«كورونا» وسلسلة التنزيلات المتصلة خفّضا شهية الشراء رغم الخصومات الحصرية

«زحمة» في متاجر «الجُمعة البيضاء»... بلا هجمة شرائية!

حضور خجول في الساعات الأولى من العروض (تصوير أسعد عبدالله)
تصغير
تكبير

- خصومات بين 10 و90 في المئة على جميع المنتجات
- عملاء حضروا إلى المجمعات أملاً في شراء «آيفون 12» بأفضل سعر
- التزامن مع دفع الرواتب يزيد الإقبال على العروض
- شريحة زبائن واسعة تجوّلت بين المحلات من أجل «الفُرجة»
- الاشتراطات الصحية قلّلت فرص البيع... 5 زبائن فقط في المحل ليس كافياً

من المواد الغذائية مروراً بالأدوات المنزلية والإلكترونيات، وأدوات التجميل والعطورات، وصولاً إلى السلع الفاخرة، تلاحقك الإعلانات والعروضات المغرية في المجمعات التجارية، بخلاف الرسائل الجماعية التي تهز تليفونك كل 10 دقائق تقريباً لتنبّهك بعروض الجمعة البيضاء التي تمنحك خصومات تبدأ من 10 في المئة وتصل 90 في المئة.

ويقابل الجمعة البيضاء في دول الخليج، ما يُعرف بالجمعة السوداء، حيث تشهد الأسواق في الولايات المتحدة وأوروبا، في هذا اليوم هجمة شرائية، فيما تحرص الكويت على التواجد ضمن قائمة الدول المشاركة في الفعاليات التي تشمل أكثر من 150 دولة حول العالم.

وكان واضحاً ابتداءً من أمس أن «الجمعة البيضاء» هذا العام عاكست الهجمة الشرائية التقليدية، فرغم الزحمة الكبيرة التي شهدتها جميع أسواق الكويت، لم يكن هناك تدافع على الشراء من المتاجر التي تقدم خصومات كبيرة لعملائها مثلما يجري سنوياً، فماذا تغير؟

عمليات الشراء

في جولة أجرتها «الراي» بين المتاجر لحظت وجود إقبال من الزبائن في الساعات الأولى من بدء العروضات رسمياً في العديد من المحلات، وسط توقعات بأن تزداد عمليات الشراء في الأيام المقبلة، خصوصاً وأن فعاليات الجمعة البيضاء تتزامن مع موعد دفع رواتب الموظفين.

ورغم الإقبال الكبير من المستهلكين كالعادة، إلا أنه كان واضحاً أن «كورونا» كان حاضراً في الأسواق قبل المستهلك، حيث أكد مسؤولو مبيعات العديد من متاجر التجزئة لـ«الراي» أنهم رصدوا ازدحاماً واسعاً من المستهلكين، لكن ذلك لم ينعكس بالقوة نفسها على حركة المبيعات، ما يعني أن شريحة كبيرة من الزبائن كانت تتفرج فقط على العروضات، رغم محفّزات الشراء المقدمة.

وأرجع مسؤولو المبيعات السبب الرئيس في ذلك إلى تداعيات «كورونا» المالية على الأسر، مبينين أن تسريح شريحة واسعة من العمالة في الفترة الماضية، وتخفيض رواتب بعض الزبائن التقليديين انعكس سلباً على نشاط أسواق التجزئة.

وعموماً، لفتوا إلى أن الإقبال على الشراء كان جيداً، لكن كان يمكن أن يكون أفضل لولا «كورونا»، منوهين إلى أن سلسلة التخفيضات التي تتبناها المحلات بمختلف أنشطتها منذ الفتح الاقتصادي لتعويض خسائر «كورونا» أسهمت في تقليل شهية المستهلك على مزيد من الشراء، خصوصاً إذا كان الغرض التخزين.

خصومات مغرية

وسعت العديد من المحلات، لا سيما المتخصصة بمبيعات الملابس، مروراً بالأدوات المنزلية والإلكترونيات وأدوات التجميل والعطورات، وصولاً إلى السلع الفاخرة، في تقديم خصومات مغرية لاستقطاب الزبائن، لكن ورغم أن هذه الخصومات تصنف ضمن المعدلات المحفّزة على الشراء، إلا أنها كانت قريبة من معدلات أسعار البيع بالفترة الماضية.

وتأتي الحملات هذا العام مترافقة مع الشروط الصحية، خصوصاً على مستوى الالتزام بالتباعد الاجتماعي وبالوقاية ولبس الكمامات، والحد من استخدام بعض المرافق في العديد من المحلات، الأمر الذي يضع المحلات التجارية أمام حتمية الابتكار لجذب العملاء ورفع نسبة المبيعات خلال فترة العروضات والخصومات الموسمية.

وأشار مدير التسويق في أحد متاجر الإلكترونيات، إلى أن العملاء حرصوا على المشاركة في عروض «الجمعة البيضاء» على اختلاف مسمياتها، أملاً في الحصول على أفضل الأسعار على المنتجات الحديثة، خصوصاً هواتف «آيفون 12» الجديدة.

وبرز خلال الجولة، قيام المحلات المتخصصة ببيع المشروبات، بتقديم عروض مغرية للعملاء، مثل خصم على المنتج، أو الحصول على كوب مجاني، وسط إقبال كبير من العملاء.

الدفع بالبطاقات

تشارك البنوك في تقديم الخصومات من خلال الاسترجاع النقدي على المشتريات لدى الدفع باستخدام بطاقاتها الائتمانية في العديد من المحلات، حرصاً من المصارف على تقليص تعاملات عملائها بالنقود، واستقطاب زبائن جدد.

وتعد محلات الملابس الوجهة الأولى للزبائن، من أجل الاستفادة من الخصومات والعروضات الاستثنائية التي تتوافر في محلاتها، والتي تتراوح بين خصم 10 و50 في المئة على الملبوسات والأحذية، والحصول على قطعة مجاناً عند شراء أخرى.

واجتذبت متاجر العطورات الكبرى في المجمعات التجارية الزبائن، من خلال خصومات تصل 50 في المئة على منتجاتها، حيث تعد أعلى نسبة خصومات على مدار السنة وسط إقبال واسع.

سباق بين المتاجر

أشار مسؤولو المحلات إلى تأثر مبيعاتهم بالاشتراطات الصحية، وفي مقدمتها حظر تواجد أكثر من 5 زبائن بالمحل في الوقت نفسه، الأمر الذي قد يدفع الزبائن المستعجلين للتوجه إلى متاجر أخرى، ويقلل فرص الوقت عند توزيع أعداد المشترين على ساعات العمل، ما يقلّص حجم المبيعات التي تسجل نهاية اليوم، مبينين أن هذا الأمر دفعهم إلى تحديد نصف ساعة لكل زبون لاختيار ما يناسبه من المنتجات التي يود الحصول عليها.

عروض رقمية

حرصت متاجر الإلكترونيات على المشاركة في فعاليات «بلاك فرايداي» بطريقة مبتكرة هذا العام، في ظل القيود المفروضة على إقامة التجمعات، فعمدت إلى إقامة مزادات وعروضات مميزة بكميات محدودة على الهواتف والساعات والمنتجات الذكية التي تضعها بين أيدي الزبائن عن طريق كبسة زر واحدة.

وكان لافتاً أن الشباب شكّلوا الفئة الأكثر إقبالاً على التوجه نحو المحلات التجارية في الساعات الأولى من فتح المجمعات أبوابها صباح أمس، في مسعى للاستفادة من العروض الموجودة قبل نفاد الكميات المحدودة منها، في وقت شهدت فترة بعد الظهر إقبالاً من العائلات على التوجه إليها، وخصوصاً إلى متاجر الأغذية للحصول على العروض المميزة التي تقدمها على مختلف أنواعها.

ما قصة الجمعة البيضاء؟

قام أحد مواقع التسوق الإلكتروني في العالم العربي بإطلاق مبادرة الجمعة البيضاء عام 2014 رداً على الجمعة السوداء في أسواق أوروبا والولايات المتحدة، وتم اختيار اللون الأبيض بدلاً من الأسود نظراً لخصوصية يوم الجمعة لدى شعوب المنطقة.

وتحتفي دول الخليج على نحو خاص بالجمعة البيضاء، وهو موسم التخفيضات التي تقدّم فيه مواقع التجارة الإلكترونية في المنطقة خصومات كبيرة تصل إلى 80 في المئة، فيما تتزامن الجمعة البيضاء مع الجمعة الأخيرة من نوفمبر من كل عام كما الحال مع الجمعة السوداء، ولكنها قد تتجاوزها أحياناً لتكون موسماً للبيع.

وببساطة، تعد الجمعة البيضاء هي أكبر موسم مبيعات في منطقة الشرق الأوسط، وقد لا تقتصر على يوم واحد كما هو الحال في الجمعة السوداء.

فإحدى شركات التسويق الإلكتروني في المنطقة التابعة لشركة أمازون جعلت التخفيضات في الفترة من 11 إلى 13 نوفمبر، وفي الفترة من 23 إلى 29 نوفمبر الجاري.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي