هاجم في أول تجمّع انتخابي بعد إصابته بالفيروس «المحتالة هيلاري» واتّهم بايدن بأنّه «عاشق كبير لديكتاتورية كاسترو الشيوعية»
ترامب: قوي للغاية... ويمكنني أن أُقبّل كل الحضور
- 10 ملايين أميركي أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية
عقد الرئيس دونالد ترامب، الإثنين، في فلوريدا، أول مهرجان انتخابي بعد إصابته بوباء «كوفيد - 19» الذي أرغمه على تجميد حملته لعشرة أيام، مؤكداً لأنصاره أنّه «قوي للغاية» قبل نحو 3 أسابيع من المواجهة الرئاسية مع المرشح الديموقراطي جو بايدن.
وهتف للحشود المتجمعة في سانفورد، عازماً على إثبات عودته الصاخبة إلى السباق «لقد تخطيته والآن يقولون إنّ لدي مناعة» ضد فيروس كورونا المستجد.
وأضاف وسط ضحك أنصاره «يمكنني أن أسير وسط هذا الحشد (...) أن أقبّل الحضور أجمعين، أن أقبّل الرجال والنساء الجميلات».
وفي ظل استطلاعات للرأي تشير جميعها إلى تقدم بايدن عليه، يأمل الرئيس الجمهوري في ردم الهوة خلال الشوط الأخير من الحملة من خلال التنقل في أرجاء البلاد.
وبعد أسبوع فقط من خروجه من المستشفى، بدا ترامب مفعماً بالنشاط لدى إلقائه خطابه الذي استغرق أكثر من ساعة ولم يوفّر فيه أيّاً من أهدافه الانتخابية المعتادة إلا وهاجمه، من «المحتالة هيلاري» كلينتون إلى الصحافة «الفاسدة»، مع إطلاق تحذيرات شديدة من مخاطر «اليسار الراديكالي» و«الكابوس الاشتراكي».
وسخر من نائب الرئيس السابق الذي يلقبه «جو النعس» مؤكداً أنه لم يعد يشبه «أيا كان».
وتابع: «لذلك لا يجب أن أكون محبوساً في الطابق السفلي الخاص بي... عندما تكون رئيساً، لا يمكنك حبس نفسك في قبو والقول لن أزعج العالم. عليك بالخروج».
ولم يشارك بايدن في أي تجمع انتخابي كبير منذ أشهر، مشدداً على ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية التي فرضتها السلطات الصحية للحد من تفشي الوباء.
أحب فلوريدا وهتف ترامب «أحب فلوريدا!»، متودّداً إلى سكان الولاية التي قد تلعب دوراً حاسماً في الثالث من نوفمبر، غير آبِه لاستطلاعات الرأي التي تتوقع كلها هزيمته أمام بايدن.
وأكد «كان الأمر مماثلاً قبل أربع سنوات، كانوا يقولون إنّنا سنخسر فلوريدا»، مضيفاً «بعد 22 يوماً، سنفوز بهذه الولاية وسنفوز بأربع سنوات إضافية في البيت الأبيض!».
وحذّر سكان فلوريدا من أن بايدن «عاشق كبير» لديكتاتورية كاسترو الشيوعية.
وقال إنّ الرئيس السابق «باراك أوباما أعطى الكوكب كله لكاسترو لكنّي رفضت ذلك وقلت لا، شكراً لك، نحن لا نفعل ذلك».
واتهم بايدن بدعم الاشتراكيين والشيوعيين في أميركا اللاتينية إذا انتخب رئيساً. وقال: «خصمي يقف إلى جانب الاشتراكيين والشيوعيين. يريد أن يعطي كل شيء لكوبا».
كما حاول الرئيس الأميركي في خطابه استنهاض قاعدته الناخبة، مشيداً باختياره القاضية إيمي كوني باريت لشغل مقعد في المحكمة العليا.
وبدأ مجلس الشيوخ، الاثنين، جلسة الاستماع الى مرشحة ترامب البالغة من العمر 48 عاماً وسط انقسام حاد بين الجمهوريين الذين أشادوا بقاضية «لامعة»، والديموقراطيين الذين ندّدوا بعملية تعيين متسرّعة سترسخ الهيئة القضائية العليا لفترة طويلة في المعسكر المحافظ.
وقال ترامب «ستكون قاضية رائعة».
وعند مغادرته قاعدة أندروز العسكرية القريبة من واشنطن، لم يكن الرئيس يضع كمامة، خلافاً لعناصر الجهاز السري المكلفين أمنه والمساعدين المحيطين به، وفق سيناريو مدروس لإظهاره في موقع القوة.
وبعيد إقلاع الطائرة الرئاسية، أعلن طبيب البيت الأبيض شون كونلي أنّ ترامب خضع لفحوص أظهرت نتائج سلبية تؤكد أنّه لم يعد يحمل الفيروس «لأيام عدة متتالية» باستخدام فحص سريع.
«مناعة» وإن كان ترامب يتباهى بـ«مناعته» ضد المرض، إلا أنّ هذه المسألة لا تزال محاطة بالكثير من العوامل غير المؤكدة، إذ لا يعرف تحديداً مدى الحماية الناجمة عن الأجسام المضادة التي يكتسبها المريض، ولا الفترة التي يدوم مفعولها.
وكشفت دراسة نشرتها مجلة «دي لانسيت» الطبية أن أميركياً أصيب مرتين بالوباء بفارق شهر ونصف الشهر، وأنّ الإصابة الثانية كانت أكثر خطورة من الأولى.
ويعمد فريق حملة بايدن منذ الإعلان في الأول من أكتوبر عن إصابة الرئيس والسيدة الأولى ميلانيا بالفيروس، إلى نشر نتائج فحوص «كوفيد - 19» بشكل يومي، وجميعها سلبية حتى الآن.
في المقابل، تبقى صحة الرئيس محاطة بالغموض إذ يرفض فريقه الطبي أن يحدّد متى خضع لآخر فحص جاءت نتيجته سلبية قبل إعلان إصابته بالوباء الذي أودى بأكثر من 220 ألف شخص في الولايات المتحدة.
ويغذي هذا الغموض الشكوك حول خضوعه فعلاً لأي فحص قبل أيام من فحصه الإيجابي.
وقال بايدن «كلما بقي ترامب رئيساً افتقر أكثر إلى حس المسؤولية» وهو يتهم الرئيس بالتقليل من خطورة الفيروس. واعتبر أن «سلوكه الشخصي اللامسؤول منذ تشخيص إصابته كان شائناً».
وعلّق على مهرجان فلوريدا الانتخابي، فقال إنّ ترامب لا يحمل للولاية سوى «خطاب الانقسام» و«الخوف»، مضيفا «لكن ما فشل في حمله لا يقل خطورة، فهو ليس لديه أي خطة للسيطرة على هذا الفيروس الذي خطف أرواح أكثر من 15 ألفاً من سكان فلوريدا».
ويتقدّم المرشح الديموقراطي بنحو عشر نقاط على خصمه الجمهوري في متوسّط استطلاعات الرأي الوطنية، وعزّز تفوّقه في نوايا الأصوات في الولايات التي ستحسم الانتخابات.
الملايين صوّتوا ووفق تعداد نشر، الإثنين، أدلى أكثر من عشرة ملايين أميركي حتى الآن بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، سواء عبر البريد أو عبر التصويت المبكر، مسجلين رقماً قياسياً.
وأوضح «مشروع الانتخابات الأميركية» التابع لجامعة فلوريدا على موقعه الإلكتروني، أنّ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم حتى الإثنين (10.296.180)، يزيد بأضعاف عمّا كان عليه عددهم في مثل هذه المرحلة قبل أربع سنوات، مشيراً إلى أنّ هذه الزيادة مدفوعة بالارتفاع الكبير في أعداد الناخبين الذين اختاروا التصويت عبر البريد بسبب مخاوفهم من الإدلاء بأصواتهم شخصياً في غمرة أزمة «كورونا».
وبعد فلوريدا، توجه ترامب إلى بنسلفانيا، أمس، وهي أيضاً من الولايات الأساسية، ثم يزور أيوا، اليوم، على أن يواصل مهرجاناته بشكل مكثّف طوال الأسابيع الثلاثة المقبلة.
إلهان: الجمهوريون سيفقدون عقولهم لو ترشّحت مُسلمة للمحكمة العليا