No Script

رؤية

إنقاذ الديموقراطية!

تصغير
تكبير

بعد 59 عاماً من الممارسة الديموقراطية في الكويت، لا تزال خيارات الناخب الكويتي متأثرة بدرجة كبيرة بالروابط الأسرية والعرقية والقبلية والمذهبية، ولا يزال اختياره للمرشح الأقرب أو الأنفع، أكثر ترجيحاً من اختياره للأكفأ و الأقدر.

عوامل كثيرة تسببت واستمرت في المحافظة على هذا النمط المتخلف في اختيار ممثلي الأمة، ولعبت فيها الدولة دوراً محورياً تعدّدت أوجهه ما بين الدعم المادي للمرشحين المقربين منها، أو المعنوي بالتعهد بتسهيل وتمرير معاملاتهم الخارجة على النظم الإدارية والقوانين، ونحو ذلك من التسهيلات التي جعلت من بعض النواب ملجأ لكل محتاج، حتى أن بعضهم لديه أكثر من 20 موظفاً من سكرتارية يعملون على مدار الساعة طوال السنة، لتلقي طلبات الناخبين وعرضها على النائب لتمريرها.

التجنيس السياسي وتزوير الجنسية، عوامل أخرى عطّلت تطور الفكر الكويتي، وساهمت في تراجع الحس العام بالمسؤولية، وشجّعت العامة على تفضيل نائب الخدمات المقرّب من الحكومة، ومع تراجع فرصة منافسة القوى الإصلاحية للنواب المؤيدين مجتمعياً أو من الحكومة، أصبح لابد من إجراء لإنقاذ الديموقرطية، بإتاحة فرصة أكبر لنجاح الإصلاحيين، ومنها زيادة عدد النواب إلى 90 نائباً مع تغيير قانون الانتخاب ليكون للناخب حق اختيار أكثر من مرشح في دائرته، وستنعكس هذه الزيادة إيجابياً على التشكيل الوزاري، بارتفاع عدد الوزراء إلى 30 بحد اقصى، ليتماشى مع زيادة مجالات عمل الحكومة، مما يسمح للوزير بوقت يقضيه في التطوير والإنجاز والإبداع، ومحاسبة المقصّرين.

فقد تكرّر إهمال الكثير من الاعضاء لمهامهم النيابية و أخلّوا بالقسم الذي قطعوه على أنفسهم، وأصبح لا بد من وجود آلية تسمح للناخبين بإقالة العضو المتقاعس أو غير القادر على الاضطلاع بدوره، وذلك بتقديم طلب الكتروني موقّع من غالبية ناخبي الدائرة، يطلبون فيه عزل النائب، ويكون المجلس ملزماً في هذه الحالة بتبني الاقتراح والتصويت عليه، مثل هذا الإجراء سيكون حافزاً للارتفاع بمستوى أداء جميع النواب.

من الملاحظ أن هناك خلطاً عند النواب بين حقهم في استجواب الوزراء وسمو الرئيس وفق الضوابط اللائحية، وبين تعمّد إهانتهم بطريقة شخصانية فجة في معظم الأحيان، مما يجعل بعض الوزراء يحرصون على تفادي الاستجوابات بتقديم التنازلات للنواب وتمرير معاملاتهم، التي غالباً ما تكون خارج إطار النظم والقوانين، وللحد من هذه الظاهرة وللارتقاء بمستوى الطرح والحوار داخل المجلس، يمكن إنشاء أكاديمية لتأهيل العمل السياسي والتدريب عليه، ينضم إليها النواب والوزراء في الثلاثة أسابيع الأولى من الفصل التشريعي، وتكون متاحة لتقديم المشورة لهم طيلته.

فلا يزال المجتمع الكويتي متأثراً بالعوامل والروابط التقليدية في اختيار ممثليه، وتغيير هذا الأمر يحتاج إلى الارتقاء بوعي المجتمع بأهمية جودة خياراته، وخلق ارتباط مباشر ما بين رخائه ورخاء المجتمع، وهو ما قامت به كوريا الجنوبية بنجاح، بعد أن أدخلته في مناهجها الدراسية والتدريب أثناء الخدمة، لذا فلابد من تفعيل وسائل تثقيف الجماهير وتطويرها وتكثيفها مع الاستفادة من التجربة الكورية الجنوبية.

***

بأبي أنت وأمي ومالي وولدي يا حبيبي ومولاي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه، أن جعل من الكويت سبباً في إزالة الصور المسيئة لسيدي ومولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

‏اللهم قد قلت وقولك الحق: «وجادلهم بالتي هي أحسن».

(النحل 125).

‏ربنا إنّهم لم يتركوا أمامنا باباً للجدال إلا المقاطعة فبدأتها الكويت، وأيدتها بنصر من عندك، فأجمع عليها المسلمون كافة، وسيخضع متكبروا فرنسا ومغروروها لإرادتك، فلك الحمد والشكر والفضل كله من قبل ومن بعد.

والحمدلله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي