No Script

سافر إلى ذاتك

أسلوب الضغط والانفجار السلوكي

تصغير
تكبير
كم شخصاً راهنت على حبه لك وخسرته؟

وكم شخصاً وثقت من عدم تخليه عنك وتركك؟

وكم شخصاً كان الأقرب لك فصار الأبعد؟


إن سياسة الضغط الفكري أو النفسي على الآخرين تجعلك في كل منعطف في علاقتك معهم، تخسر شيئاً منهم، حتى تخسرهم هم أنفسهم، والسبب هو أنك ضغطت على هذا الشخص نفسياً حدّ عدم تحمله وحدّ عدم قدرته، وحدّاً يفوق حدوده.

لذلك تجده ينسحب أو يتحاشاك أو يتجاهلك أو يبتعد عنك، مهما أحبك لن يظل معك، ومهما كنت مقرباً منه لن يتحملك.

جاءتني قبل يومين متزوجة من رجل أحبها جداً، وأحبته حباً أكثر، وكانت مختلفة مع أهله اختلافاً طبيعياً قد يحدث في أي بيت، إلا أنها بالغت بالضغط عليه: أهلك أذوني، ما أقدر أتحملهم، يغارون مني، ما يحبوني ويحبون كل زوجات إخوانك، أنا أكرههم!

ومع استمرار هذه الزوجة في الضغط على الزوج، بدأ هذا الزوج في التحامل على أهله والنفور منهم ليبحث هو عن منطقة راحة تخصه، وبالطبع سيكون فريسة جيدة لمن تحتويه في الخارج، هذا ما حصل، وجد من طبطبت عليه واحتوته فتزوجها تاركاً الزوجة الضاغطة وعائداً لأهله.

جاءتني تبكي غَدْره كما وصفته، والحقيقة كان من المفترض أن تبكي أسلوبها الضاغط، لأن زوجها هو خسارتها الأولى التي ستجر معها خسارتها لأبنائها إن استمرت في الأسلوب والكيفية نفسهما.

استوقفتني هذه القصة كثيراً، لأنها لا تشمل زوجاً وزوجة فقط، بل تشمل كل علاقاتنا وتفاصيلها:

تضغط على ابنك سيتمرد عليك.

تضغط على العامل في المنزل سيرحل ويتركك.

تضغط على صديقك ستخسره.

تضغط على موظفيك لن يستمروا معك.

فالضغط حالة من التراكم النفسي والفكري، ينشأ من المواقف غير المنتهية، إن لم تعالجه سينتهي بحالتين؛ تخسر نفسك أو تخسرهم.

احذر من الضغط!

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي