No Script

في الصميم

نواف الأحمد... خير خلف لخير سلف

تصغير
تكبير

لاشك أن قرب حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، من المعلم والقائد الراحل فقيد الأمة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كان له الأثر الإيجابي الكبير في رؤيته السياسية والديبلوماسية، فقد نهل أميرنا الشيخ نواف الأحمد من شقيقه - رحمه الله - وتشرب أمور الحكم في أفضل صورة، علاوة على تمرس سموه وتدرجه في المناصب السياسية في الكويت، تلك التي كان لها الأثر الطيب على شخصيته، وكيفية التعامل مع المواقف السياسية.

فمنذ توليه المسؤوليات في الدولة في الستينات حتى الآن، كانت إنجازاته غنية جداً بالمساهمات الكبيرة، بدءاً من الإسهام في دعم وبناء التكامل الأمني في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، والعمل على ترغيب الشباب الكويتي بالانخراط في سلك الشرطة، والعمل الإداري في وزارة الداخلية بهدف تطوير العمل فيها.

والعمل بسياسة الإحلال في وزارة الداخلية، حيث أفسح المجال للخبرات الشابة من الكويتيين لإحلالهم محل كبار السن، وذلك لضخ الدماء الجديدة في الوزارة والاستفادة من طاقات الشباب.

وإنشاء إدارة شؤون المختارين، وإدارة شؤون الانتخابات.

وغيرها الكثير من الانجازات التي تذكر لسموه طوال حياته العملية.

وقد زخر التاريخ السياسي والعملي لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد - والممتد لأكثر من نصف قرن من الزمن - بجهود واضحة لوضع مكانة متميزة للكويت بين الدول المتقدمة والمتطورة، وقد أضحت عطاءاته وخبراته في المجالات التي تولى قيادتها محل احترام وتقدير من الجميع، وكانت بصمات سموه الإنسانية واضحة حين تولى كل المهام والمسؤوليات، إذ سارع إلى اتخاذ قرارات انسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين، كما برهنت أعماله على أنه خير نصير للطفل والمرأة والأرملة والمسن والعامل.

وكذلك دعمه الدائم للشباب الكويتي، والمساهمة في خلق فرص عمل لهم، والاهتمام بالإبداع والأفكار الريادية، التي تخدم مختلف القطاعات الاقتصادية.

وعندما تعرضت البلاد لمحنة الاحتلال العراقي عام 1990، ساهم الشيخ نواف الأحمد في القرارات الحاسمة لمواجهة الاحتلال، وجند كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير الكويت، وأدى دوراً في قيادة المقاومة وتأمين وصول الشرعية إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة إلى جانب قيادته للجيش.

وأتت الرؤية الأمنية الثاقبة لسموه بثمارها، خصوصاً في التعامل مع الحوادث الإرهابية في البلاد، كالتي حدثت في يناير عام 2005، حيث قاد سموه بنفسه المواجهة ضد الإرهابيين، وكان موجوداً في مواقع تلك الأحداث لاستئصال آفة الإرهاب في البلاد من جذورها.

وعلى الصعيد الإقليمي، أولى سموه أهمية كبرى لأمن دول الخليج العربي، فمن خلال مشاركته في اجتماعات وزراء الداخلية للدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، تم تحقيق قدر كبير من التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن في الدول الشقيقة، بهدف مجابهة المخاطر التي تهدد المنطقة ودولها وعلى رأسها الإرهاب.

من هنا نصل إلى أن سمو أمير البلاد كان خير خلف لخير سلف في هذا البلد، فكيف لا وهو شقيق أمير البلاد الراحل الذي نهل منه كل الخبرات المتراكمة في الحياة العملية والسياسية والديبلوماسية، وفق الله سموه لما يحب ويرضى، وجعله ذخراً لهذا البلد، خدمةً لأبنائه من الشعب الكويتي.

لتكون مرحلة جديدة مثمرة بإذنه تعالى... والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

Twiter: @dressaamiri

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي