No Script

حديث القلم

ماذا عسانا أن نقول؟!

تصغير
تكبير
ودّعنا وودّع معنا كل العالم والدنا وأميرنا الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، طيّب الله ثراه، بعد رحلة عطاء طويلة قضاها في خدمة الوطن، من مختلف المناصب التي كان يشغلها حتى وصل إلى الإمارة، حيث قضى عقوداً طويلة انتهت بأربعة عشر عاماً ستظل محفورة في تاريخ الكويت إلى الأبد.

الشيخ صباح الأحمد ، رحمه الله ، كان مثالاً فريداً وأيقونة سياسية، لها إسهامات كبيرة جداً على الصعيد المحلي والإقليمي بل والدولي، كان مثالاً للحكمة والاتزان والاعتدال، لذلك فإن فقده لن يكون موجعاً لنا فحسب، وإنما للسياسة الإقليمية والدولية اللتين فقدتا أحد أعمدتها الكبار، إنها حقيقة الحياة وناموس الكون الذي لا مناص منه ولا مهرب، رغم ما يخلفه الفقد من ألم بالغ في النفوس ، لذلك ورغم المرارة التي نشعر بها ، إلا أننا لا نملك الآن إلا الدعاء له وأن يتغمّده الله بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جنانه.

لست هنا لأتحدث عن مناقب فقيد الكويت والعرب والعالم، فالمساحة لا تلائم الحديث عن فقيدنا الكبير وتاريخه الزاخر بالعطاء، ولكن فقط أردت أن أسجل موقفاً وطنياً لإبراز هذا الشعور ، الذي حتما آلم كل مواطن كويتي وكل محب للكويت برحيل صباح الكويت.


حياتنا مليئة بالذكريات الحزينة، وقلوبنا مملوءة بصور لأحبة فارقونا إلى الأبد نعلم أنهم لن يعودوا مجدداً، ولكننا نكتفي ببعض الأعمال كالدعاء والصدقات الجارية، لعلها تصل بعد أن غادر هؤلاء الأحبة وانقطعت أعمالهم بعد رحيلهم عن تلك الحياة.

في النهاية... أتوجه بأصدق التعازي وخالص المواساة لسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ولكل أسرة الصباح الكريمة في هذا المصاب، فما يحزنكم يحزننا حتماً، ومن واجبنا أن نشاطركم الأحزان كما شاطرتمونا أحزاننا في كل مناسبة عزاء، وهو ليس رداً للجميل بقدر ما هو شعورنا بأنه واجب تحتمه علينا روح الأسرة الواحدة، هذا الشعور الذي ساهمتم بزرعه داخل كل مواطن كويتي ومواطنة كويتية على مر التاريخ، وعظّم الله أجركم وأجرنا، وجبر قلوبكم وقلوبنا، وأنا على ثقة ويقين تام بأنه إلى جانب تلك الأحزان العميقة، إلا أن في الكويت رجالاً سيكملون مسيرة الخير، فكلنا راحلون ولكن البقاء للوطن.

شكر من القلب:

لكل من تفضّل بمواساة بلادي بوفاة المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الشكر للملوك والقادة والزعماء والأمراء، ولكل شعوب العالم الذين شاركونا في أحزاننا، فكلمات الشكر البسيطة تلك أعلم أنها لن توفيكم حقكم، ولكنها عن بضع كلمات هي في الواقع أقل ما يمكن تقديمه لكم، فشكراً لكم جميعاً من القلب، ولا أراكم الله مكروهاً في عزيز.

twitter : @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي