بوح صريح

لن يخبرك أحد !

تصغير
تكبير

كل من تقابله... ينصحك:

تعرّف على شخص في «الداخلية» ليخرجك من المشاكل.

وفي القضاء ليخلّص أمورك الصعبة.

وفي (...) ليخلص معاملاتك.

وفي (...) حتى لا تقف بالطابور.

لا أحد ينصحك بأن تتعرف على فنان، تدخل مرسمه فتتذكر بلوحاته الساحرة بهجة ألوان الحياة، أو تتعرف على شاعر، تقرأ كلماته فترى مجدداً الطفل فيك وأحلامك الأولى.

لا أحد ينصحك بأن تتعرف على حكيم المنطقة.

الذي نال حظه من الظلم فلجأ إلى المكتبة.

التي وجد فيها ضالته وأصبح فيلسوفاً عظيماً.

أو تتعرف على مهرج الساحة، رثّ الثياب والهيئة.

الذي يتبعه ويسخر منه الصغار.

وأن تعْثُر على مخبئه، لتتأمّل كل الأشياء المدهشة، التي يركّبها ويخترعها وحده في الظلمة مهتدياً بزيت قنديل بخيل.

لا أحد ينصحك بأن تنتظر حتى يخلو المسجد من المصلين، ويبقى شيخ ضرير يرتل بصوته العذب آياته المفضلة، فيرتعش كل ما في المكان وتخر الجدران باكية.

لا أحد ينصحك بأن تبحث عن الصعب والمختلف، وتنصت إلى حكايات نضالهم.

فتتعلم الدروس المدهشة.

لا أحد يخبرك أن تتبع صوت عصا تنقر الطريق فجراً.

وأن تطل من شرفتك.

فترى فتاة ضُربت حتى أصبحت عرجاء.

وشوهوا وجهها الجميل بماء النار، لأنها قالت الحق ودافعت عما تراه صواباً.

لا أحد يخبرك بما يتوجب عليك سماعه ومعرفته فعلاً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي