No Script

بالقلم والمسطرة

تصريف الأمطار وتصريف الأمور!

تصغير
تكبير

نتمنى أن نرى التطبيق الواقعي للتصريحات الحكومية الرنانة والأخرى العجيبة من بعض نواب المجلس السابق، وخصوصاً ذوي الكلام المعسول والمتشدّقين بالكلام الإنشائي، وذلك عن تشريعات وقوانين تخدم المواطن، الذي يتعامل ويشاهد ويعايش ما هو موجود على أرض الواقع، من خدمات وخطط ومشاريع، يسمع عنها منذ سنوات طويلة جداً، ولا يزال في انتظارها، مثل المشاريع الضخمة والمدن الذكية والحكومة الإلكترونية الافتراضية، وتعديل التركيبة السكانية والمدن الاقتصادية ومدينة الحرير وغيرها.

فالمواطن كذلك يريد أبسط شيء وهو أن يرى حلولاً عملية تمس واقعه، مثل تخفيف (الزحمة الشرسة في الشوارع)، وذلك غير وجود بعض الشوارع (المتكسرة أصلاً)، وكذلك لدينا مثال حي وهو عدم تصريف الأمطار بطريقة عملية، وانظروا إلى الأمطار الأخيرة، وغرق عدد من الشوارع والساحات والاختناقات المرورية، كل ذلك رغم الأمطار الغزيرة التي مرت علينا قبل قرابة العامين، فلماذا لم يتم التعلم من هذا الدرس بشكل كافٍ؟! فعندما يفقد الكثير من المواطنين الثقة في الخدمات، فتلك هي المعضلة.

إن تصريف الأمطار بطرق ذكية، يكون ناتجاً عن تصريف الأمور المتربطة بها بأساليب علمية، والتي تشمل خطط الطوارئ وسحب المياه وعمل اختبارات حقيقية أقوى قبل الموسم، وتفعيل الأبحاث العلمية والأفكار الهندسية، التي تساعد في الاستفادة من الأمطار وتدويرها، وهي بالطبع خير من رب العالمين، من دون أن تكون تلك الأمطار سبباً في التعرض إلى الأخطار، ويكفي المشاهدة المتكررة لمناظر الساحات والطرق، التي تتحول إلى برك مائية من دون أن يتم سحبها بطريقة علمية.

والنواب هم من يمثلون الشعب، والبعض منهم - كما ذكرت - يركز على الحضور الإعلامي أو الكلام الاستعراضي، ربما للحفاظ على حماس وتأييد الناخبين له، فاتقوا الله تعالى في بلدكم، ومن ناحية أخرى ، نرى ضعف أداء بعض الوزراء سواء في تطوير وزاراتهم أو في تحريك المشاريع، ويكون انعكاسه على حساب مصلحة الوطن والمواطنين، فالمطلوب نهضة حقيقية داخل مجلس الأمة والحكومة، وتطوير لغة الخطاب السياسي، والتركيز على الحلول، بحيث تكون واقعية ومعتمدة على برنامج زمني وأهداف متربطة بمواعيد فعلية، بعيداً عن دوامة التصريحات الإنشائية! فتضافر الجهود وصدق النوايا، وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة عند أعضاء مجلس الأمة والوزراء، بعيداً عن محسوبيات القوى السياسية والمحاصصة وصرعات المتنفذين، لعلى وعسى أن يؤدي ذلك يوماً ما إلى أن تعود بالتدريج الثقة إلى الكثير من المواطنين، في أداء حكومته وبرلمانه، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.

ahmed_alsadhan@hotmail.com

Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي