No Script

الطيّب يعتبر الإساءة للأديان «دعوة للكراهية»

فرنسا تحلّ جماعة «الشيخ ياسين» والشيشاني أراد «الثأر» للإسلام

وزراء فرنسيون يغادرون قصر الإليزيه بعد حضور الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس	 (أ ف ب)
وزراء فرنسيون يغادرون قصر الإليزيه بعد حضور الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس (أ ف ب)
تصغير
تكبير

أعلن مجلس الوزراء الفرنسي، أمس، حلّ جماعة «الشيخ ياسين» المؤيدة للفلسطينيين والمتهمة بـ«التورط» في قتل أستاذ التاريخ قرب باريس.

وقال الناطق باسم الحكومة غابرييل أتال: «أعلنا هذا الصباح حل جماعة الشيخ ياسين المتورطة والمرتبطة بهجوم يوم الجمعة الماضي وهي كانت منذ وقت طويل عبارة عن واجهة مزيفة لما هو في الواقع أيديولوجيا معادية للجمهورية تنشر الكراهية».

وأشار الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي أعلن عن قرار حل الجماعة مساء الثلاثاء خلال جلسة مجلس الوزراء، إلى أن «المذنب معروف: هو الإسلام السياسي الذي يدعم منهجياً تفكيك الجمهورية».

ونقل أتال عن ماكرون انها «معركة أمنية وتربوية وثقافية ومعركة طويلة».

وأسس جماعة «الشيخ ياسين» المسماة تيمناً بمؤسس حركة «حماس» الإسلامية الشيخ أحمد ياسين، الذي قتله الجيش الإسرائيلي عام 2004، عبدالحكيم الصفريوي وهو ناشط إسلامي متشدد موقوف على ذمة التحقيق منذ الجمعة.

وقام الصفريوي بنشر فيديو على «يوتيوب» قبل أيام يصف فيه الأستاذ، بأنه «مثير للشغب».

بالإضافة إلى حل الجماعة، جرى أمس، إغلاق مسجد بانتان في ضاحية باريس الشمالية، أيضاً على خلفية نشر فيديو يندد بالأستاذ صمويل باتي على «فيسبوك»، كما ستقوم السلطات بـ«طرد أشخاص متطرفين وضع إقامتهم غير قانوني». ومتحدثاً عن «التعزيز الهائل» لنشاط الحكومة في مواجهة التطرف بناء على توجيهات ماكرون في خطابه في الثاني من أكتوبر، أكد أتال أنه منذ فبراير 2018، «أغلق 356 موقعاً» شكّلت منطلقاً لنشر «التطرف» من «مقاه وجمعيات ومساجد ونواد رياضية».

وأضاف أنه خلال سبتمبر «جرى إغلاق موقع مماثل كل ثلاثة أيام».

وجند أكثر من 1200 شخص إضافيين منذ عام 2017 في الاستخبارات.

وتنوي الحكومة دعم القطاع التربوي، وفق أتال، عبر «تقوية التعليم المدني والأخلاقي» والتشديد على ضرورة أن تكون العودة إلى المدارس في 2 نوفمبر المقبل «تحت شعار قيم الجمهورية والحرية بناء على ترتيبات يعلن عنها وزير التعليم جان-ميشال بلانكي في الأيام المقبلة».

وفي السياق، نشر قاتل أستاذ التاريخ والجغرافيا، رسالة صوتية باللغة الروسية على مواقع التواصل الاجتماعي عقب نشره صورة ضحيته، وفق ما علمت «فرانس برس»، أمس، من مصدر قريب من الملف.

وفي التسجيل الموثّق، قال عبدالله انزوروف (18 عاماً)، الشيشاني المولود في موسكو، بلهجة روسية ركيكة، إنّه «ثأر» للإسلام.

ويبدو المهاجم متعباً وهو يقرأ رسالته التي استشهد فيها بآيات قرآنية. وقال وفقاً لترجمة لـ«فرانس برس»، «أيها الأشقاء صلوا ليتقبلني الله شهيداً».

وبعد ارتكاب جريمته، قتل انزوروف برصاص الشرطة، على بعد 200 متر من جثة الأستاذ.

وتحول باتي، رمزا لحرية التعبير في فرنسا، مع نزول آلاف الأشخاص إلى الشارع تحية له ومنحه وسام الشرف وتنظيم مراسم تكريم وطنية له، أمس.

من ناحية ثانية، اعتبر شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، «أن الإساءة للأديان والنيل من رموزها المقدّسة تحت شعار حرية التعبير، ازدواجية فكرية ودعوة صريحة للكراهية»، مندداً في الوقت نفسه بـ«بفعل إرهابي أثيم»، ذهب ضحيته الأستاذ باتي.

وجاء كلام شيخ الأزهر في خطاب ألقاه عن بُعد في روما في ساحة الكابيتول أمام مجموعة من كبار رجال الدين المسيحيين واليهود والبوذيين بينهم البابا فرنسيس وبطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول وكبير حاخامات فرنسا حاييم كورسيا، الذين التقوا الثلاثاء، لتوقيع دعوة مشتركة إلى السلام.ووقف المشاركون دقيقة صمت تكريماً لضحايا «كوفيد - 19».

وقال شيخ الأزهر في خطاب ألقاه باللغة العربية، «إنني كمسلم وكشيخ للأزهر الشريف، أبرأُ إلى الله تعالى وأبرّئ أحكام الدين الإسلامي الحنيف وتعاليم نبيّ الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلّم - من هذا الفعل الإرهابيّ الأثيم». وأكد: «ليس هذا الإرهابي وأمثاله يعبّرون عن دين محمد».

وفي خطابه حول السلام، اعتبر البابا أن «الأديان هي في خدمة السلام وليست متفرجاً جامداً على الشر والحرب والكراهية»، مبدياً أسفه للأعمال «الإرهابية والمتطرّفة التي ترتكب أحيانا باسم الدين».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي