حروف باسمة

زهوة الأيام

تصغير
تكبير

الأيام تترى وتختلف مشاهدها ومناظرها تتعدد، منها ما تدعو إلى البهجة وأخرى تميل إلى الكآبة.

وهكذا تتداول الأيام عبر السنين والأعوام، ولكن الأيام لا تزهو ولا تكون ناظرة إلا بالصحة، ذلك التاج الذي يتلألأ على رؤوس الأصحاء ولا يراه إلا المرضى.

موجات متكررة، أرقام متابعتها حتمية، لكن أقل تأثير لها أنها تجعلك تلهث وسط زحمة الأرقام، والحقائق تغيب عن الكثيرين، إنها حقيقة مؤلمة.

الصحة الجسدية مهمة نعم، ولكن من منا يهتم بالقدر الكافي بصحته النفسية.

العاشر من أكتوبر من كل عام، اليوم العالمي للصحة النفسية، وهذا العام أتى وسط زيادة غير مسبوقة لحالات الوسواس القهري، القلق، الاكتئاب، التوتر، الخوف والصدمة.

إلى أي مدى تتأثر صحة الفرد النفسية مع استطالة أمد «كورونا»؟

وهل من إستراتيجية لتخفيف هذا الأثر؟

إن الكثيرين تأثروا من استطالة أمد «كورونا»، في وقت لا يلوح فيه للأزمة حل.

بعضهم يشعر بالاختناق، وكأنه في سجن كبير، بل هو السجين والسجان - عزل ذاتي - وإنكار جماعي للتعارف والتواصل الاجتماعي، حتى الأطفال تأثروا في أزمة فيروس كورونا، فأصبحوا أكثر عصبية مع استطالة وقت الفراغ.

أزمة كبيرة نجم عنها كثير من الأمراض النفسية، ناهيك عن الوباء المدمر الوبيل، وفي خضم هذا الألم كثير من الناس اتخذ هذه الفترة من الوقت للتأمل وإعمال الذهن وتمحيص الأمور، والتفكير والتذكر، مما زاده خيراً على ما يمتلكه من خير.

نسأل الله الكريم أن يكلل جهود العاملين في صد هذا الوباء، وإيجاد لقاح للوقاية منه، وأن يشافي جميع المرضى ويرحم جميع الذين رحلوا إلى الله الكريم جزاء هذا الوباء، وعسى أن يكون في آخر النفق ضوء ينتشر فيعمر الدنيا بضياء الصحة ونسمات الخير المفعمة بالسلامة والازدهار، وينتعش كل شيء وتزهر الدنيا بألوان جميلة.

أقبل الصبح يغني

للحياة الناعسة

والربى تحلم في ظل

الغصون المائسة

والصبا ترقص أوراق

الزهور اليابسة

وتهادى النور في

تلك الفجاج الدامسة

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي