«مُسيّرات» تركيا وإيران تُغيّر «قواعد اللعبة» في كردستان
واشنطن: لا يمكننا التساهل مع هجمات الميليشيات الموالية لطهران في العراق
حذّرت الولايات المتحدة من أنها لن تتساهل مع الهجمات التي تشنها ميليشيات موالية لإيران على المصالح الأميركية في العراق، مهددة بالانتقام، وسط مخاوف الحكومة العراقية من انسحاب أميركي محتمل.
وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط ديفيد شنكر «لا يمكننا أن نتسامح مع التهديدات ضد مواطنينا وجيشنا المتمركز في الخارج. ولن نتردد في اتخاذ إجراءات، إذا لزم الأمر لحماية أفرادنا».
وأضاف أن «الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، مشكلة كبرى ولن نتردد في التحرك لحماية جنودنا هناك».
وحمّلت سلطات إقليم كردستان، «الحشد الشعبي» المسؤولية عن استهداف القوات الأميركية في مطار أربيل بصواريخ أخطأت هدفها وسقطت على موقع مجاور تابع لمتمردين أكراد إيرانيين، ليل الثلاثاء - الأربعاء.
من ناحية أخرى، باتت الطائرات المسيّرة سلاح تركيا وإيران المفضّل لتغيير «قواعد اللعبة» ضد المسلحين الأكراد في شمال العراق، ما يُثير مخاوف حيال سلامة المدنيين ويرفع منسوب التوتر الجيوسياسي.
وقال رئيس بلدية قنديل، منطقة جبلية في كردستان العراق والمعقل الرئيسي لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور، «لا يمر يوم من دون أن نرى طائرة مسيرة».
واستخدم «العمال الكردستاني» منطقة قنديل لعقود كقاعدة رئيسية لعملياته العسكرية ضد أنقرة، بينما استخدم «الحزب الديموقراطي الكردستاني» الإيراني أجزاء أخرى نائية من كردستان العراق لشن هجمات ضد طهران.
وتعتبر تركيا وإيران «العمال الكردستاني» و«الديموقراطي الكردستاني» الإيراني «إرهابيين» وتقومان بشن هجمات برية عبر الحدود وضربات جوية وباستخدام المدفعية ضد قواعدهما في العراق بشكل دوري.
ومنذ عام 2018، بدأ البلدان استخدام الطائرات من دون طيار لمهام المراقبة وحتى تنفيذ اغتيالات في شمال العراق.
وقال خبراء وسكان المناطق المتضررة إن استخدام الطائرات المسيّرة ازداد بشكل كبير منذ شنت تركيا هجوماً جديداً في يونيو الماضي.
ويقول ناشطون إن عشرات القرى الحدودية أصبحت خالية بعد فرار المدنيين.
وقال نيكولاس هيراس، من معهد «دراسات الحرب»، إن «استخدام تركيا للطائرات المسيرة غيّر قواعد اللعبة في حربها ضد حزب العمال».
من ناحيته، ذكر الناطق باسم «العمال الكردستاني»، زاغروس هيوا، أن تركيا أنشأت منطقة عازلة على طول 15 كيلومترا في شمال العراق بفضل طائراتها المسيرة.
وبدأت إيران نشر طائرات مراقبة للمرّة الأولى خلال حربها مع العراق (1980-1988).
وقال آدم رونسلي، الذي يتتبع الطائرات الإيرانية المسيّرة لصالح معهد «أبحاث السياسة الخارجية»، إن «طريقة استخدام إيران للطائرات المسيّرة مختلفة 180 درجة عن طريقة استخدامها لها في أي مكان آخر. إنها أكثر تطوراً بكثير».
على صعيد آخر، شارك متظاهرون عراقيون، أمس، في إحياء ذكرى اندلاع «ثورة أكتوبر 2019»، فيما اتخذت القوات الأمنية إجراءات مشددة في محيط الساحة وقرب مدخل المنطقة الخضراء.