No Script

محمد حاجيه: الفيروس لا يُميّز بين صغير أو كبير ومن الصعب التكهن بسلوكياته ومضاعفاته

طبيب يروي لـ «الراي» معاناته مع «كورونا»

تصغير
تكبير

- «ديكساميثازون» حقق نتائج جيدة في العلاج... وحالات كثيرة تحسنت عليه
- الأعراض تختلف من شخص لآخر وطبيعتها تحددها استجابة الجهاز المناعي وتفاعله مع الفيروس
- مستويات الرعاية العالية في الكويت من أهم أسباب تفادي المضاعفات الكبيرة للفيروس

حذّر طبيب العناية المركزة والتخدير الدكتور محمد حاجيه من خطورة فيروس «كورونا» المستجد، مؤكداً «أننا أمام فيروس جديد لا يُميّز بين صغير أو كبير، كما يصعب التكهن بسلوكياته ومضاعفاته».

وأشار حاجيه، في لقاء مع «الراي»، إلى أن استجابة الجهاز المناعي للشخص، وتفاعله مع الفيروس يحددان طبيعية الأعراض التي قد يتعرض لها المريض، كاشفاً أن تجربة إصابته بالفيروس كانت صعبة.

وأكد أن الأوضاع طيبة ومطمئنة في ما يخص نسبة الإشغال حالياً في أسرّة العناية المركزة للمصابين بالفيروس، وأن الأمور ستتجه إلى الأحسن في الفترة المقبلة، لا سيما مع وصول اللقاح، داعياً في الوقت ذاته إلى الحذر من خطورة الفيروس.

وأوضح أن مضاعفات الفيروس قد تستمر حتى ما بعد الشفاء لمدة أسبوع إلى أسبوعين، ومنها ما يسمى متلازمة الإرهاق المزمن والتي يشعر معها الإنسان بالتعب إذا قام بأقل مجهود، كما من الأعراض التي قد تستمر لفترة معينة التهاب الغدد اللعابية وإن كان ليس خطيراً.

وكشف أن عقار «ديكساميثازون»، وهو نوع من الكورتيزون، حقق نتائج جيدة وشهدت حالات كثيرة تحسناً عليه، وهو من العلاجات العالمية المتبعة حالياً.

وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• البداية نود تسليط الضوء على تجربة إصابتك بفيروس «كورونا»، وهل كانت صعبة؟

- التجربة بالفعل كانت صعبة، وهنا تتكلم عن طرف من المعادلة كطبيب معالج وقد أصبح مريضاً، والأعراض وإن كانت تختلف من شخص إلى آخر، لكن كانت الأعراض لديّ شديدة.

• كيف تردّ على من لا يزال يدّعي بأن الفيروس كذبة؟

- وهل الأرواح التي فقدت بسبب الإصابة بالفيروس كذبة؟ وحتى لو كان الفيروس عادياً ومجرد التهاب رئوي، فلماذا الناس تعاني من مضاعفاته التي تؤدى للوفاة في بعض الأحيان؟... نحن أمام فيروس جديد لا يُميّز بين صغير أو كبير، وصعب التكهن بسلوكياته ومضاعفاته، ولذا علينا الحذر كل الحذر.

• ما البرتوكولات العلاجية المتبعة حالياً في التعامل مع المصابين، خاصة في غرف العناية المركزة؟

- هي البرتوكولات المتبعة عالمياً، وليس هناك ما هو خارج عن هذا النطاق، إذ إن الوزارة ليست بمنأى عن المجتمع الصحي العالمي لكن ما أود التأكيد عليه أن الكويت تواكب وتحرص على توفير أي علاج جديد يحقق نجاحات على المستوى العالمي.

• وماذا عن علاج الفيروس؟

- الفيروس ليس له علاج حتى الآن، لكنه يحتاج بشكل عام إلى مضاد فيروسات وليس مضاداً حيوياً، وفي كل الأحوال يتم التعامل مع الأعراض التي تظهر على المصاب لتقديم العلاجات المناسبة، سواء كانت ارتفاع في درجة الحرارة أو التهاب رئوي بكتيري. كما أن علاج ديكساميثازون، وهو نوع من الكورتيزون، حقق نتائج جيدة وشهدت حالات كثيرة تحسن عليه وهو من العلاجات العالمية المتبعة حاليا.

• هل اختلفت طبيعة الأعراض في بداية ظهور الوباء عن الوقت الحالي؟

-لا أرى اختلافاً، لكن هناك نظريات أوردت أن الفيروس يتحور وهناك أنواع منه، لكن وجهة نظري الشخصية أن استجابة الجهاز المناعي للشخص وتفاعله مع الفيروس يُحدّدان طبيعية الأعراض التي قد يعانيها المريض إن كانت بسيطة أو شديدة.

