «رويترز» من مراجعة لوثائق رسمية، إلى أن «مبنا» تتولى إنشاء محطات للكهرباء في النجف وبغداد، وكذلك أحد أكبر فنادق كربلاء.
استراتيجية بعيدة المدى
يقول عمال في كربلاء، إنهم يرون دليلاً على أن العقوبات الأميركية موجعة لإيران ولـ«الكوثر». وأعلن موظف إيراني في المؤسسة، انه اعتاد تحويل 1100 دولار شهرياً لبلاده، كانت تسدد له بالدينار العراقي المستقر، غير أنه لا يحصل سوى على نحو 200 دولار منذ سريان العقوبات لأنه يحصل الآن على مرتبه بالريال الإيراني الضعيف.
وكادت الأعمال المتاحة في الموقع للعراقيين أن تختفي، وقال مهندس حديث التخرج اعتاد أن يحصل على عمل منتظم في مشروع العتبة، إنه يقضي أياماً الآن على أمل الحصول على عمل. ويواجه صعوبات في إعالة أسرته الصغيرة.
وبالنسبة لطهران، تعد المشاركة في تطوير المراقد في العراق، استراتيجية بعيدة المدى.
ويوجد الحرس الثوري بصفة منتظمة في النجف، حيث مقر السيستاني، الذي يعارض أي تدخل خارجي في شؤون العراق، كما يعارض نموذج الحكم الديني على غرار ولاية الفقيه.
وقال مسؤولون عراقيون وخبراء إيرانيون، إن إيران تستخدم وجودها لإبراز قوتها الإقليمية ودعم شرعيتها في الداخل، باعتبارها حامية الأماكن الشيعية المقدسة.
وتابع النائب محمد صاحب الدراجي، عضو اللجنة المالية النيابية: «إيران تريد نفوذاً اقتصادياً ودينياً وسياسياً. وأفضل مكان لتحقيق ذلك هو كربلاء والنجف. إيران ضعفت لكنّها أقوى من أميركا في العراق».
ويقول عراقيون عاديون، إنّهم يجدون أنفسهم من جديد في قلب السجال بين إيران وأميركا.