No Script

ربيع الكلمات

التحلطم... وسوء الإدارة

تصغير
تكبير

«الوقت هو أندر الموارد، إذا لم تتمكن من إدارته فلن تتمكن من إدارة أي شيء آخر»... بيتر دراكر.

من الواضح أن فيروس «كورونا» (مطوّل معانا) حتى السنة المقبلة، وكثرة الشكوى والتحلطم لن تأتي بنتيجة إيجابية، والاقتصاد سيواجه بعض المشاكل نتيجة الآثار المترتبة على إغلاق الأسواق، وتذبذب أسعار النفط، والعديد من الأنشطة والمشاريع الصغيرة ستغلق أبوابها، نتيجة التخلي عنها وعدم دعمها وتركها تواجه مصيرها.

لذلك، فإن أفضل ما نقوم به اليوم هو التشخيص السليم للواقع والبعد عن التفاؤل الكاذب، فالقريب من السوق يعلم حجم الزيادة في الأسعار والتضخم على مختلف السلع، وما نعاني منه اليوم هو نتيجة طبيعية لسوء الإدارة، وفي مختلف المجالات.

وعندما تتابع برامج المرشحين وتقرأ الصحف اليومية، أو تتابع وسائل التواصل الاجتماعي تسمع كثرة الشكوى من سوء الإدارة، وعلى مختلف الأصعدة، وهناك الكثير من المشاريع التي نسمع عنها منذ سنوات ولم ترَ النور بعد.

لا أستثني أحداً، فالكل مسؤول عن ذلك التراجع.

الوزير الذي لا يتحرك بمسؤولية ويحارب الفساد في وزارته... تقع عليه مسؤولية.

النائب الذي لا يحضر لجان مجلس الأمة أو بعضها، بلا أي إنجاز والتي تعتبر مطابخ صنع القرار... عليه مسؤولية أكبر وأعظم لأنه ممثل الأمة.

المواطن الذي ينتقد عمل الحكومة، وهو لا يعمل ولا يؤدي عمله بكل أمانة، ويعطّل مصالح الآخرين... كذلك هو شريك في سوء الإدارة.

وقس على ذلك المعلم والتاجر، والمهندس كذلك تقع عليهم مسؤوليات كبيرة، وكل على حسب موقعه ومكانه.

أمر في غاية الأسف أن نجد بعض النواب قبل فتح باب الترشح، والذي لم تنجز معاملاته من توظيف أو نقل غير مشروع أو سفر لشخص غير مستحق، يهاجم الوزير ويبتزه، والأمر لا يتطلب سوى تسجيل لمدة دقيقة واحدة، يُتهم فيه الوزير بالفساد ومن ثم نشره في وسائل التواصل الاجتماعي، ومعظم تلك الاتهامات من دون التثبّت في تصديق هذه الروايات... وكل ذلك من أجل مصالح شخصية، أو تنفيذ أجندات البعض، وفي المقابل هناك الكثير من النواب يستحقون الاحترام، وهم يؤدون أعمالهم بكل أمانة.

إن أصل المشاكل هو سوء الإدارة، ويأتي ذلك من تعيين الرجل غير المناسب، وتقديم المناصب كعطايا وهبات للبعض، ولا يتم اختيار أصحاب المناصب على أساس المواطنة والكفاءة، وبالتالي نجد ازدياداً في حجم الفساد، وإحباط أصحاب الكفاءات وقتل روح المبادرة عند الكثير منهم.

وهناك أمر في غاية الغرابة في المؤسسات الحكومية وبعض الجهات التي لا توجد فيها الروح التنافسية، وهو التخلص من العنصر الجيد وصاحب الكفاءة، وذلك لأن المسؤول يخاف على كرسيه من هذا العنصر الجيد، فيختار من هم محسوبون عليه أو يقفون في صفه مهما حدث، ويعيشون ويقتاتون على الوشاية بين الموظفين، وينقلون الأخبار للمسؤولين بصورة يومية، وهذا كله منافٍ للإدارة الجيدة، ولو كانت هذه المؤسسة ملكاً خاصاً له لما تصرف هذا التصرف المشين. وصدق الدكتور غازي القصيبي عندما قال: «الإداري الناجح هو الذي يستطيع تنظيم الأمور، على نحو لا يعود العمل بحاجة إلى وجوده».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي