وجع الحروف

احفظوا مجالسكم...!

تصغير
تكبير

عندما تحدثت مع صديق حول مقال الأحد الماضي... استأجر «الكشخة» نظر إليّ مبتسماً، وقال: «ترى حتى المجالس تستأجر»! نترك التفاصيل وندخل في موضوع مهم وحيوي، لعلنا نساهم في توعية أحبتنا خصوصاً خلال موسم الانتخابات.

لتعلم أخي الفاضل أن الثقافة لدينا فيها من هذا النوع: ـ مجلس يرتاده شخص وإن كان قريباً، مهمته نقل الأخبار، «من حضر وما يقال عن المرشح... إلخ».

ـ ومجلس كأي مجلس، يدخله صالح وطالح.

ـ ومجلس متخصص في النميمة، ونقل الأخبار.

ـ ومجلس يلتقي رواده ويتبادلون الحديث الطيب، ولا يسمحون لأي مغتاب أن يتفوّه بكلمة.

ـ ومجلس افتراضي كمجالس قروبات «الواتس أب»، وفضاء «تويتر وسناب شات».

أحياناً تجد نفسك في وضع تلقائي منسجماً مع قيمك وأخلاقك التي اكتسبتها وتتحدث بشفافية، بينما هناك من يبحث عن «زلة لسان» غير مقصودة، ليحدث الفرقة بينك وبين صديق لك.

وأحياناً تجد الشخص ذاته الذي ينتقد لغرض جس النبض، وفي ليلة أخرى تجده عند من كان ينتقده.

أنت لست مسؤولاً عن تربية خلق الله، ولا أنت بمسؤول عن إصلاح ذات فرد فاسد بطبيعته جميل بمظهره.

خلال موسم الانتخابات، يكثر الحديث عن هذا وذاك، وهو من الناحية الشرعية سلوك منبوذ يندرج تحت «حفظ الأمانة في ما يخص المجالس».

إفشاء سر المجلس «الديوانية»، أو أي ملتقى اجتماعي كان، إنما هو يقطع الأواصر ويقضي على العلاقات، يهتك ويفضح ستراً، وينتهك حرمات وخصوصية أفراد آخرين.

حاول أن تراجع شريط ذكرياتك، هل من صديق عزيز فقدت التواصل معه ؟ لربما أن هناك واشياً نقل له قولاً عنك... طبعاً قول مغلوط وحديث مشوّه.

هناك فئة من الناس - عافانا الله وعافاكم مما ابتلاهم الله به - لديهم طابع سيئ من نميمة وحسد... ومعظمهم فقط لا يريد لعلاقتك مع صديق عزيز أن تستمر.

هذا سلوك مشين قد نبذه الشرع، وكلنا يعلم بالحديث الشريف عن صفوة الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نمام».

والنميمة تعني نقل الكلام ونحوه على وجه الإفساد، وهي من كبائر الذنوب وفاعلها من شرار الناس.

فإذا كانت الانتخابات موسماً خصباً للنميمة... فاحفظ مجلسك لتنجو.

الزبدة: كم من علاقات بين الأقارب لوحظ ضعفها وبعضها شبه مقطوع بسبب الانتخابات والنميمة... وهذا أمر محزن.

قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»... فالتحقق مطلب مهم.

المراد... مجالسكم وأحاديثكم في وسائل التواصل الاجتماعي دورها مهم فلا تغتابوا ولا تجسسوا ولا تسمحوا للنمّام أن يفرّق بينكم وبين أحبتكم.

هذ ه الزبدة وأنتم بكيفكم... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي