No Script

كلمات من القلب

دولة لها مدة صلاحية وتنتهي!

تصغير
تكبير

سؤال يتبادر إلى ذهني كثيراً حول مستقبل هذا الوطن الغالي، كيف ستتسلمه منا الأجيال المقبلة؟

نحن تسلمناه من الأجداد والآباء وطناً قوي البنيان ومتين الأساس وثوابته الوطنية قوية، وطن يسمى دانة الخليج ولؤلؤتها.

وما نعيشه من نعمة الأمن والأمان والاستقرار هو من فضل الله سبحانه وتعالى، ومن ثم تكاتف ومحبة وأخوة الأجداد والآباء، فكانوا يداً واحدة في بناء السور، وتأسيس الدستور وإقامة النهضة، لم ينظروا إلى طائفة أو مذهب أو قبيلة، وإنما الكل عمل من أجل الكويت، وولاؤه للكويت ولأسرة آل الصباح الكرام، الذين اختارهم الشعب بالشورى والرضا والمحبة.

إن الثوابت الوطنية كانت مُرسخة في وجدان الإنسان الكويتي، فكان لا يحتاج إلى محاضرات وبرامج لتأكيد الوحدة الوطنية في داخله من جديد، لأن قناعته كبيرة في أن الأرض والحاكم والدستور هي الأساس والثوابت التي تبنى عليها الأوطان، لذلك عمل الجيل الطيب على تقوية ركائز الكويت، وشهد كل عهد من عهود حكام الكويت نهضة وإنجازات، سبقت غيرها من الدول، ففي عام 1938 أُنشئت الهيئة العامة لشؤون القصّر، وفي عام 1950 أُنشئ مكتب الاستثمار الكويتي ثم تحوّل في 1965إلى هيئة عامة للاستثمار، وفي عام 1964 أُنشئ ديوان المحاسبة، وفي عام 1976 صدر المرسوم بقانون احتياطي الأجيال المقبلة، وفي عام 1976 أُنشئت الهيئة العام للتأمينات الاجتماعية.

عهود مليئة بالإنجازات والتنمية على المستوى الخليجي، حيث ثبّتت الكويت قوتها الخليجية ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي، إنه جيل عمل على إنجازات وإدارة عصر النهضة، بشكل جعل للكويت المكانة والريادة في المنطقة الخليجية والعربية.

والأسئلة تعود مرة أخرى: هل نحن الآن قد أكملنا مسيرة النهضة الكويتية، هل حافظنا على الأمانة التي تسلمناها من الأجداد والآباء، هل حافظنا على ديموقراطية وبرلمان أسسهما لنا رجالات دولة لديهم رؤية مستقبلية للكويت الحاضرة اليوم؟ وهل سنستمع إلى أصوات النشاز التي تريد وأد الديموقراطية الكويتية بحجة أن مجلس الأمة هو بؤرة الفساد؟! وهذا الكلام غير صحيح فالديموقراطية لم تكن يوماً عامل فساد، وإنما الممارسة الخاطئة للديموقراطية وسوء الاختيار هما الفساد بعينه. فماذا سنقول للأجيال المقبلة؟ اعذرونا احتفظنا لكم بنصيبكم من البترول، أمّا حقكم في حياة ديموقراطية، فعذراً أصبح تاريخاً ومضى، ولن تجدوه إلا في كتب تاريخ الكويت.

هذه التساؤلات لم تأتِ من فراغ وإنما من خلال ما نراه على الساحة من أخبار وقرارات لبعض المسؤولين والقياديين، وأيضاً ما نسمعه عن بعض المتنفذين من فضائح وجرائم في حق ممتلكات ومقدرات الوطن، مما تؤكد أنهم يرون الكويت بلداً له مدة صلاحية وتنتهي، والشاطر من اقتسم النصيب الأكبر من الكيكة.

والحقيقة هي أن الكويت بقيةة ونحن الراحلون، ونحن من سينتهي ويدفن في ترابها.

ومن أجل هذه الحقيقة ومن أجل الأجيال المقبلة، يجب أن نعطي هذه الأرض كرامتها واحترامها ونصونها، ويجب تغليب لغة العقل والحكمة في معالجة الأمور، وألّا ننجرف وراء التيارات والخلافات السياسية التي تدور حولنا وتشهدها المنطقة، ولكي نسلّم الأمانة للأجيال المقبلة يجب أن يتسلموا منا دولة قوية ومتطورة، بما تشهده من نهضة علمية وتكنولوجية وتقنية، خصوصاً أن العالم الآن يتصارع لحجز موقعه في الفضاء الخارجي.

Najat-164@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي