No Script

حديث القلم

والله حسافة!

تصغير
تكبير
نتوقف لنستذكر مسيرتنا الحضارية التي انطلقت فعلياً من الاستقلال، دولة حديثة فتية تسير بسرعة نحو المعالي والتميز والنهضة في كل المجالات، كسبنا السباق بكل جدارة، ولكن تعثر جوادنا فكانت كبوة طال أمدها، وبسبب التقصير الحكومي وتراجع مستوى الخدمات، أصبح شغلنا الشاغل كشعب وكمجالس نيابية، محاسبة الحكومة مقابل تقصيرها، والحديث دوماً عن مواضع القصور والمشكلات التي يعاني منها المواطنون وذهبت الجهود إلى غير أماكنها في أغلب الأحيان.

كم هو محزن حينما نقارن أنفسنا بين الأمس واليوم، وكيف أن دول المنطقة سبقتنا بسبب تعثرنا وتوقفنا المفاجئ، حتى وصلنا إلى مرحلة مؤسفة بلغت فيها أقصى الأماني الشعبية إصلاح إسفلت الشوارع، والذي لم تكن الحكومة لتتحرك وتستبدله بالجديد، لولا كارثة الأمطار في نوفمبر 2018 وتضرر أغلب المواطنين والمقيمين جراء هذه الأمطار.

الحقيقة المرة أننا نتغنى ليل نهار بالحريات التي نتمتع بها في الكويت، وهي ميزة عظيمة نفخر بامتلاكها، ولكن رغم مساحتها لم تسهم في حل المشكلات الرئيسية التي يعاني منها المواطن الكويتي، لأن المواطن الكويتي نفسه لم يحسن اختيار ممثليه في البرلمان، وبالتالي فإن المواطن يتحمل جزءاً ليس باليسير من هذه المسؤولية، إذاً المسؤولية مركبة ومشتركة وليست بسبب التقصير الحكومي وحده. المرحلة المقبلة مفصلية وحساسة جداً، ويجب على الجميع تحمل مسؤولياته تجاه الوطن، فلا مجال للعبث ولا مجال للمجاملة ولا مجال للتراخي أمام كل ما من شأنه الإضرار بالوطن، وإن لم تكن هناك جدية في الإنجاز والمحاسبة في آن واحد، سنظل محبوسين في سجن التاريخ الكبير، وسنظل نتذكر إنجازات حضارية - قد خلت - تحققت بيد رجال مخلصين عملوا كل ما يمكن لتطور ونهضة بلدهم في شتى المجالات، في وقت كانت تطغى فيه الأمانة وحسن الأخلاق والرقابة الذاتية.


طريق الإصلاح طويل، وأولى خطواته تبدأ بنبذ العنصرية والكراهية وتقوية الجبهة الداخلية، وتوحيد الكلمة والصف وإقصاء المصالح الذاتية، والحرص على معايير محددة في الاختيار وهي الكفاءة والسمعة الحسنة.

وخزة القلم:

الحرية تمنحك حرية انتقاد عمل أي شخص مسؤول، وفق منطق الحجة والأدب واللباقة، ولكنها لا تمنحك الحق في الإساءة أو التهكم أو التطاول عليه وعلى أسرته وإقحامهم في خلافك السياسي معه، فحينما تسيء الأدب لا تسمي ذلك حرية رأي، وإذا تم القبض عليك لا تسمي نفسك سجين رأي!

twitter : @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي