No Script

اجتهادات

على طاري العهد الجديد!

تصغير
تكبير

انتهت أحداث الأسبوع الماضي بتعيين سمو الشيخ مشعل الأحمد وليّاً للعهد، الذي كان ملازماً للشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، حتى آخر أيامه.

تعيين تم بمباركة وموافقة مجلس الأمة الكويتي في مشهد نادر الحدوث في دول أخرى، ليؤكد - وبما لا يدعو مجالاً للشك - أننا في بلد ديموقراطي السيادة فيه للأمة، فاختارت الأمة - وبالإجماع - الشيخ مشعل ليكون عضيداً لأخيه في انتقال سلس وسهل للسلطة، هي نعمة نحمد الله كثيراً عليها.

انتهى عهد مضى على مدى أربعة عشر عاماً، ليبدأ (عهد جديد) مع تولي سمو الشيخ نواف الأحمد سدة الحكم! (عهد جديد)... هي من أكثر العبارات تداولاً لدى الجميع في مواقع التواصل الاجتماعي! واقع لا بد أن نعيه بغض النظر عن مغزى ما ذهب إليه ناقلوه، إلا أننا نجد أنفسنا واقعياً أمام (عهد جديد)! (عهد جديد)... قد لا يعني بأي حال من الأحوال التغيير التام والكامل، ولا يعني أيضاً بقاء الحال على ما هو عليه، لكن كل ما نأمله أن نسير إلى الأفضل لما فيه خير البلاد والمواطن! (عهد جديد)... للعاقل والمدرك والواعي هو تجاوز عثرات الماضي وتلافي الأخطاء السابقة، وتخطي المشاكل القديمة.

شخصياً، أتمنى أن تستمر الكويت كما كانت بسياساتها الخارجية المتزنة والمتناسقة القائمة على مبدأ حسن الجوار والنأي عن أي إشكالات وخلافات بين أي طرف كان، والاستمرار على ما كانت عليه في لعب دور محوري هادف إلى تعزيز الأمن والسلام والاستقرار، لتستمر محل فخر واعتزاز بين دول العالم كما كانت وأكثر! أما من الناحية الداخلية، فكل ما أتمناه أن تستمر القيادة في نهجها الذي بات واضحاً، وأكد عليه سمو الأمير في محاربة الفساد بشتى أنواعه ومحاسبة كل من تسول له نفسه بذلك أياً كان وبلا هوادة أو تهاون! وأن يتم تعزيز المشاركة الشعبية وطي خلافات الماضي وفقاً للآلية التي تراها مناسبة، فالوطن للجميع ويجب أن يتسع ويحتضن الجميع، وأن يتم النظر إلى مشاكل الدولة في قطاع التعليم والسكن والصحة! ومعالجة ميزانية الدولة المختلة بسبب اعتمادها على النفط، وغيرها الكثير من الأمور التي لا يسع المجال لذكرها! والأهم من كل ذلك، أنه لن يتحقق ما نريد إلا عند اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب وغير ذلك...

واقعياً ومنطقياً، فإن (العهد الجديد) هو امتداد للعهد القديم، الذي رسمه وبناه سمو الشيخ صباح الأحمد ، رحمه الله ، فسمو الشيخ نواف وسمو الشيخ مشعل هما تلميذان لذلك العهد! والله من وراء القصد!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي