No Script

هل أنا أحتاج أم أريد؟سافر إلى ذاتك

تصغير
تكبير

لا أحب زوجي... لا أطيق زوجتي... التخصص ممل... اليوم طويل... لا أشعر بالسعادة... تذمرات مجتمعية أصولها أننا تبعثرنا بين مفهومين مهمين في الحياة: الأول الحاجة والآخر الرغبة، وما ينتج منهما من ذبذبات ضعيفة وعالية... فهناك اتزان نفسي مشروط بين هذين المفهومين، كلما اخترنا شيئاً نتيجة لحاجة في نفوسنا ملأنا نفوسنا بذبذبات ضعيفة، تؤدي بنا إلى حالة حزن وضيق مستمر ثم عالم من الاكتئاب الحياتي.

أما في حالة الرغبة أي عندما نريد الشيء الذي نحن فيه ستمتلئ طاقتنا بذبذبات عالية، تجعل النفس تشعر بالراحة والسعادة.

ولأن المثال خير مفسر لأسلوب العرض، أضرب لكم هذا المثال.

الحاجة هي رغبة غير مشبعة تحتاج الإشباع بمفهوم لغوي، أما المفهوم النفسي لها: شعور لا يمكن التعايش معه حتى يتم عيشه، كيف؟

مثلاً: عندما تحتاج العيش مع فلان لأنه غني أو صاحب علاقات أو من أصل يناسبك، أو شهاداته عالية أو أي سبل الحاجات الأخرى، أنت في حالة حاجة غير مشبعة داخلك تبحث عن إشباع النواقص فيها في فلان! وعندما تشبع هذه النقيصة ترى الحياة بمنظورها الحقيقي، فتجد أنك لم ترغب بفلان أصلاً بل رغبت بحاجة الإشباع معه.

أما في حالة الرغبة التي هي: الإرادة الكاملة للشيء من دون الحاجة له إنما هي تناغم معه... كيف؟

مثلاً تريد فلاناً لأنك تستمتع معه، تحبه بصدق، جميع الأشياء لها حياة أخرى معه، الأكسجين الذي نتنفسه مختلف معه... في هذه الحالة أنت تريد هذا الشخص نظراً للتوافق الروحي... الذي سيشعرك أن العلاقة مريحة وأنت سعيد فيها نفسياً، أما الآخر فسيشعر بحالة غير متزنة نفسياً.

ملخص ذاك وذلك، الحاجة في القرارات تفقدك جمال الأشياء وتحطّ من رغبتك لها، أما الرغبة تجعلك تنعم بمشاعر قد سمعت بها أو قرأتها وما إن خضتها استمتعت بعيشها أكثر.

الرغبة... هي سيدة السعادة ذات النفس المريح، السعادة الدائمة التي نبحث عنها جميعنا، وهي تتلخص في «رغبة».

عزيزي القارئ متضايق من حياتك انظر لنفسك واسألها: هل أنا محتاج أم أنا أريد؟

‏Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي