الحسيني : تنتهي في 2010 أعمال مسح المخزون السمكي في الخليج
أعلن الباحث في دائرة الزراعة البحرية والثروة السمكية في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور محسن الحسيني « نية المعهد في اقامة أول مشروع من نوعه على مستوى منطقة الخليج العربي كسفينة خليجية تقوم بالمسح لتقييم المخزون السمكي القاعي ، وهو مشروع مشترك متكامل لدراسة المخزونات القاعية عبر مسح مخزون الأسماك القاعية في الخليج العربي وخليج عمان ، لمعرفة كثافتها » ، مشيرا الى أن كلفة المشروع تصل الى حوالي مليون و900 ألف دولار أميركي تقريبا ، حيث تم إعداد المقترح العلمي التفصيلي للمشروع في معهد الكويت للأبحاث العلمية ، وتحت اشراف وتكليف من اللجنة الدائمة للثروة السمكية بالأمانة العامة التابعة لدول مجلس التعاون الخليجي ، وبالتعاون مع المراكز البحثية وإدارات الثروة السمكية في دول الخليج .
و قال الدكتور محسن الحسيني «نسعى من خلال هذا المشروع الى رصد التغيرات البيولوجية والديناميكية التي قد تطرأ على هذا المخزون ، علما بأنه يتم تقدير حجم المخزون إما عن طريق تحليل البيانات الدقيقة والتاريخية للصيد ، أو باستخدام المسوحات البحرية ، وتعتبر طريقة المسوحات الأفضل من حيث دقة النتائج والتكلفة».
وجاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته دائرة الزراعة البحرية والثروة السمكية في معهد الكويت للأبحاث العلمية في مقرها في منطقة السالمية ، وذلك للوقوف على الحيثيات والأهداف التي يرمي لها تنظيم مشروع مسح مخزون الأسماك القاعية في الخليج العربي وخليج عمان في سياق حماية الثروة السمكية .
وحضرالمؤتمركل من مدير المشروع الدكتورمحسن الحسيني و الباحث الرئيسي له علي الباز من الكويت ، وممثلي دول الخليج العربي المشاركين في المشروع ، من مملكة البحرين عبد الكريم راضي ، ومن سلطنة عمان جمعة العميري ومن دولة قطر المهندس عبد الرحمن العلي ، ومن الإمارات العربية المتحدة عيسى اليافعي .
ونوه الدكتور الحسيني الى « أن المشروع يهدف الى تقدير الكتلة الحيوية لمخزونات الأسماك القاعية ، وتحديد الكثافة الجغرافية والزمنية لهذه المخزونات ، واجراء الدراسة البيولوجية للأنواع المختارة من الأسماك القاعية ، ودراسة العوامل البيئية الرئيسية المؤثرة على المخزون ، وتدريب الكوادر الوطنية الخليجية على تقنيات المسح القاعي وجمع البيانات وتحليلها ، على أمل أن تقوم تلك الكوادر بعمل المسوحات البحرية الخاصة في دولها مستقبلا ، كما أننا نسعى من خلاله الى وضع التوصيات والخطط المستقبلية المثلى لاستغلال الأسماك القاعية على ضوء نتائج المسح ، ومن ثم القيام برفعها الى أصحاب القرار للإشراف على تنفيذها لحماية الثروة السمكية ».
وبين « أن انطلاقات المشروع كانت في يونيو 2007 ونهايته ستكون في نوفمبر 2010 ، علما بأنه سيضم خمس رحلات بحرية على مدار السنتين ، حيث سيستخدم المسح القاعي الذي يعد الخيار الأمثل لتوفير البيانات المطلوبة في حالة عدم توافر بيانات دقيقة عن حالة المخزون السمكي ، وتعتبر البيانات التي يوفرها هذا النوع من المسح أشمل وأكمل حول حالة المخزون لأنها تغطي نسبيا جميع المناطق التي ينتشر فيها».
وأوضح « أن دور المعهد ممثل في الاشراف الكامل والتنسيق بين المهام المختلفة للمشروع والعمل على تنفيذ المهام وبالتنسيق مع الأمانه والدول المشاركة وقد تم تشكيل فريق العمل الفني للمشروع من الدول المشاركة خلال فترة بداية المشروع ، وعلى أن يجتمع هذا الفريق بشكل دوري بعد كل رحلة بحرية لمراجعة البيانات ونتائج تحليل البيانات وإصدار التقارير الدورية».
وأضاف « عقدنا دورة تدريبية للباحثين في هذا المجال ، حيث يعتبر التدريب من العناصر الأساسية في هذا البرنامج ، إذ يجب توافر عدد من الكوادر والخبرات الفنية من أبناء دول المجلس ، و اشتملت الدورة على تخطيط المسوحات بشباك الجر وطرق جمع المعلومات والعينات وعلى كيفية إدخال البيانات في الحاسب الآلي وتحليلها وتجهيز التقارير ، علما بأن الدورة تستغرق خمسة أيام يشارك فيها أربعة باحثين وفنيين من كل دولة».
ونوه الى «أن أول رحلة بحرية ستنطلق من المياه الكويتية في 14 مارس المقبل وستنتهي في رأس الحيط في مياه سلطنة عمان ، حيث ستتبع طريقة المنطقة المجروفة كطريقة أساسية سيتم اتباعها عند اجراء المسح باستخدام شباك جر قاعي ذات فتحات مناسبة ، وستستغرق مدة المهمة سنتان يتم خلالها إجراء خمس رحلات بحرية بواسطة سفينة الأبحاث ( باحث 2) التابعة للمعهد والتي تم تجهيزها بأحدث التقنيات الخاصة بالملاحة واجراء المسح القاعي ، ومدة كل رحلة حوالي 32 إلى 45 يوما بحيث يتم تغطية 124 موقعا بواسطة شباك الجر القاعي في كل رحلة بحرية في مياه الدول المشاركة ، وسوف يتم المسح بواسطة المسبار الصوتي لـ58 مسارا طوليا ( تقريبا 1460 ميلا بحريا ) في مياه دول المجلس حيث يعطي دعم لصحة البيانات ، وذلك لتقدير كثافة الكتلة الحيوية للأسماك القاعية ، وسوف يتم قياس درجة الحرارة والملوحة والأوكسجين المذاب لكل محطة يتم مسحها ، ومدة المشروع 42 شهرا».
سفينة «باحث»