وزير صحة لبناني أسبق يحذّر من نزيف وجلطات
احْذروا ما بعد التعافي من «كورونا»
فجّر وزير الصحة اللبناني الأسبق الدكتور محمد جواد خليفة، وهو طبيب جرّاح مختص بجراحة الشرايين والأورام، مفاجأةً صحية من العيار المخيف، إذ أعلن أن النتيجة السلبية لفحص «كورونا» لا تعني شفاء مَن أصيب بالفيروس مِن المرض الذي تستمرّ تداعياته بالتفاعل داخل الجسم لوقت طويل.
ونصح خليفة، وهو رئيس قسم جراحة الكبد في الجامعة الأميركية في بيروت، خلال مقابلة على قناة MTV اللبنانية، جميع الجراحين الزملاء بالامتناع عن إجراء جراحة للمرضى المتعافين من «كورونا» بعد تَعافيهم بوقت قصير إلا إذا كانت الحالة طارئة وتتطلّب ذلك، إذ لاحظ أن هؤلاء المرضى يكون دمهم شديد السيلان ما يمكن أن يتسبب في نزيف أثناء أو بعد الجراحة.
كما أكد أن مشاكل صحية عدة تحصل عند المتعافين نتيجة استمرار تفاعل الفيروس في أجسامهم. وقد أظهر صورةً خلال الحلقة لمريض عايَنَه (السبت) وكان تعافى من «كورونا» قبل شهر وتُبَيِّن إصابتَه بتجلطات حادة في قدمه ظهرتْ على شكل بقع زرقاء ونزيفٍ ظهر على شكل بقع حمراء.
وقال الوزير الأسبق إن نتيجة الفحص السلبية لا تعنى مطلقاً الشفاء من المرض ومن تفاعلات الفيروس داخل الجسم، بل تعني أن المريض لم يعد مُعْدياً في هذه المرحلة. لكن تداعيات الفيروس المرَضية داخل الجسم هي عملية مستمرة بنسب مختلفة وفق الأجسام، وهي تظهر من خلال الفحوص المختلفة وصور الأشعة التي تجرى لهم. ولذا أوضح انه في صدد إصدار توصية بضرورة الامتناع عن إجراء عمليات جراحية لمرضى كورونا إلا إذا تأكد أن الأمر آمِن بنسبة 100 في المئة، كاشفاً عن حالةٍ حصلت معه «لمريض في غرفة العمليات لم نكد أن نُحْدِث شِقاً صغيراً حتى بالكاد نجحنا في وقف تدفّق الدم مستخدمين كل ما أمكن».
وقد بات مثبتاً أن تداعيات كوفيد-19 لا تحدث فقط على صعيد الرئتين والجهاز التنفسي والالتهابات ورد الفعل المناعي للجسم، بل تَظْهر بشكلٍ كبير من خلال التجلّطات التي تحصل في الشرايين الصغيرة في الكبد أو الكلى او الدماغ وغيره، وهذه التجلطات تستهلك كل البروتينات التي تسبب تخثر الدم ولا يعود الجسم قادراً على إنتاج بديل عنها في وقت قصير ولذا تصبح إمكانية النزيف كبيرة عند المريض ولا سيما خلال الجراحات.
والموضوع في رأي خليفة ان «كورونا» ليس مجرد مشكلة دخلت الى الرئتين ثم خرجت منها بل هو يترك تداعيات مزمنة. ومتى بدأ المختصون بمتابعة المرضى بعد شفائهم سيكتشفون التداعيات على الجسم، فهذا المرض «لعينٌ ويجب الالتزام الكامل بالوقاية لتجنّب الإصابة به».