ما في خاطري
قصتي مع مرشح !
انتظرته أمام مكتبه الخاص، لإنهاء إحدى المعاملات التي تتطلب توقيعه، الذي كنت أسعى إليه جاهداً منذ أيام، فتمر الدقائق ولا أحد يأتي، ليقول لي السكرتير الخاص به: المدير لن يأتي اليوم وتعال لنا في يوم آخر، فاستشطت غضباً فأنا مللت من الانتظار يوماً بعد يوم لإنهاء هذه المعاملة، فهو ليس في اجتماع أو مشغولاً بأمر ما يخص العمل، فمن المفترض أن يكون حاضراً لخدمة الناس، وحينها تساءلت عنه عند زملائه في العمل فذكروا لي أن هذا المدير غير ملتزم فما حصل لك أمر اعتدنا عليه، وتمر الأيام حتى أشاهد إعلان ترشحه لمجلس الأمة، وهو يكسو أحد المباني الكبيرة، فذهلت وشعرت بالصدمة لأن شعاره الانتخابي يناقض سلوكه وعمله والموقف الذي حصل لي معه.
ما أكثر هؤلاء وكما يقال: «الكويت صغيرة»، فالكثير من المسؤولين قد نكون نعرفه شخصياً وبعضهم تراه غير ملتزم في عمله، وعندما يُرشح نفسه للانتخابات يتحدث عن الإخلاص وهو غير مخلص في عمله، ويتحدث عن الإنجازات وهو غير منجز في إدارته، ويدّعي خدمة المواطن والمقيم وهو يعطل مصالح الناس، ويَعِد الناس بالتعاون لتحقيق المصلحة العامة وهو غير متعاون مع زملائه في العمل، شعارات يحملها بعض المرشحين معتقداً أنها ستنطلي على المواطن الذي يشعر بالسلبية والإحباط، نتيجة تردي حال البلد في الكثير من المجالات.
أصعب شعور قد يعيشه الإنسان هو التناقض، الناتج عن اختلاف المبادئ الخاصة للفرد مع أفعاله، فيحاول أن يعدّل سلوكه محارباً الصراع الفكري الذي يعيشه، وهذا ما يفعله الأسوياء، أما البعض فهو لا يشعر بهذا التناقض، فتراه يدّعي المثالية ويردّد بعض الشعارات التي يريد بها كسب تعاطف الناخبين، وفي عمله وبيته يمارس العكس، فما أكثر أقوالهم ولكن عندما تبحث عن الأفعال لا تجد شيئاً، ولنا في بعض أعضاء المجالس الأخيرة عبرة، فوجب علينا التنبيه لأن عقولنا ليست فارغة وبعض الناس لا تنسى.
فرسالتي لكل مرشح: كن صادقاً في شعاراتك، وأن تفكر ألف مرة قبل أن تطلقها، فهي تحمّلك مسؤولية كبيرة تجعل الناس تنظر اليك بعين المحاسبة، وعلى الناخبين أن يتفكروا في حال المجالس السابقة التي صاحبتها إخفاقات كثيرة، نأمل أن تنتهي في السنين المقبلة ويرشحون الصادق الأمين فكما يقال: «لو خليت خربت»، فهذا البلد لا يخلو من الأوفياء المخلصين الذين نتأمل منهم خيراً، وأن تكون قبّة عبدلله السالم هي وجهتهم بإذن الله.
Twitter: alessa_815
