ترامب: بايدن «فاز» لأن الانتخابات زوّرت ... لم يفز إلا في وسائل الإعلام والطريق طويل
- صدامات واعتقالات وطعن على مقربة من البيت الأبيض
يستمر الجمود السياسي الذي يؤخر المرحلة الانتقالية لتسليم قيادة الولايات المتحدة إلى إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، بينما يستمر الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في اتهاماته «من دون دليل»، وفي تغريداته المتناقضة. فبعد تغريدة على «تويتر»، أمس، أقر فيها على ما يبدو وللمرة الأولى بفوز بايدن، قائلاً إن منافسه الديموقراطي «فاز لأن الانتخابات زورت»، كتب الرئيس الجمهوري، في تغريدة لاحقة، ان بايدن «لم يفز إلا في عيون وسائل الإعلام الكاذبة وأمامنا طريق طويل».
وسمى ترامب، في تغريداته، شركة «دومينيون» المملوكة للقطاع الخاص والمسؤولة عن عمليات تصويت، باعتبارها سبباً لما جرى، ووصفها بأنها «ذات سمعة سيئة وتستخدم معدات متواضعة». وجدد هجومه على «الإعلام الصامت والزائف» الذي أعلن فوز بايدن بفارق كبير، وأشار إلى «مواطن خلل» عدة استخدمت لسرقة الأصوات، مضيفا: «لقد نجحوا كثيراً (..) من دون أن يقبض عليهم». واختتم تغريداته قائلاً إن «الانتخابات بالبريد مزحة مقرفة...!».
ومساء السبت، تجمّع ما لا يقلّ عن 10 آلاف شخص في ساحة فريدوم بلازا على مقربة من البيت الأبيض رافعين الأعلام ومعتمرين قبعات حمراء كُتب عليها شعار ترامب «لنجعل أميركا عظيمة مجددا» وحاملين لافتات كُتب عليها «أوقفوا السرقة». وهذا المشهد غير مألوف من قبل في العاصمة الفيديرالية التي صوّتت في الثالث من نوفمبر، بأكثر من 90 في المئة من الناخبين لصالح بايدن.
واكتفى الرئيس الأميركي، الذي ألمح في اليوم السابق في تغريدة إلى أنه قد يأتي لإلقاء التحية عليهم، بمرور مقتضب مبتسماً لهم من نافذة سيارته المصفحة لدى خروجه من البيت الأبيض للتوجه إلى نادي الغولف الذي يملكه في ولاية فرجينيا القريبة.
وكتب بعد ظهر السبت على «تويتر» «مئات آلاف الأشخاص يظهرون دعمهم في (واشنطن)، لن يقبلوا بانتخابات مزوّرة وفاسدة!»، مبالغاً بأعداد المشاركين في التجمع.وذهبت الناطقة باسمه كايلي ماكيناني أبعد من ذلك، فتحدثت عن مشاركة «أكثر من مليون شخص» في التجمع.
في وقت لاحق، تحدث ترامب في تغريدات أخرى مجدداً عن تزوير، مؤكداً أن قراصنة نجحوا في التسلل إلى بعض الماكينات الانتخابية واشتكى من التحيز الإعلامي في التقارير بشأن التظاهرة.
وأعاق رفض ترامب قبول الهزيمة عملية الانتقال الرسمي للسلطة، فالوكالة الاتحادية التي تقدم التمويل للرئيس المقبل، وهي إدارة الخدمات العامة، لم تعترف بعد بفوز بايدن، الأمر الذي يحرمه من استخدام المقارّ الاتحادية ومواردها.
وأُقيم التجمع في أجواء مماثلة لتلك التي كانت سائدة خلال التجمعات الانتخابية مع موسيقى وبائعين ولم يكن معظم المتظاهرين يضعون كمامات.
وكانت المتاجر في وسط العاصمة التي قُطعت الطرقات فيها أمام حركة السير، محصنة إلى حدّ كبير السبت خلف صفائح خشبية، إذ إنّ الإعلان عن تظاهرات مضادة أثار الخشية من مواجهات رغم انتشار الشرطة بشكل كبير.
وبعد حلول المساء، حصلت بعض الصدامات بين مؤيدين ومناهضين لترامب.
وأوقفت شرطة واشنطن 20 شخصاً، من بينهم أربعة لمخالفة القانون بشأن الأسلحة النارية وشخص بتهمة العنف ضد شرطي.
وذكرت إدارة الإطفاء وخدمات الطوارئ الطبية في المدينة، ان شخصاً تعرض للطعن.
وأعاد ترامب نشر تغريدة تظهر شخصاً وهو ينزف بعد تعرضه لاعتداء، وقال إن عناصر من اليسار الراديكالي، الذين وصفهم بـ «النفايات»، فعلوا ذلك، ودعا إلى توقيفهم.
هل حان وقت الرحيل؟
يبدو أن الأفق الذي انفتح واسعاً قبل 4 أعوام أمام دونالد ترامب بدأ يضيق، خصوصاً مع التقدم الذي يعززه منافسه الديموقراطي جو بايدن في آخر المعاقل التي كان يعوّل عليها الرئيس الجمهوري، والذي صدرت عنه تصريحات ومؤشرات قد تمهد الطريق لرحيله، وهي: -
للمرة الأولى، يعترف ترامب باحتمال مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، لكن من دون أن يُعلن ذلك صراحة، مشيراً إلى أن «الوقت كفيل بأن يُخبرنا» أيّ إدارة ستكون في البيت الأبيض.
- كتب في تغريدة على «تويتر»، إن مصادقة حاكم ولاية جورجيا على نتائج الولاية تجعل من المستحيل مراجعتها.
- ناقش مع مستشاريه الفعاليات الإعلامية المحتملة وضمان ظهوره على الساحة بما يبقيه في دائرة الضوء قبل محاولة محتملة للعودة إلى البيت الأبيض في 2024.
- يفكر في إطلاق قناة تلفزيونية أو شركة تواصل اجتماعي لمواجهة من يرى أنهم خانوه وأعاقوا قدرته على التواصل المباشر مع الشعب الأميركي، وهو ما يعني ضمناً أنه سيغادر كرسي السلطة.
- قال جيرالدو ريفيرا، مراسل شبكة «فوكس نيوز» وأحد المقربين من ترامب، إنه تحدث هاتفياً مع الرئيس الجمهوري، الجمعة، وإنه يستنتج من كلامه أنه سيلتزم بالدستور وسيسلم السلطة بعد فرز كل الأصوات.
- لم يقبل العديد من القضاة دعاوى رفعها ممثلون عن الحملة الجمهورية، بينما تخلّى محامو الحملة عن دعوى في أريزونا.
وأمام الولايات مهلة حتى الثامن من ديسمبر المقبل، للتصديق على الانتخابات، واختيار أعضاء المجمع الانتخابي الذي سيختار الرئيس الجديد رسمياً في 14 ديسمبر.
بولتون: لن يرحل بهدوء!
حذر مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، من أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب «قد يسبب ضرراً فادحاً» للأمن القومي الأميركي، متخوفاً من أنه «لن يرحل عن البيت الأبيض بهدوء».
وقال بولتون لشبكة «سي أن أن»، ليل الأحد، «إن عدداً كبيراً من الناس يعتقد، أو يأمل، أن ترامب يدرك أنه خسر الانتخابات وسيرحل بهدوء، لكن ينتابني الخوف من أن ردة فعله ستأتي بخلاف ذلك، وأعتقد بصفتي جمهورياً أن طريقة احتواء الضرر، ليس على البلد فحسب، لكن على الحزب أيضاً، هي أن يتحدث القادة الجمهوريون، مثلما يفعل بعضهم الآن، للاعتراف بأن الديموقراطي جو بايدن هو الرئيس المنتخب».
وأشار بولتون إلى إقالة وزير الدفاع مارك إسبر، «فهذا القرار يبدو ناتجاً من دوافع شخصية، وربما تكون أضراره جسيمة»، ومحذراً من استغلال أعداء الولايات المتحدة للوضع «فهذا هو الوقت الذي يأمل فيه خصومنا أن يتحول اهتمامنا، لاستغلالنا بطريقة أو بأخرى».
وانتقد بولتون وزير الدفاع بالوكالة، كريستوفر ميللر، الذي عينه ترامب أخيراً، ووصفه بأنه «قليل الخبرة».