No Script

محمد البناي جمع في سرداب بناية بميدان حولي كنزاً ثميناً لروائع الفن العربي وأدواته

أندر راديو في العالم ... كويتي

تصغير
تكبير
أبو عبدالعزيز الغواص في بحر التراث: سوق الجمعة يبيع في كل دول العالم كل ما هو قديم وفي الكويت مطابخ
- لا أريد من «الإعلام» سوى السماح لي بعرض وبيع ما لدي من نوادر ومقتنيات في السوق
- لديّ نصف مليون شريط كاسيت و100 ألف إسطوانة و500 «غرامافون» و400 راديو و6 آلاف «كاترج»
- فرزت 100 بكرة عن تاريخ الكويت في الخمسينيات مثل الكشافة وقصر نايف
- اشتريت حمولة هاف لوري كامل بـ900 دينار وبعت قطعة واحدة بألف
- إذا وجدتم قطعة واحدة من ألف قطعة مقلدة صادروا الألف وإذا وجدتم أي شيء يخل بأمن البلد أغلقوا محلي
- الكثير من المشاهير ترددوا وما زالوا يترددون على متحفي
- أدخل مزادات لأشتري ما هو نادر وتراثي لكنني توقفت منذ عامين
- عندي إسطوانة بتوقيع أم كلثوم اشتريتها من المهندس المصري سعيد المصري
- اشتريت مستودعاً كاملاً لشركة «بوزيد فون» يحوي كنوزاً فنية

البناي في متحفه الفني الثمين (تصوير سعود سالم)



في سرداب بإحدى بنايات منطقة ميدان حولي، ثمة كنز خرج منه القليل لكن جله لم يظهر للعلن بعد...

قرابة نصف مليون شريط كاسيت، و100 ألف إسطوانة، و500 جهاز «غرامافون» و400 جهاز راديو، و6 آلاف «كاترج»، وما تيسر من لوحات قديمة وقليل من الكاميرات، هذه هي بضاعة الباحث في التراث الكويتي محمد البناي الذي فتح لـ«الراي» خزائن ما قام بتجميعه على مدى أكثر من ثلاثة عقود.



«تلك البضاعة التي لا تقدر بثمن، إن لم تجد مكاناً لعرضها للجمهور ستتحول لبضاعة مزجاة»، هذه كانت صرخة البناي خلال حديثه مع «الراي»، مطالباً بتخصيص مكان له في سوق الجمعة ليقوم بعرض ما لديه من منتجات فنية تحت سمع وبصر وإشراف ورقابة وزارة الإعلام الكويتية.

البناي، عضو جمعية التراث «تحت التأسيس» وعضو جمعية الفنانين الكويتية، يقول في مناشدة مغلفة بالأسى وعتب المحب «لا أريد من وزارة الإعلام سوى السماح لي بعرض وبيع ما لديّ من نوادر ومقتنيات فنية في سوق الجمعة، ولتضع الوزارة ما تريده من شروط، ولتطبق عليّ القانون بحذافيره»، مردفاً «وزارة الإعلام تمنعنا من بيع أي مصنف فني في سوق الجمعة، وفقاً للقانون، سواء كان كتاباً أم صورة أم شريطاً أم اسطوانة».

وزاد البناي، الذي تشعر خلال حديثه أنه غواص في بحر التراث، «في كل دول العالم يتم بيع كل ما هو قديم في سوق الجمعة، لكن في سوق الجمعة في الكويت نبيع المطابخ»، متابعاً «اشتريت مستودعاً كاملاً لشركة بوزيد فون، يحوي كنوزاً فنية، فلماذا لا أعرضه في سوق الجمعة؟ وإذا كان القانون يمنع فلنغيّر القانون، لديّ نسخ من مجلة العربي التي تطبعها وزارة الإعلام من الستينيات، وإذا قمت ببيعها في سوق الجمعة فستخالفني الوزارة».

وعن تخوف الجهات الرسمية من أن تكون الأسطوانات التي يتم بيعها مقلدة، أجاب قائلاً «لم نسمع عن أسطوانات مقلدة، ومستحيل تقليد الإسطوانة داخل الكويت، لأنه لا يوجد مصانع للتقليد، ولو تم تقليدها بالخارج لا تدخل الكويت بحكم القانون». وفي معرض إجابته عن سؤال بشأن عدم فتح محل لبيع هذه النوادر بعيداً عن سوق الجمعة، أجاب «فتحت محلاً لبيع المصنفات الفنية، ولكن لا يستقطب زبائن مثل سوق الجمعة»، مردفاً «ولا بد أن أسجل هنا شهادة من باب الأمانة أن المسؤولين كانوا في منتهى الرقي في الحديث معي، وأنا أتفهم موقفهم لأنهم يريدون تطبيق القانون، ونحن جميعاً مع تطبيقه وضد كل ما يخل بأمن البلد، لكن من خلال مكتب المصنفات الفنية التابع لوزارة الإعلام داخل سوق الجمعة يمكنهم مراقبة ما يتم بيعه». وزاد «لديّ ترخيص تجاري، وقلت لهم نصاً إذا وجدتم قطعة واحدة من ألف قطعة مقلدة صادروا الألف، وإذا وجدتم أي شيء يخل بأمن البلد فأغلقوا محلي لأني واثق من نفسي ومما أقوم به».

وبالعودة لما يحتويه متحف البناي من نوادر، قال «لديّ راديو هو الأندر في العالم، كونه تم صنعه في ألمانيا في الستينيات، وهو ليس راديو عادياً بل راديو تخزين يقوم بتسجيل المواد الإذاعية، ولذلك يمكن أن نسمع منه الآن مواد تم بثها في الستينيات، وهذا ما يميّزه فضلاً عن كونه غالي الثمن وغير منتشر حتى في ألمانيا».

وبفخر يضيف البناي «لديّ اسطوانة بتوقيع أم كلثوم اشتريتها من المهندس المصري سعيد المصري رحمه الله العام 1994، وقمت أخيراً بتجميع 4000 بكرة سينما عبارة عن أفلام تعليمية، استغنت عنها وزارة التربية، وفرزت منها 100 بكرة عن تاريخ الكويت في الخمسينيات مثل الكشافة وقصر نايف والخطوط الجوية الكويتية في تلك الحقبة». ويتابع «لديّ شريط لأغنية أمل حياتي لكوكب الشرق أم كلثوم غير متوفر في الخليج كله، ولديّ علب كاملة لأغانيها بكل علبة 50 شريطاً، فلم لا يتم السماح لي ببيعها في سوق الجمعة؟ هل يعقل أن يكون لديّ هذا التراث وأقوم بنسخ شريط غير أصلي؟»، مشيراً إلى أن لديه «اسطوانات لكل من عبدالله الفضالة وعبداللطيف الكويتي الذي قام بتسجيل اسطوانته الأولى في بغداد العام 1927».

ويزيد جامع التراث «كما أن لديّ اسطوانات لمحمد عبدالوهاب، وشرائط لفيروز وعبدالحليم ووردة، جمعتها على مدار عقود تكلفت فيها الكثير، وليس لديّ مشكلة في الوقت الذي راح مني، فأنا عاشق وهاوٍ لهذا المجال، ولكن نحتاج اهتمام الدولة بأصحاب المتاحف الخاصة ونريد مكاناً لعرض منتجاتنا».

وعن آلية جمعه لهذه النوادر، يقول البناي: «أدخل مزادات لأشتري ما هو نادر وتراثي، لكنني توقفت منذ عامين»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هذه الهواية لم تجعله يخسر مادياً، ليدلل على ذلك بالقول «عوضت نفسي مادياً، ففي إحدى المرات اشتريت حمولة هاف لوري كامل بـ900 دينار، وبعت قطعة واحدة منها بألف دينار، ولا بد أن أعوض نفسي مادياً فلديّ إيجارات والتزامات».

البناي الذي يمتلك جزءاً كبيراً من تاريخ الكويت، أكد أن «الكثير من المشاهير ترددوا وما زالوا يترددون على متحفي، من بينهم نجم نادي العربي مرزوق سعيد، والعم سعد الفرج، والإعلامية أمل عبدالله، وشعبولا، وولد الديرة، والعم مصطفى أحمد، والفنان محمد المسباح».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي