No Script

لصُباح الخير...نهر من وفاء مقابل بحر من عطاء

علي إبراهيم نور الدين
علي إبراهيم نور الدين
تصغير
تكبير

للمغفور له سمو أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (طيب الله تعالى ثراه) حكايات لم ترو مع لبنان، كل لبنان، وفي قلبه الجنوب...و لذلك حقه علينا كلبنانيين أن نرويها... كما روى تعطشنا لكل حاجة...

يا سمو الأمير «هذولا عيالك» على امتداد العالم أصبحوا أيتاماً بعد رحيلكم، يصبّرهم ما تركتم من إرث عظيم في لمّ شمل الأمة والجمع على كلمة سواء.

... كنتم حبل النجاة في كل المراحل.

معكم عرفت بلدات الجنوب معنى صباح الخير...

يدكم البيضاء كانت تخرج كلما قرعت قذائف العدوان أبواب البيوت الآمنة...

هنا بلسم جرحاً وهناك شيّد مدرسة، فعلّم بالقلم معنى الصمود وهنالك رمم مسجداً وكنيسة لتبقى كلمة الله هي العليا...

كان سداً منيعاً في وجه كل محاولة لقرصنة رشفة من ماء عبر تحقيق أمنية لبنان في المشروع الحلم فكان يروي شرايين القرى العطشى من ماء الليطاني...

ولأن الوفاء لا يقابل الا بمثله من أهل الوفاء، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري أراد أن يكون للراحل الكبير بصمة مائية في كل شي حيّ على امتداد الجغرافيا اللبنانية بما يجسد وحدة الوطن من شماله إلى جنوبه، وطلب من مصلحة نهر الليطاني أن تخلّد ذكراه بإطلاق اسمه على مشروع ري الجنوب على منسوب ٨٠٠ متر.

وعندما صرخت بيروت من وجع نار المرفأ كان أول المبادرين، رغم وجعه في فترة العلاج، فبادر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتقديم التزامات مسبقة سيعاد تخصيصها لمصلحة لبنان بما يقارب الثلاثين مليون دولار.

ثم أيها الأمير الإنسان، كيف تنسى «صوامع الغلال»، التي تم بناؤها في المرفأ عام 1970 بموجب اتفاقية قرض بين الكويت ولبنان، وهي ثمار عطاءاتكم المستمرة حتى اليوم؟

‏هي إرادة الخالق... صحيح رحل حكيم العرب في زمن قلّت فيه الحكمة، ولكن لبنان باقٍ أمانة بين يدي أخيه سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح... ولبنان سيبقى سنداً للكويت كما كان أول من وقف إلى جانبها إبان الغزو الصدامي.

أمير الإنسانية وداعاً... اعلم في عليائك أنك باقٍ يا طويل العمر في قلوب كل اللبنانيين.

* مدير الاخبار في قناة NBN اللبنانية

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي