No Script

الفقيد الكبير كان صاحب قرار تأسيس الأندية الحديثة.. و«لاعباً أساسياً» في التاريخ الحديث للعمل الرياضي والشبابي

الرياضة الكويتية تبكي.. «فارسها»

809508
809508
تصغير
تكبير

فقد العالمان العربي والإسلامي والمجتمع الدولي أحد رموز السياسة والعمل الإنساني برحيل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يوم أمس.

لم تكن الرياضة الكويتية بمنأى عن آثار الفقد والمصاب الجلل بعدما خسرت داعماً كبيراً وأباً روحياً لها على مدى أكثر من 70 عاماً.

منذ أيام طفولته وشبابه الأولى، أظهر الأمير الراحل اهتماماً واضحاً بالرياضة وكان أحد ممارسيها، بدءاً من أيام الدراسة المبكرة وانخراطه بالعمل الكشفي مع بقية أبناء الأسرة الحاكمة.

وعندما بدأ في خوض معترك العمل الحكومي، في العام 1955، رئيساً لـ«دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل» قبل أن تصبح وزارة لاحقاً، كانت رعاية النشء والشباب بين مهام الدائرة، وكان للنشاط الرياضي وتنظيمه حيز في عملها.

وبعد قرار إغلاق الأندية الرياضية، في فبراير 1958، والذي استمر لأكثر من عامين، كان للشيخ صباح دور تاريخي في عودة النشاط الرياضي المنظم في البلاد من خلال موافقته على إشهار الأندية الجديدة بمسمياتها الحالية، وحرص سموه على أن تكون العودة مشروطة بتركيز الأندية على المجال الرياضي وتنمية قدرات الشباب وشغل أوقات فراغه وعدم التطرق والانخراط في أي أنشطة أخرى تتنافى مع أهداف الإنشاء وكانت سبباً في قرار الإغلاق السابق.

وبذلك يكون الشيخ صباح قد لعب دور «المنقذ» للرياضة في تلك المرحلة الحساسة. وبهذا القرار، أسهم في إعادة الحياة الى أوصال العمل الرياضي والشبابي بعد عامين من الجمود.

بعد انتقاله الى وزارة الخارجية، لم يتوقف اهتمام الراحل الكبير بالرياضة، فكان بمثابة المؤسس لنادي الصيد والفروسية في سبعينات القرن الماضي وأول رئيس لمجلس إدارته، حتى بعد تركه للمنصب، استمر في رعاية النادي وانشطته وحل المشاكل والخلافات التي تحدث بين القائمين عليه.

في العام 2003، وبعد تقلده منصب رئيس مجلس الوزراء، حظي القطاعان الرياضي والشبابي باهتمام كبير من سموه، وتزامنت تلك الفترة مع تعرض الرياضة لأكثر من أزمة إيقاف دولي كان خلالها الشيخ صباح حريصاً على تحقيق مصلحة الكويت وشبابها في الدرجة الأولى، وأسهمت تدخلاته الأبوية ودعمه السخي في تجاوز أكثر من عقبة واجهتها الرياضة.

وبدعم مباشر من الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، تم إنشاء أول وزارة مختصة برعاية الشباب تحت مسمى وزارة الدولة لشؤون الشباب من منطلق اهتمام الدولة بشؤون الشباب، ورسالتها تنص على أن تعمل الوزارة على تنسيق وتعاون الجهود الوطنية بتشجيع وإطلاق الاستراتيجيات والسياسات والمبادرات والبرامج التكاملية والشمولية لضمان تنمية ومشاركة الشباب المجتمعية، وتمكينهم من القيادة والريادة الإبداعية في دولة الكويت.

وشهدت البلاد في عهد الفقيد الكبير، أكثر من حدث رياضي كبير جرت تحت رعاية سموه، وبدعم مباشر منه، ولن تنسى الجماهير تشريف سموه لحفل الافتتاح الرسمي لاستاد الشيخ جابر الأحمد الدولي بحضور حاشد غصت به مدرجات الملعب الذي يتسع لقرابة 60 ألف متفرج.

وقبل ذلك، كان سموه من وضع الحجر الأساس لبناء هذا الصرح الكبير، في 13 مارس 2005.

ويومها، دعا الراحل الشيخ صباح الأحمد في كلمة ألقاها أمام الهيئات والاتحادات الرياضية والشبابية الى الاهتمام بالشباب وإبعاده عن الأفكار والممارسات المنحرفة التي لا تنتمي الى قيمنا المتصفة دائماً بالتسامح والاعتدال والوسطية والبعد عن الغلو ومعاداة الآخرين.

وأضاف: «ما نريده من شبابنا هو أن يشاركوا في عملية تنمية بلادهم، وأن يكملوا مسيرة ما بدأه الآباء والاجداد من كفاح مشرف لبناء كويت المستقبل، مستمدين من قيمنا العربية والإسلامية الأصيلة القوة والعزيمة في المضي قدماً لتحقيق كل آمالنا وطموحاتنا المشروعة التي سوف تتحقق بإذن الله تعالى، بما عرف عن الشعب الكويتي من صلابة وعزم وتصميم على تحقيق أهدافه وتطلعاته».

وقال: «في المقابل، نتطلع إلى أن تأخذ هيئاتنا واتحاداتنا الرياضية والشبابية دورها وتنهض بمسؤولياتها في إعداد الشباب وتأهيلهم للقيام بدور ريادي في بناء نهضة الوطن في ظل التحديات الكبيرة التي نواجهها جميعا».

وتابع الراحل الكبير: «نريد من هذه المؤسسات الرياضية والشبابية أن تولي غاية عنايتها بالشباب الكويتي، وتستثمر طاقاته وإمكاناته الإبداعية الهائلة في كل ما يفيده، ويعود على الوطن بالخير والنفع، ويبعده عن الأفكار والممارسات المتطرفة التي لا تنتمي الى قيمنا وعاداتنا، أو الى تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف وشريعتنا الاسلامية الغراء المتصفة دائما بالتسامح والاعتدال والوسطية البعيدة عن الغلو ومعاداة الآخرين».

ووجه سموه حديثه الى أبنائه الرياضيين، قائلاً: «الارتقاء بمستوى الرياضة في البلاد يتطلب البحث الدائم عن المواهب الرياضية والشبابية الواعدة، وتهيئة الأجواء والإمكانات الفنية والإدارية الكفؤة، وبناء جسور من المحبة والتعاون بين أفراد البيت الرياضي الكويتي الواحد، وأن نضع دائما اسم الكويت الغالية ورفعة شأنها هدفاً لنا ومهمة وطنية نتحمل مسؤولية إنجازها على أكمل وجه، بكل ما لدينا من إمكانات ومهارات في لقاءاتنا الرياضية الإقليمية والقارية والدولية»، مؤكداً أن «ما تحقق للكويت من إنجازات رياضية كثيرة في مختلف الألعاب الرياضية على مدى السنوات الماضية على المستويين الإقليمي والدولي، إنما كان ثمرة للإعداد الجيد والمران المتواصل ولروح التحدي والإنجاز التي يتصف بها شبابنا الرياضي، فهم الشعلة الدائمة التوهج التي تضيء مسيرة نهضة الوطن وازدهاره».

رحم الله «الأب» و«الرياضي» سمو الشيخ صباح الأحمد الذي ظل مهموماً بحاضر ومستقبل أبنائه وحريصاً على توفير سبل العيش الكريم لهم واستثمار قدراتهم بما يعود بالنفع والفائدة لهم وللوطن.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي