مما لا شك فيه أن درب الإصلاح طويل وشائك... والأوطان لا تُبنى بالغناء ولا بمطلع قصائد ولا بالكتابة على الجدران أو بمجرد المناداة بالإصلاح... وليت الحب وحده يكفي لبناء أوطاننا العربية.
وفي علاقاتنا مع أوطاننا لا يُقبل ربع الانتماء ولا نصفه... لا يُقبل إلا الانتماء والولاء بكاملهما... وإذ إنه لا يمكننا أخذ العزاء في اوطاننا العربية، فلا يمكنك سوى ان تحمل هم وطنك... رفعته وسموه وتنميته ووضعه في مصاف الدول المتقدمة.
نحن أشد ما نكون اليوم بحاجة لرجال دولة، أصحاب همم وطموح وإرادة تبلغ عنان السماء، لا تثنيهم التحديات ولا الانتقادات ولا أي فشل... يسيرون بخطى ثابتة على ارضية صلبة.
لا يكتفون بالاقوال... وعودهم كلمات تتحول لتصبح حقيقة يطرزها التاريخ بماء الذهب، لا مجرد وعود انتخابية تتداولها الألسن مسجلة في العقول فقط او شبكات التواصل، فيما نحن نحمل هماً وخيبات متتالية وإحباطاً وجروحاً «متخم بها» هذا الوطن.
أصحاب فكر سياسي واعٍ وقادة ورواد للعمل السياسي المتزن يبنون خلفهم أجيالاً تقدر قيمة العمل من أجل الوطن.
وتاريخنا الكويتي مليء بنماذج مشرفة تنهال على الذاكرة بمجرد ذكر كلمة رجال دولة، ممن تركوا أثراً لا يُمحى... لا جل همهم تحقيق المكاسب الشخصية والامتيازات الاجتماعية على حساب هذا الوطن، يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وتحقيق آمال وتطلعات شعب يعشق النجاح، لا المواربة أو التضليل والزيف والتدليس السياسي. لا يخشى المبادرات الجديدة ولا إحداث التغيير لأنها سمة القائد الناجح، ولا يخشى في الحق لومة لائم، ولا تحريك المياه الراكدة بعيداً عن القولبة، يدرك وجود طاقات شبابية كامنة، تحتاج فقط من يشعلها... فلطالما كانت الكويت ولادة.
lawyerdanah@gmail.co