يُرافقه خروج «المرتزقة» خلال 3 أشهر
اتفاق وقف النار في ليبيا ... بين الأمل والتشكيك
وقّع طرفا النزاع في ليبيا الجمعة، «اتّفاقاً دائماً لوقف إطلاق النار» بـ«مفعول فوري» في كل أنحاء البلاد، بعد محادثات استمرّت خمسة أيّام في جنيف برعاية أمميّة.
بُعيد ذلك، أعلنت «المؤسّسة الوطنيّة للنفط»، المكلّفة إدارة قطاع المحروقات، رفع «القوّة القاهرة» عن ميناءين رئيسيّين في شرق ليبيا واستئناف تصدير النفط منهما، بعد تعطّله أشهراً بسبب خلافات بين طرفي النزاع حول طريقة توزيع العوائد الماليّة.
وقالت رئيسة بعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز إنّه «يوم جميل للشعب الليبي». وأضافت «عند الساعة 11,15 (09,15 ت غ) من صباح اليوم (الجمعة) في مقرّ الأمم المتحدة في جنيف، قام الوفدان الليبيّان (...) بتوقيع اتّفاق لوقف إطلاق النار، كامل ووطني ودائم بمفعول فوري».
وأضافت أنّ وقف إطلاق النار يُفترض أن يُرافقه خروج «المرتزقة والمقاتلين الأجانب (...) من ليبيا خلال فترة أقصاها ثلاثة أشهر اعتباراً من اليوم (الجمعة)».
وأردفت أنّ الجانبين اتّفقا على أنّ «كلّ الوحدات العسكريّة والجماعات المسلّحة الموجودة على الخطوط الأماميّة ستعود إلى ثكناتها».
وتفاعل الليبيون بمزيج من الأمل والتشكيك بعد توقيع اتفاق وقف النار بهدف تمهيد الطريق نحو حل سياسي للنزاع الطاحن الذي تشهده ليبيا.
وبينما رحب المراقبون بالاتفاق بين حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج ومقرها طرابلس، والقوات المنافسة لها بقيادة المشير خليفة حفتر القائد العسكري في الشرق، إلا أن قلة منهم تراودهم أوهام بشأن الصعوبات التي تواجه تحويله إلى سلام دائم على الأرض.
وقال بيتر ميليت السفير البريطاني السابق لدى ليبيا: «من الجيد أن يكون الجانبان على استعداد لتقديم تنازلات، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل».
وحذر المراقبون من أن المفاوضين في جنيف لا يسيطرون بالضرورة على حلفائهم المسلحين على الأرض. كما أن من غير المحتمل أن تتخلى الأطراف الخارجية الفاعلة في ليبيا بسهولة عن نفوذها الذي كسبته بصعوبة.
وحذر عماد الدين بادي، من مركز أبحاث «أتلانتيك كاونسل»، من أن روسيا وتركيا تريدان تحقيق مكاسب اقتصادية من تدخلاتهما العسكرية.
وقال إن «من السذاجة أن يُطلب منهما المغادرة ببساطة... إن أفضل سيناريو هو حصولهما على امتيازات اقتصادية وتقليص وجودهما على الأرض. والأسوأ هو استئناف القتال».