No Script

حديث القلم

رسالة سلام إلى ماكرون

تصغير
تكبير

تابعت بحزن بالغ ما حدث في فرنسا من إساءات لرمزنا وقدوتنا ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، كما أنه أزعجني وأثار اشمئزازي حديث الرئيس الفرنسي العنصري، وهو رئيس لجمهورية كان من المفترض أنها تتخذ شكلاً من أشكال الحكم الديموقراطي، القائم على التعددية الإثنية والدينية وتقبل الآخر، من دون المساس بالمعتقدات والأديان أو ازدرائها، ووصمها بصفات بعيدة عن جوهرها بسبب ممارسات خاطئة لفئات ضالة ومتطرفة، وهي موجودة في كل الأديان السماوية الثلاثة، وكل متطرف مسلم يقابله متطرف هناك في الجانب الآخر، وليس للإسلام أو تعاليم الإسلام أي دخل مباشر أو غير مباشر في هذا الفكر المنحرف والمتطرف، الذي نتج ربما عن تفاوت في الثقافات على الصعيد الشخصي، أو ربما ناتج عن تحميل التاريخ المعاصر لبعض تركات الماضي بشكل خاطئ وبعيد عن مضمون تلك الرسالة السماوية! من باب المكاشفة والاعتراف بحقيقة نعيشها اليوم، فإن بعض المسلمين أساؤوا إلى الإسلام أكثر من إساءات إيمانويل ماكرون، من باب الإلحاد أو حتى من باب التشكيك المستمر، رغم أنهم مسلمون وعاشوا في كنف مجتمع مسلم وولدوا لأبوين مسلمين، إلا أن الإساءة حينما تصدر من رئيس دولة بحجم فرنسا، فلا شك أن وقعها أكبر بكثير من غيرها، وستترك أصداء تلك الإساءات آثاراً سلبية ستمتد للقريب والبعيد، وقد تكون أضرارها أشد بكثير، لأنها ليست العلاج الأمثل للتطرف، فعلاج التطرف في أن يُحارب وحده من دون المساس بدين كامل أو رمز ذلك الدين بسبب سوء الفهم، أو بسبب تعمد الإساءات وفي هذه الحالة المصيبة أعظم.

الإسلام دين الأخلاق والمعاملة، والسلام واحترام الحقوق الإنسانية، هو دين عظيم لو تعرف، أو بالأحرى لو أحسنت قراءته وأحسنت فهم نصوصه الشرعية، المسلم محاسب على كل قول أو فعل سيئ، وديننا يدعونا إلى الإحسان في كل شيء، ابتداءً بالوالدين والأهل والأقارب والجيران والمجتمع والدولة، بل إن الكائنات الحية الأخرى كان لها نصيب كبير من الإحسان الإسلامي.

إنها رسالة سلام قد تجد طريقها للوصول، وقد تضيع في صخب كبير لعالم يعج بالتشاحن وخطابات العنصرية والكراهية من دون وعي أو إدراك لتبعات ذلك، وأوروبا قبل غيرها تدرك الآثار السيئة للخطابات العنصرية بسبب الخلفية التاريخية البغيضة للحقبة النازية. وفي النهاية أختم حديث قلمي بآية قرآنية كريمة جاءت كأمر إلهي ودعوة صريحة للسلام ونبذ العدوان، حيث يقول الله سبحانه في كتابه الكريم: (ولا تعتدوا إن الله لايحب المعتدين).

وخزة القلم: لكل أمة هوية... ولم أجد في الحقيقة أمماً تحتفل بأعياد غيرها كجماعتنا، يستوردون كل ثقافة من دون إدراك أو وعي أو تمييز، يلتقطون أي مناسبة للاحتفال بها وفرضها في مجتمعنا كأمر واقع، ولم نجدهم يوماً يستوردون ما يطور ويقدم مجتمعاتهم ودولهم ! twitter: @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي