أميركا تعرض انسحاباً جزئياً ورفع عقوبات... ودمشق ترفض!

قوات أميركية في سورية
تصغير
تكبير

بعدما أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن زيارة قام بها مسؤول أميركي رفيع المستوى إلى دمشق، ردت صحيفة «الوطن» السورية بأن «مسؤولين (وليس مسؤول واحد) زار دمشق في الأشهر والسنوات الماضية، وهم روجر كارستنس المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لشؤون المخطوفين، وكاش باتل مساعد الرئيس لمكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، واجتمعا مع رئيس مكتب الأمن الوطني في دمشق».

وقد علمت «الراي» أن الزيارة الأولى حصلت عام 2017 بترتيب من دولة عربية، حيث زار وفدٌ أميركي سياسي وعسكري دمشق وحطّت طائرتُه في مطارها واجتمع مع اللواء علي مملوك».

ومن خلال مهمات الوفد، يظهر جلياً عنوان الزيارة وهي الإفراج عن معتقلين أميركيين، اعتقلتهم دمشق بعد ما زاروا البلاد من دون المرور عبر الدوائر الرسمية وفي مناطق غير خاضعة للجيش السوري.

وتقول المصادر السورية لـ«الراي»، إن «دمشق لن تقدم على أي خطوة من شأنها مساعدة الرئيس دونالد ترامب في معركته الرئاسية، وتالياً فلا إفراج عن أي معتقل اليوم ولا غداً ما دام ترامب موجوداً في السلطة».

وتؤكد أن «مملوك، وبتكليف من الرئيس بشار الأسد، طلب من الوفد تحديد جدول انسحاب للقوات الأميركية المحتلة، خصوصاً في مناطق آبار النفط والغاز في شمال شرقي سورية. وإذا ما تم ذلك وتم تنسيق دخول القوات السورية واجتيازها لنهر الفرات وإعادة سيطرتها على مواردها للطاقة، فان من الممكن الجلوس إلى طاولة المفاوضات».

وتشرح المصادر أن «مملوك رفض أي عرض تخفف فيه أميركا عن عقوبات وضعتها على سورية مع حلفائها الأوروبيين مقابل تسلم المعتقلين الأميركيين فوراً وفي الأسبوع الجاري. وقد بدأ الوفد مستعجلاً لتنفيذ طلباته ولم تكن لديه صلاحية للبحث بخروج القوات الأميركية من شرق الفرات».

وتؤكد أن «أميركا عرضت تسليم منطقة التنف كاحتمال ممكن، خصوصاً أن في المنطقة مئات الآلاف من اللاجئين يثقلون أعباء القوات الأميركية التي تمدهم بالغذاء والماء والخدمات الصحية. وتالياً فأن أميركا تعتبر هؤلاء عبئاً عليها وليس ورقة مفاوضات خصوصاً أن الطريق بين العراق وسورية مفتوحة من البوكمال. وتالياً لا تعتبر سورية أنها مهتمة بانسحاب جزئي بل بانسحاب كلي للقوات الأميركية والتي أعلنت أنها باقية فقط من أجل النفط وليس من أجل مكافحة داعش».

وتكمل المصادر أن «أميركا بعثت رسائل متعددة عن طريق حلفاء لديها على علاقة جيدة مع سورية من دول المنطقة. إلا أنه لم يعرض أحد خطة واضحة تكفل وحدة الأراضي السورية وتالياً فإن دمشق غير مهتمة بالكلام المعسول بل باستعادة شرق الفرات ووضعه تحت سلطة الحكومة المركزية».

يحاول ترامب مراكمة أوراق جديدة لاكتساب أصوات إضافية في حملته الانتخابية لضمان عودته إلى البيت الأبيض. ومن السابق لأوانه أن يقرر الخروج من سورية وكسر تمنيات حليفه الأقوى في الشرق الأوسط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقد قال مراراً الرئيس الأميركي إنه موجود في سورية «لخاطر إسرائيل» بعد أن اعترف بأنها «أرض رمال وموت» ويريد الخروج منها. إلا أن إسرائيل استفادت من وجود القوات الأميركية باستخدامها لضرب مراكز سورية وإيرانية في سورية ومراكز لـ «الحشد الشعبي» في العراق باعتراف السفير الأميركي في بغداد ماثيو تويللر.

وبالتالي فإن الانسحاب الأميركي من شرق الفرات غير مطروح على الطاولة هذه السنة بانتظار انتخاب رئيس جديد لأميركا، أو تخلي ترامب عن قواعده - إذا أعيد انتخابه - في سورية وهذا مستبعد كلياً خصوصاً أن أميركا تدعم أكثر من أي وقت مضى دولة كردية مستقلة تضم أكراد العراق وأكراد سورية لإعادة خلط أوراق الشرق الأوسط والإبقاء على التوتر قائماً لفترات طويلة الأمد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي