تحدّثتْ عن روايتها الجديدة «أن تعشق الحياة»
علوية صبح لـ«الراي»: لهذا أغار من بطلاتي
في توليفةٍ من الواقعي والمتخيَّل، تُعيد الكاتبةُ اللبنانية علوية صبح في روايتها الجديدة "أن تعشق الحياة" صوغَ التناقضات، لا بإبطال جاذبية التضاد ولا بصَهْر عوامل الإبهار، بل بإبقاء باب الحفْر في الشخصيات المختلفة والمتباينة مفتوحاً على الكثير من المفاجآت لها وللقارئ معاً، فيَظْهَرُ المقصودُ وغير المقصود في بناء الشخصيات وهنْدسة المكان والزمان وتَوالي الأحداث وما تؤول إليه على هيئة مساحةٍ مترامية للتأمل في كل من الموت والحب والحياة والزمن والصداقة.
في "أن تعشق الحياة"، حيث "بسمة" هي راقصةُ مسرحٍ والبطلة الرئيسية والراوية التي تتقاطع مع حياتها المتخيَّلة تجربةُ الكاتبة مع المرض العصبي الذي مرّت به، مستوياتٌ متعدّدة للغةٍ تَنْسابُ بسلاسةٍ وتدْمغها قساوةٌ هنا وشعريةٌ هناك، وفيها أيضاً فنّيةٌ عالية في إبراز التقاطُع بين الزمن العربي، وفيه انهيارُ مدنٍ تشهد حروباً وانهيار جسد الراوية/ الكاتبة الشخصي، وشخصيات أخرى ـ كيوسف وأمينة وأنيسة ونزار وأحمد ـ تلبّستْها صبح جميعها عند الكتابة، حتى تلك التي قد يكون لها موقف معها في الحياة.
وفي الرواية دورٌ للمجال الإفتراضي في موازاة ما يقابله روائياً من واقعي ـ متخيَّل، وعلاماتُ استفهامٍ هي بمثابة نهايات مفتوحة.
عن هذا العمل الذي صدر أخيراً لكاتبة "اسمه الغرام" و"دنيا" و"مريم الحكايا".. كان لـ "الراي" حوار مع الروائية علوية صبح في ما يأتي نصه:
والعنوان يحمل روحَ النص رغم ما فيه من مآسٍ ومن تحوّلات في حياة الراوية بسمة ـ البطلة الرئيسية في الرواية ـ وما يحدث لها. إذ لو لم تعشق الحياة لما استطاعت أن تقاوم مرَضَها وأن تحاول أن تعيد جسَدَها المتمرّد عليها بالمرض العصبي الذي أصابها، ولا استطاعت أن تتجاوز كل المَخاطر التي مرّت بها في حياتها.
ورواية "أن تعشق الحياة" التي نتحدّث عنها صدرتْ بعدما أكملتُها.
ورواية "أن تعشق الحياة" لا تحمل رسالةً، بل مقولات. فكما عادتي أحاول أن أحفر بالشخصيات وأن أكتشف وأن أواجه وأن أعبّر عن المسكوت عنه في العلاقات الإنسانية. وهذه الرواية هي نتيجة تقاطعتْ فيها تجربتي الخاصة مع المرَضَ العصبي الذي مررتُ به لسنوات طويلة، أما المخيّلة فقد جعلتْني أبني للبطلة حياةً مختلفة عن حياتي.. ما يعني أن في هذا العمل ما هو واقعيّ مع الخيالي.
إلى ذلك، تحمل الرواية هذا الزمن العربي، بالتحديد البلدان التي مرّت بحروب، بحيث يتقاطع جسدي الشخصي مع أجساد هذه المدن، لناحية انهيار هذا الجسد الشخصي وانهيار المدن، لكن بفنّية وبسرْد روائي خاص.
في هذه الرواية هناك أسماء كثيرة، ربما لها دلالات، ولكن بالتأكيد شعرتُ لحظة أسميتُ البطلة بسمة بأن الإسم مُناسِبٌ لها، فجسدها كان دائم الإبتسام وهي بسمة لأن أمها كانت تشعر بأنها تضحك في رحمها قبل أن تولد، ومَنَحَتْها هذا الإسم لأن القمر كان يأخذ شكل الموزة وشكل البسمة. وكل حياة البطلة تحدّيات وايجابية في التعاطي مع كل ما حدث لها من حياة تراجيدية.
أنا حساسة جداً رغم أنني قوية جداً، بمعنى قدرتي على مواجهة الأشياء. فكما أواجه العنفَ في رواياتي، أتأثّر بكل ما يؤلمني. فليست حياة الفرد منفصلة عن العالم وما يشهده من حروب، أكان في لبنان أو في الدول العربية. لذلك نقرأ في الرواية سرداً روائياً وليس ذهنياً أو ايديولوجياً، وهذا التشابه بين خراب جسدها وخراب المدن التي شهدت الحروب.
أنا أشتغل بتأنٍ وصبر، ولا أستطيع أن أكتب عن الشخصية ما لم أتلبّسها. أنا أتلبّس كل الشخصيات حتى تلك التي قد يكون لي موقف معها في الحياة؛ أحاول أن أتفهّم مشاعرها وأن أغوص في أعماقها وأن أقدّم للقارئ عملاً يحمل الهاجس الفنيّ والمعرفيّ في آن.
أنا تركت ضوءاً لأنني أؤمن بقدرة الحب على الإنتصار على كل الأشياء.
بالنسبة إلى بسمة، لا تنحصر المسألة في كل رواياتي بالغيرة فقط، وإنما أتعلّم من بطلاتي أشياء كثيرة وكأنني أكتب لأتعلم الحياة أو لأكتشفها.
في "أن تعشق الحياة"، حيث "بسمة" هي راقصةُ مسرحٍ والبطلة الرئيسية والراوية التي تتقاطع مع حياتها المتخيَّلة تجربةُ الكاتبة مع المرض العصبي الذي مرّت به، مستوياتٌ متعدّدة للغةٍ تَنْسابُ بسلاسةٍ وتدْمغها قساوةٌ هنا وشعريةٌ هناك، وفيها أيضاً فنّيةٌ عالية في إبراز التقاطُع بين الزمن العربي، وفيه انهيارُ مدنٍ تشهد حروباً وانهيار جسد الراوية/ الكاتبة الشخصي، وشخصيات أخرى ـ كيوسف وأمينة وأنيسة ونزار وأحمد ـ تلبّستْها صبح جميعها عند الكتابة، حتى تلك التي قد يكون لها موقف معها في الحياة.
وفي الرواية دورٌ للمجال الإفتراضي في موازاة ما يقابله روائياً من واقعي ـ متخيَّل، وعلاماتُ استفهامٍ هي بمثابة نهايات مفتوحة.
عن هذا العمل الذي صدر أخيراً لكاتبة "اسمه الغرام" و"دنيا" و"مريم الحكايا".. كان لـ "الراي" حوار مع الروائية علوية صبح في ما يأتي نصه:
- "أن تعشق الحياة" في زمن الأوبئة والموت الذي يهدّد العالم ... هل جاء تَزامُن اختيار العنوان مع ما نعيشه في ظل أجواء "كورونا" صدفةً؟
والعنوان يحمل روحَ النص رغم ما فيه من مآسٍ ومن تحوّلات في حياة الراوية بسمة ـ البطلة الرئيسية في الرواية ـ وما يحدث لها. إذ لو لم تعشق الحياة لما استطاعت أن تقاوم مرَضَها وأن تحاول أن تعيد جسَدَها المتمرّد عليها بالمرض العصبي الذي أصابها، ولا استطاعت أن تتجاوز كل المَخاطر التي مرّت بها في حياتها.
- كثر يؤجّلون في مثل هذه الظروف الراهنة صحياً ومادياً (خصوصًا في لبنان) نتاجاتهم الفنية والأدبية ريثما تتحسن الأوضاع .. ما الذي دفعك إلى النشر؟
ورواية "أن تعشق الحياة" التي نتحدّث عنها صدرتْ بعدما أكملتُها.
- هل شعرتِ بأن صدور الرواية قد يشكّل كوةً في جدار الأزمات التي نعيشها، فتُثني عن التشاؤم والإحباط وتشجّع على التفاؤل؟
ورواية "أن تعشق الحياة" لا تحمل رسالةً، بل مقولات. فكما عادتي أحاول أن أحفر بالشخصيات وأن أكتشف وأن أواجه وأن أعبّر عن المسكوت عنه في العلاقات الإنسانية. وهذه الرواية هي نتيجة تقاطعتْ فيها تجربتي الخاصة مع المرَضَ العصبي الذي مررتُ به لسنوات طويلة، أما المخيّلة فقد جعلتْني أبني للبطلة حياةً مختلفة عن حياتي.. ما يعني أن في هذا العمل ما هو واقعيّ مع الخيالي.
إلى ذلك، تحمل الرواية هذا الزمن العربي، بالتحديد البلدان التي مرّت بحروب، بحيث يتقاطع جسدي الشخصي مع أجساد هذه المدن، لناحية انهيار هذا الجسد الشخصي وانهيار المدن، لكن بفنّية وبسرْد روائي خاص.
- شخصيات أعمالك هم أبناء المَقاهي التي تكتبين فيها، فكيف تأثّرت بالعزلة التي فرَضَها انتشارُ وباء "كورونا" وجعلتْنا حبيسي الجدران.. هل اختلف الأمر؟
- بطلة روايتك اسمها بسمة وحياتها تراجيدية، هل كان هذا التناقض متعمّدًا؟
في هذه الرواية هناك أسماء كثيرة، ربما لها دلالات، ولكن بالتأكيد شعرتُ لحظة أسميتُ البطلة بسمة بأن الإسم مُناسِبٌ لها، فجسدها كان دائم الإبتسام وهي بسمة لأن أمها كانت تشعر بأنها تضحك في رحمها قبل أن تولد، ومَنَحَتْها هذا الإسم لأن القمر كان يأخذ شكل الموزة وشكل البسمة. وكل حياة البطلة تحدّيات وايجابية في التعاطي مع كل ما حدث لها من حياة تراجيدية.
- شخصية مريم في روايتك "مريم الحكايا" كانت ـ وفق تعبيرك ـ توأمك، ماذا عن بسمة؟
- تمرّ خلفية الأحداث في الرواية على حروب قريبة وبعيدة وعلى حوادث تركت ندوباً في واقع الشخصيات وذاكرتها .. هل هذا تأثيرُ هذه الأحداث والحروب فيكِ؟
أنا حساسة جداً رغم أنني قوية جداً، بمعنى قدرتي على مواجهة الأشياء. فكما أواجه العنفَ في رواياتي، أتأثّر بكل ما يؤلمني. فليست حياة الفرد منفصلة عن العالم وما يشهده من حروب، أكان في لبنان أو في الدول العربية. لذلك نقرأ في الرواية سرداً روائياً وليس ذهنياً أو ايديولوجياً، وهذا التشابه بين خراب جسدها وخراب المدن التي شهدت الحروب.
- قتْل الشخصيات في رواية "أن تعشق الحياة" وما سبَقَها من أعمال .. هل هو عمل سهل تنتهي إليه الأحداث أم قرارٌ صعب يتطلّب الكثير من الشجاعة؟
أنا أشتغل بتأنٍ وصبر، ولا أستطيع أن أكتب عن الشخصية ما لم أتلبّسها. أنا أتلبّس كل الشخصيات حتى تلك التي قد يكون لي موقف معها في الحياة؛ أحاول أن أتفهّم مشاعرها وأن أغوص في أعماقها وأن أقدّم للقارئ عملاً يحمل الهاجس الفنيّ والمعرفيّ في آن.
- هل النهايات بالنسبة لك سياقٌ حتْمي أم مفاجآت لك ولمَن يقرأ؟
أنا تركت ضوءاً لأنني أؤمن بقدرة الحب على الإنتصار على كل الأشياء.
- بالعودة إلى مريم قُلتِ أنك شعرتِ بالغيرة منها بعد الفراغ من الكتابة .. ما موقفك اليوم من بسمة؟
بالنسبة إلى بسمة، لا تنحصر المسألة في كل رواياتي بالغيرة فقط، وإنما أتعلّم من بطلاتي أشياء كثيرة وكأنني أكتب لأتعلم الحياة أو لأكتشفها.