• هل الخبرة التي اكتسبتها الكوادر الطبية، لاسيما في العناية المركزة ساهمت أو لعبت دوراً في تحقيق مزيد من النجاحات مع حالات العناية المركزة؟

- هذا أكيد، وليس على مستوى الكويت فحسب، لكن على مستوى العالمي، إذ مع الوقت اكتسبت الكوادر الطبية خبرات أكبر من خلال رؤية حالات أكثر، بالإضافة لمساهمة الأبحاث والتطورات والدراسات في التعرف على بعض من طبيعة الفيروس، وهذه الأمور مجتمعة زادت من خبرة الطاقم الطبي وطاقم العناية المركزة في التعامل مع الفيروس، كما تنعكس إيجاباً على المستقبل حال ظهور أمراض أو أوبئة جديدة.

• على نحو تقريبي، كيف ترى نسبة الإشغال حالياً في أسرة العناية المركزة، في ما يخص المصابين بالفيروس؟

- من خلال تقارير وزارة الصحة اليومية والأسبوعية، نستطيع القول إننا في وضع طيّب ومطمئن، حيث إن نسبة الإشغال لم تتعدَّ القدرة السريرية في أي وقت، أو قدرة الأطباء على التعامل مع الحالات، وهذا أمر جيد، وإن شاء الله ستتجه الأمور إلى الأحسن في الفترة المقبلة، خاصة مع وصول اللقاح.

• تعد نسبة الوفيات إلى الإصابات في الكويت من أقل النسب عالميا، فما الأسباب التي تقف وراء ذلك؟

- أعتقد أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصحية والطبية ساهمت في انخفاض هذه النسبة، إذ تعتبر الكويت من الدول التي تتمتع فيها الرعاية الصحية بمستويات جودة عالية، كما أن الطواقم الطبية على أعلى مستوى من التأهيل، وهذا يعد سبباً رئيسياً لتفادي المضاعفات الكبيرة للفيروس والتي يمكن أن تؤدي للوفاة، وهذا بجانب الحرص على تطبيق البروتوكولات العلاجية العالمية وتحديثها أولاً بأول.

الفيروس «صج مو لعبة»

شدد الدكتور حاجيه على حقيقة أن الفيروس خطير، أو كما نقول «صج مو لعبة» والإجراءات الوقائية مهمة للغاية لتفادي مخاطره، مؤكداً ضرورة الالتزام بالاشتراطات الصحية، وبإذن الله ستكون الأمور أفضل مع توافر اللقاح.

التجربة «علمتني الصبر»

أكد حاجيه أنه تعلّم من تجربة الإصابة الكثير، ومن ذلك الصبر على الألم والشعور بمعاناة المريض الذى قد لا يلام في بعض مشاعره أحياناً بسبب مضاعفات المرض أو الحالة النفسية التي قد يكون عليها، إلى جانب فقدان الأمل في أحيان أخرى.

الكوادر الطبية أكثر عرضة

أوضح حاجيه أن الكوادر الطبية قد تكون الأكثر عرضة للإصابة كونها في الخطوط الأولى التي تتعامل بشكل مباشر ودائماً مع المرضى، لافتاً إلى أنه رغم توخي أقصى درجات الحرص والحيطة فإن فرص العدوى تظل قائمة بسبب السهو أو القيام بفعل غير مقصود، مشيراً إلى أن فرص العدوى تظل قائمة في كل التخصصات الطبية، لكنها قد تكون أعلى في تخصص التخدير والعناية المركزة لأنهم يتعاملون بشكل يومي مع الحالات الحرجة والأكثر خطورة.

الإرهاق المزمن

بيّن الدكتور حاجيه أن الفيروس جديد وشديد، وهناك محاولات حثيثة لدراسة طريقة تفاعله مع أجهزة الجسم الحيوية والأجهزة الأكثر تضرراً بسبب الإصابة، إذ إن الإصابة لا يقتصر تأثيرها على الجهاز التنفسي قط، لكن قد تنتج عنها جلطات قلبية أو رئوية، كما يمكن أن تتأثر وظائف الكلى والكبد.

نجاحات «الإيكمو»

أشار حاجيه إلى أن «الإيكمو» وحدة خاصة في العناية المركزة تختار الحالات الحرجة وفق شروط ومعايير معينة، ويلجأ اليها أطباء العناية المركزة في حال فشل التنفس الاصطناعي العادي في توفير نسبة الأكسجين اللازمة للمريض، أو في حال عدم حدوث تحسن على هذه الأجهزة، وقد حققت وحدة الإيكمو في العدان أو في مستشفى جابر الأحمد نجاحات كبيرة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي