حلّ وحدة خاصة من الشرطة في نيجيريا بعد احتجاجات
أعلنت الرئاسة النيجيرية، اليوم الأحد، حل قوة خاصة من الشرطة في قرار «بأثر فوري»، وذلك بعد أسبوع من تحرك كبير للسكان في الشارع، شارك فيه العديد من المشاهير النيجيريين على مواقع التواصل الإجتماعي.
وقالت الرئاسة «جرى حل اللواء الخاص لمكافحة السرقة بقرار بأثر فوري».
من جهتها، أكدت الشرطة أن عناصر الوحدة أعيد فرزهم في وحدات أخرى خاصة بمكافحة الجرائم، معلنةً تشكيل «وحدة خاصة لمراقبة الجرائم المرتكبة بحق المواطنين».
ومنذ أكثر من أسبوع، يطالب النيجيريون بحل تلك الوحدة الخاصة المتهمة بالقيام بعمليات ابتزاز بحق السكان وبتوقيفات غير قانونية وتعذيب وقتل.
وقال النيجيري ويزكيد، نجم البوب الافريقي، «لقد ربحنا!» خلال تجمع ضم مئات الأشخاص أمام السفارة النيجيرية في لندن، حيث تقطن جالية نيجيرية كبيرة.
وقال المغني البالغ 30 عامًا والذي يتابعه نحو 20 مليون شخص على إنستغرام وتويتر، للجمهور «تم سماع صوتكم، إنها نيجيريا جديدة، ولا نخشى التحدث».
وقالت امينات سول (20 عاما) احدى المنظمات «إنه أمر رائع، لكن علينا الآن التأكد من الوفاء بالوعود وأن لا يشكل رؤساء الوحدة فرقا أخرى للشرطة».
واعتبرت مديرة منظمة العفو الدولية في نيجيريا أوساي أوجيغهو أن «إعلان هذا الحل لا يكفي لضمان الشفافية وإدانة جميع عناصر الشرطة والوحدة الخاصة والوحدات الأخرى لدى ارتكابهم انتهاكات».
نشأت الحركة الاحتجاجية على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر مقطع فيديو يظهر عناصر يعتقد أنهم من اللواء الخاص لمكافحة السرقة، وهم يقتلون رجلاً في أوغيلي في ولاية دلتا (جنوب).
وشارك العديد من المشاهير النيجيريين ولا سيما في مجال الموسيقى مثل دافيدو وويزكيد في التحرك على مواقع التواصل ما ساهم في زيادة انتشاره.
وتم توجيه الانتقاد لهم غالبا لعدم انخراطهم في القضايا الاجتماعية، على غرار ما فعل فيلا كوتي، رائد موسيقى أفروبيت، الذي امضى حياته وهو يندد بفساد النخب.
وقالت الصحافية النيجيرية اوريس ايغبوخيفبولو لوكالة فرانس برس «منذ فيلا، لم يبادر أحد الى التحدث، لأن هؤلاء الفنانين يعيشون في عالم متميز، يملكون المال، (يعيشون) في عالم مختلف عن (عالم) معجبيهم».
وتابعت كاتبة العمود في موقع «ميوزيك إن أفريكا» المرجعي «لكنهم يرون اليوم أن الشباب يتوقع منهم المشاركة، ويحتاجون إلى صوتهم لاسماع كلمتهم».
وشكلت الحركة تحولا حقيقيا، بحيث لم يتردد بعض الممثلين أو المغنين في تحدي السياسيين أو الرئيس محمد بخاري علنا على الشبكات الاجتماعية.
وكانت وحشية الشرطة في نيجيريا التي يبلغ عدد سكانها 200 مليون نسمة، أكثر المواضيع تداولاً بعد ظهر الجمعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونزل مئات النيجيريين لا سيما الشباب، خلال الأسبوع يومياً إلى شوارع المدن الكبرى في جنوب البلاد وكذلك في العاصمة أبوجا، حيث جرى تفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
ح
كما تم قمعها بشدة في ولاية أويو والعاصمة الفيديرالية أبوجا، حيث تم اعتقال العديد من المتظاهرين.
وأكدت مانون فوريسكوت التي شاركت في تأسيس منظمة «افريكان كونكتد» تأثير «الاستخدام السريع والواسع للشبكات الاجتماعية، والتعبئة النشطة للنجوم الوطنيين، والتحول من التعبئة عبر الإنترنت إلى التعبئة في الشارع»، ما يشكل، وفق هذه المنظمة الأفريقية التي تحلل ما يجري على الشبكة الاجتماعية، «مثالا يحتذى به» في القارة.