كما وُصف أخيراً في إحدى وسائل الإعلام، فإن نسبة إنجاز «الإسكان» بلغت صفراً، حتى أصبحنا نقول: «الإسكان من دون إسكان»، فلجنته المشكلة في مجلس الأمة اجتمعت مرتين فقط ! لم تقم خلالهما بأي إنجاز، وكان من المفترض تقديم أي شيء في هذا الصدد... إنه فعلاً لأمر غير مقبول بتاتاً، رغم أنه ما زال هناك 36 موضوعاً على جدول أعمال تلك اللجنة.
فهل هذا هو الإسكان الذي يعول عليه المواطن، الذي ينتظر أن تتحقّق أحلامه في بيت العمر، فحتى الآن لم يُقرّر أي شيء مهم يخص الإسكان، فقط اجتماعان يتيمان!
فما زالت هذه القضية في الكويت تراوح مكانها، في خطوة تنم عن عدم وجود نية حقيقة لدى القائمين عليها، لتقديم ما يمكن تقديمه من أجل خدمة المواطن، فالأداء في هذا الملف يسير من سيّئ إلى أسوأ، فلا نكاد نرى أي إنجاز حقيقي سوى مبادرات خجولة، فلا توجد مثلاً خطة واضحة، حتى ما قبل فيروس كورونا - إذا ما جاز لنا تبرير العذر خلال تلك الأزمة - بل جاءت أزمة فيروس كورونا لتؤدي إلى ما يشبه حالة السبات، تحت العذر الجديد «كورونا» وتوقف عجلة الحياة.
فربما المؤسسة العامة للإسكان لم تقم بدورها المطلوب في تنفيذ الخطوات اللازمة، لتشييد العمل في العديد من المشاريع الإنشائية الطموحة واللازمة للمواطن، حتى كاد المواطن أن ينسى وجود هذه المؤسسة في البلاد، بسبب الجمود الحاصل فيها!
لذا يجب إجراء محاسبة من نوع ما للتردي الحاصل في الإسكان الحالي، وفي أضعف الإيمان القيام بإجراء ما لحلحلة القضية الإسكانية، التي تؤرّق الجميع، وعلى رأسه من يتمنى بيت العمر من المواطنين، الذن يحلم به منذ سنوات طويلة!
إن المطلوب هو إعادة هيكلة الإسكان، التي أصبحت تعاني من الترهل والجمود، كما أن الحكومة عجزت عن إيجاد حل للمشكلة الإسكانية.
فبيت العمر للمواطنين... هو أمر ملح جداً في هذه المرحلة بالذات، ومن ثم المطلوب تغيير إستراتيجية التعامل مع هذه القضية من قبل الحكومة، والجهات المعنية في وزارة الإسكان، فارحموا المواطن مما يحصل في هذا القطاع... والله الموفق.
Dr.essa.amiri@hotmail.com