No Script

بوح صريح

كيف سامح مانديلا سجانه؟!

تصغير
تكبير

يحكى أنه حين دعا الرئيس مانديلا حرسه على الغداء.

شاهد رجلاً يأكل وحده.

فطلب أن يأتي وينضم إليهم.

جلس الرجل مرتعشاً.

أكل نصف طعامه وغادر مسرعاً.

فعلق أحد الحرس قائلاً: لا بد أنه مريض.

فابتسم مانديلا العظيم وقال: كان هذا أحد حراسي حين كنت سجيناً.

وكان يعذبني بقسوة.

دعوته اليوم حتى يدرك أنني سامحته ولا أحمل ضغينة في قلبي له أو لغيره.

التسامح حرية وسلام... أن تتحرر من كل مشاعر الحقد والكراهية والغضب وتمشي بسلام تاركاً الانتقام للضعفاء.

عن الرسول عليه الصلاة والسلام: إن العبد يبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل، وإنه لضعيف العبادة.

ويبلغ بسوء خلقه أسفل درك جهنم وإنه أقوى العبادة.

وعن عائشة رضي الله عنها سمعت الرسول يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه، درجة الصائم القائم.

الخصومة مع الذات هي التي ينتج عنها سلوك سلبي كالحقد والكراهية والاكتئاب والخيبة والأحزان المتراكمة، التي قد تقود إلى الانتحار.

وحينها تكون الخصومة قد تحولت لقطيعة.

بينما التصالح مع الذات يقود إلى التسامح والطيبة والتعاون والتنافس الإيجابي، وتقبل الآخر وحب الخير والنجاح له، كما نتمناه لأنفسنا.

أي إعادة التواصل مع الذات والجلوس معها على طاولة الحوار.

نقطة البدء هي الذات.

تحبها أم تكرهها.

تتقبلها أم ترفضها.

لذلك نحب مجالسة من يحبنا.

لأنه يعيد إلينا فرص محبة ذاتنا.

ويذكرنا بأن تلك الذات تستحق الحب والاحترام.

وننفر ممن يسيء فهمنا أو يسخر ويتنمر علينا لأنه يقطع خيوط الصلة مع الذات.

ويبعدنا عنها بدل من أن يقربنا إليها.

ولكن هل يعني هذا أن هناك فاصلاً بيننا وبين الذات.

أو مسافة بحيث نراها ونتواصل معها... أم أن هذا التواصل هو وسيلة الالتحام بالذات والتوحد بها.

لذا، علينا أن نجتهد لإنشاء علاقة متجددة صحية مع أنفسنا.

علاقة متحررة من الخزي والعار والخوف والذنب والتاريخ واللوم.

علينا التوقف عن جلد الذات والإمعان في الندم والحزن والاحتفال مطولاً بالفرح وعدم اعتباره محطة

عابرة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي