No Script

النفط والخوف من الانحدار بين قطبي المنتجين

كامل عبدالله الحرمي
كامل عبدالله الحرمي
تصغير
تكبير

لقد كان سبب الاتصال المباشر يوم السبت الماضي بين أكبر منتجي النفط في العالم المملكة العربية السعودية وروسيا لبحث كيفية التعامل مع الأسواق في الفترة المقبلة ومع بداية العام المقبل وإمكانية زيادة الإنتاج تحت الظروف الحالية وموجة جائحة «كورونا» الثانية والتي بدأت في اجتياح العالم، خصوصاً مع انخفاض الطلب والنمو العالمي على النفط.

وكذلك ناقش الطرفان مدى امتثال دول «أوبك بلس» بحصص الإنتاج وقدوم وظهور النفط الليبي وبكميات تفوق 700 الف برميل في اليوم، وتأثير هذه الكميات على الأسواق، والتعامل مع المستجدات الجديدة والمتعلّقة بنفاد صبر بعض الدول النفطية من الالتزام الصارم بحصص الإنتاج، والخوف أو التخوّف بأنّ المعدل الحالي للنفط قد لا يستمر عند معدله الحالي في نطاق 42 دولاراً، والحاجة الماسة لكل دولار تحت الظروف المالية الصعبة من عدم توافر التدفّقات النقدية.

نعم، إنّ أسعار النفط مستقرّة عند 42 دولاراً وهي أفضل بكثير من ما دون المعدلات السابقة والتي وصلت الى ما دون 23 دولاراً في مارس الماضي، ومع التزام كامل وصارم من دول منظمة أوبك بلس، وإصرار المملكة بتنفيذ كل برميل خفض.

والمكالمة الهاتفية في يوم السبت الماضي بين قطبي منتجي النفط وراعيي «اوبك بلس» كان هدفهما مراجعة الوضع البترولي والتنسيق والتشاور، وإمكانية تأجيل زيادة الإنتاج حتى منتصف العام المقبل، حيث إنّ المعطيات الحالية غير مشجّعة، وأن الطلب العالمي مازال منخفضاً بأكثر من 9 ملايين برميل ومن الصعب جداً الوصول الى هذا النمو خلال السنوات القليلة المقبلة والتحوّل إلى النمط العادي من الاستهلاك مع غياب التدفقات المالية والعجز المالي المسيطر على معظم دول العالم، وعدم امكانية المستهلك النهائي من زيادة استهلاكه من الطاقة والسفر والطيران، ومن ثم عدم نمو الطلب العالمي.

والمشكلة الأعظم التي من الصعب التغلّب عليها وجود تخمة في الأسواق النفطية مع وجود طاقات إنتاجية قابلة للتصدير في أي لحظة وتفوّق أكثر من 10 ملايين برميل، مع عدم وجود أي مؤشر إيجابي للوضع الاقتصادي العالمي.

في النهاية، هناك تنسيق وتشاور بين الدول النفطية مما سيساعد المتعاملين في الأسواق بزيادة ثقتهم بتدخّل المنظمة النفطية في حال تراجع الأسعار، والتنسيق الشهري المستمر.

لكن ومع استمرار جائحة «كورونا» وزيادة معدلات البطالة والكساد التجاري، والتهديدات المقبلة من بدائل النفط والمركبات الكهربائية فسيصعب أن نرى تقدماً ونمواً حقيقياً للنفط، وهو الصداع الحقيقي الحالي والمستقبلي لمنتجي النفط.

* كاتب ومحلل نفطي مستقل naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي