بعد الإعلان عن لقاحي «مودرنا» و«فايزر»
«الوطني»: إقبال بالأسواق العالمية على الأصول عالية المخاطر
- أكثر من 5 في المئة خسائر الدولار منذ بداية العام
- فتور في حماس المستثمرين الذي صعد بالأسهم بالفترة الماضية
- مفاوضات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي إلى طريق مسدود
لفت بنك الكويت الوطني إلى أن الأسواق العالمية دخلت في وضع الإقبال على الأصول عالية المخاطر الأسبوع الماضي، بعد أن لحقت شركة أدوية أخرى، وهي شركة مودرنا الأميركية، بشركة فايزر، معلنة عن أن لقاح فيروس كورونا الخاص بها أظهر فعالية بنسبة 95 في المئة.
وبيّن «الوطني» في تقريره الأسبوعي حول أسواق النقد أن هذه النتائج تأتي بعد فترة وجيزة من إعلان نتائج مماثلة من قبل «فايزر»، لتعزز من الثقة المتزايدة بإمكانية مساعدة اللقاحات في وضع حد للوباء، مشيراً إلى أنه رغم أن كلا اللقاحين لم تتم الموافقة عليهما من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، إلا أن حماس المستثمرين الذي دفع الأسهم العالمية للصعود خلال الفترة الماضية شهد حالة من الفتور.
ولفت إلى ارتفاع الأسهم الأميركية بعد الكشف عن لقاح ثان وبنسب فعالية كبيرة، ما دفع مؤشر داو جونز إلى تحقيق مكاسب بنحو 2.6 في المئة على إثر هذه الأنباء، فيما كانت سندات الخزانة الأميركية، على الجانب الآخر، مستقرة، إذ يترقب المستثمرون نتيجة إقرار حزم التحفيز الاقتصادي في الولايات المتحدة والاقتصادات الرئيسية الأخرى.
وأفاد التقرير بأن الدولار الأميركي فقد جزءاً من قيمته مقابل سلة من العملات المنافسة الأسبوع الماضي، لتخسر بذلك العملة الأميركية أكثر من 5 في المئة منذ بداية العام حتى الآن في ظل أحداث سياسية كبرى، مثل الانتخابات الرئاسية الأميركية والتصعيد الذي قام به الرئيس ترامب في شأن صلاحية إجراءات التصويت في الانتخابات، كما أدت الضبابية التي تحيط بإقرار حزمة التحفيز الاقتصادي والصفقات التجارية إلى لجوء المستثمرين إلى عملات الملاذ الآمن، وخاصة الفرنك السويسري والين الياباني.
تباطؤ التجزئة
وذكر تقرير «الوطني» أن عودة ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء الولايات المتحدة أدت إلى تباطؤ مبيعات التجزئة مع انخفاض دخل الأسر، حيث كشفت أرقام أكتوبر أن مبيعات التجزئة ارتفعت بنحو 0.3 في المئة فقط الشهر الماضي، مخالفة بذلك التوقعات بزيادة 0.5 في المئة بعد تحقيقها لمكاسب بـ1.6 في المئة خلال الشهر الماضي، موضحاً أنه في الوقت ذاته، ارتفع معدل التضخم الأساسي - الأكثر ارتباطاً بالإنفاق الاستهلاكي كعنصر من عناصر الناتج المحلي الإجمالي - بـ0.1 في المئة فقط بعد مراجعة معدل شهر سبتمبر وخفضه إلى 0.9 في المئة.
وأضاف «يبقى الملايين من الأميركيين عاطلين عن العمل ويفتقرون إلى الدعم المالي الحكومي في ظل استمرار تجاوز أعداد الإصابة بفيروس كورونا لـ100 ألف حالة يومياً، ويبدو أنه من غير المحتمل إقرار حزمة تحفيز ثانية قبل تولي الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه في يناير»، مبيناً أنه مع ذلك، يتوقع الاقتصاديون نمو مبيعات التجزئة بشكل معتدل خلال الفترة المتبقية من العام، وأن يساهم ذلك في تباطؤ النمو الاقتصادي بعد انتعاش الناتج المحلي الإجمالي بنحو 33.1 في المئة خلال الربع الثالث.
تحذير أوروبي
ونوه التقرير إلى تحذير الاتحاد الأوروبي من أن المملكة المتحدة لم تتخذ الخطوات الكافية للتغلب على العقبات الرئيسية أمام اتفاق التجارة الخاص بما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث دعا ثلاثة من قادة الاتحاد الأوروبي إلى تكثيف خطط الطوارئ في حالة عدم التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أنه في اجتماع عقد في بروكسل يوم الجمعة الماضي، قال الأمين العام للمفوضية إيلزه يوهانسون لممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 أن المفاوضات يمكن أن تمتد إلى ديسمبر لأن التقدم كان بطيئاً، وفقاً لأشخاص حضروا الاجتماع.
وذكر «الوطني» أن المحادثات تعثّرت الأسبوع الماضي بسبب الكشف عن إصابة أحد أعضاء فريق الاتحاد الأوروبي بـ«كورونا»، وتم تعليق المفاوضات بالحضور المباشر، في حين أنه من المقرر أن يدخل ميشيل بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، الحجر الصحي بالتزامن مع قرب نفاد المهلة المقررة للتوصل إلى اتفاق.
وأوضح التقرير أنه في خطاب أمام لجنة الشؤون الاقتصادية والنقدية يوم الخميس الماضي، عرضت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد وجهة نظرها في شأن الارتفاع الأخير في حالات الإصابة بفيروس كورونا على مستوى العالم، مؤكدة مجدداً أن الزيادة في عدد الحالات تعزز من درجة عدم اليقين المتزايدة في الأصل، وأن التحدي الرئيسي الذي يواجه صانعي السياسات هو سد الفجوة لحين الانتهاء من اعتماد اللقاح، وبعدها يمكن للتعافي تحقيق الزخم الخاص به.
كما علقت على توقعات البنك المركزي الأوروبي لمعدلات التضخم الخاصة بمنطقة اليورو لتبقى في النطاق السلبي حتى أوائل العام المقبل.
ويتم تداول العملة الأوروبية الموحدة مقابل الدولار في نطاق محدود بخلاف معظم العملات الرئيسية مع بلوغ مستوى مقاومة عند 1.19، ما أدى إلى كبح زخم اليورو.
صدمة سيولة تزيد مبيعات التجزئة ببريطانيا
أفاد تقرير «الوطني» بأن مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة بنحو 1.2 في المئة في أكتوبر على أساس شهري لتخالف توقعات تراجعها بـ0.3 في المئة، موضحاً أن شرحاً تفصيلياً من مكتب الإحصاءات الوطنية بين أن التعليقات الواردة من مجموعة من الشركات تشير إلى بدء المستهلكين عمليات التسوق الخاصة باحتفالات أعياد الميلاد في وقت مبكر هذا العام.
ولفت إلى أن أزمة «كورونا» خلقت صدمة في السيولة لتجار التجزئة، ما دفعهم لتقديم خصومات مبكرة، ما ساهم في زيادة مبيعات التجزئة خلال أكتوبر، منوهاً إلى أن الجنيه الاسترليني شهد أسبوعاً قوياً، محققاً مكاسب مقابل الدولار بنسبة تصل إلى 1 في المئة الأسبوع الماضي، عندما اختبر الجنيه الإسترليني مستوى 1.33 الذي لم يدم طويلاً، حيث أغلقت العملة الأسبوع عند مستوى 1.3275.