No Script

خواطر صعلوك

قراءة في تفاعلات قارئة !

تصغير
تكبير

كتبت قارئة متفاعلة مع أحداث يومها خاطرة، تتواصل بها مع الأحداث الأخيرة حول الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتصريح الرئيس الفرنسي حولها، وموجة الغضب الرقمية تجاه مفهوم حرية التعبير... وبدأت خاطرتها بسؤال... وأنهتها بسؤال آخر تقول:

مَن قدوتك...؟!

سؤال نعرف إجابته بدهياً ولكن لم نتفكر فيه... مَن هو قدوتك؟

قدوتي رسولي محمد صَلى الله عليه وسلم... هل تحبه، وتتبع نهجه وسنته...؟!

تعامل الناس كما كان يعاملهم، تسامحهم، تحسن إليهم رغم إساءتهم لك ؟!

إن لم تكن إجاباتك جميعها نعم... هل فعلاً تحبه ؟! نسأل مرة اخرى... مَن هو قدوتك حقاً...؟!

حب الرسول لا يكون بشتم أعدائه والإساءة لمن أساء إليه... حب الرسول لا يكون في الرسم والتحريف في صور وخلق الله مهما كانت شخصية صاحب الصورة... الدفاع عنه لا يكون بمخالفة الشرع وسنته وأفعاله... الغيرة على الدين والرسول لا تكون في التقليد، بل في الحلول.

كيف يمكن أن نرد على إساءتهم ؟

- أكثروا من الصلاة عليه.

-انشروا قصصه ومواقفه وخلقه واحاديثه بكل لغات العالم.

- أصلحوا أحوالكم الداخلية (في بيوتكم، في بلادكم الاسلامية).

- جددوا إيمانكم وإسلامكم... أحيوا شعائره.

- علّموا أولادكم حب الله ورسوله، وكيف يمكن أن يتعامل الرسول نفسه لو كان حاضراً معنا الآن ؟!

- فقد كان خلقه القرآن... اجعلوا من القرآن خُلقكم وخلق أبنائكم... اقرأوا وتدبروا القرآن.

- اجعلوا من «السلام» و«الابتسام» عادات ومنهج حياة.

اللهم صَلي وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد بن عبدالله وعلى آل بيته وأصحابه أجمعين.

لو كان الرسول أمامك الآن... فماذا ستقول له ؟! انتهى.

هناك فرق بين ردة الفعل غير المنظمة والعفوية المبنية على «الفزعة»، وبين ردة الفعل الواعية المنظمة التي تأخذنا خطوة إلى الأمام.

أحد الأصدقاء منذ يومين دخل إلى إحدى الجمعيات التعاونية، سأل عن المنتجات الفرنسية، فقال له البائع:

- أنزلناها من الرف ووضعناها في المخزن والثلاجات التي في السرداب.

فقال له:

- إلى متى؟

فرد البائع مبتسماً:

- حتى يهدأ الغضب الشعبي، ثم يعود كل شيء كما كان !

هذه ليست المقاطعة الأولى، وهذه ليست الإساءة الأولى، وليست هذه موجة الغضب الأولى، إن ردة الفعل غير الواعية يمكن التنبؤ بسلوكها وموسميتها ونتائجها، وتصبح لعبة سياسية في يد مستخدمها، وفي ظل صعود أحزاب يمينية وعودة للمحلية في أوروبا، وفي ظل تشابك وتداخل العالم الافتراضي والعولمة، علينا أن نفرق بين أربعة أنماط من الأفعال:

الفعل الأول: «التقليدي» وهو أدنى مستويات الفعل، والذي نمارسه في حياتنا، بحيّز كبير من التنفيذ وحيّز قليل من التأمل.

الفعل الثاني: «العاطفي» الذي نعبّر من خلاله عن موجات الغضب.

الفعل الثالث: «العاقل الواعي»، الذي يستخدم أنسب الوسائل لتحقيق الأهداف والغايات.

الفعل الرابع: «العقلي» المبني على القيمة، الذي يتحقق حينما يلتزم الفرد بقيمة أو مجموعة قيم توجه أفعاله، وهو فعل هادف ذو قيمة يبهر جمهور المتفرجين.

ومثلما لا يتعلم المرء من الساحر تحديداً أفضل طريقة للإمساك بأرنب أبيض، رغم إتقانه عرض ذلك على المسرح، كذلك فإن على المرء أن يتعلم أن فعل رجل واحد في الواقع خير من قول ألف رجل في الافتراضي... وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله..أبتر.

Moh1alatwan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي