مسافة / ... إلا المجاهرون يا إيناس !

تصغير
تكبير
| حسانين محمد حسانين * |
وأخيرا هدأت النار التي اشعلتها المخرجة إيناس الدغيدي طوال شهر رمضان الماضي وحتى وقت قريب بعده. وقد تعودنا بين فترة وأخرى ان تطل علينا امثال هذه الرؤوس الإعلامية، التي تشعر بانحسار الاضواء عنها، هدفها لفت انظار الناس إليها وإن على حساب الدين والقيم والعادات.
لكن الغريب واللافت هو ان يكون هذا الظهور في توقيت الشهر الكريم وبهذه الصورة التي لم يعهدها الناس من قبل ما دفع منظمات إعلامية مهتمة ببرامج الشهر الفضيل إلى الاعلان عن تراجع معايير القيم الأخلاقية في ما يعرض على الناس في هذا الشهر المبارك.
وكأنه لم يكف إيناس الدغيدي ان تمد رأسها من نافذة احدى الفضائيات المصرية لتتكلم، وعلى «عادتها» منذ اكثر من ربع قرن عن الحب والحرمان والرغبة والمتعة، الى آخر مصطلحات هذا القاموس الذي تمتلئ به جميع أعمالها في حوارات يومية طوال شهر كامل مع من اختارتهم لبرنامجها «الجريئة» اذ طلعت علينا مع إعلامي آخر سألها بدهاء ومكر مقصود عن الحجاب فرفعت رأسها إلى السماء داعية ربها بالدعاء الذي جذب الانظار اليها بعدما كادت تتوارى عنها وهو ما كانت تسعى اليه.
«يا رب ما تكتبه علي»
ليكن ايتها الجريئة فماذا ستضيفين انت إلى الحجاب؟ لكن ان تعلني ذلك في هذا الشهر الكريم الذي يتقرب فيه الناس جميعا برّهم وفاجرهم، عاصيهم وطائعهم إلى الله بأطيب الأعمال واطهر الاقوال، وبهذه الطريقة، وامام أمة الاسلام حقا انها جرأة ومجاهرة حذرنا منها رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم بقوله «كلكم مغفور له إلا المجاهرون» واظنك ايتها العنيدة، كما تصفين نفسك، لم تسمعي قول الله تعالى «إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه» وكأن القيم الدينية عند بنت الدغيدي تتوقف عند الصلاة والصوم «لأ وكمان راحت الحج والعمرة»! والله ما قصرت.
وحتى لا نستغرب منها هذا الدعاء الرافض للحجاب بينت لنا لا فض فوها كيف ان حضرة والدها مدرس اللغة العربية والدين وذلك الرجل الصارم الحازم في تربية بناته والذي رباهن على الدين، ومبادئه، لم يكن يتدخل في موضوع الملابس او الحجاب، حيث كان يسمح لهن بلبس المني جيب «مثل بنات جيلنا في ذلك الوقت» والحمد لله ان البنات لم يكن يمشين عاريات!
نجحت ايناس الدغيدي في لفت الانظار اليها وانبرى لها كثير من الغيورين على ديننا للرد عليها ومنهم استاذنا الدكتور محمد العوضي وفي اكثر من مقال، وكم كان مثل الباشا الذي يصوم نهار رمضان ثم يفطر على ما حرم الله مناسبا ورائعا يا دكتور محمد، لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد.
لا ترى هذه الرؤوس اي عيب او حرج في ما يفعلونه ما دامت النوايا كما يظنون سليمة رغم اننا نحكم على الناس بالظاهر وبالتالي لم تفاجئني زميلة ايناس في الوسط الفني الممثلة داليا البحيري عندما سئلت عن ظهورها بالمايوه في احد افلامها فأجابت «انا لا اخجل من لبس المايوه لأني ارتدي البكيني في حياتي العادية» وطبعا المايوه اكثر حشمة ووقارا من البكيني الفاضح... يالحمرة الخجل؟!
أثر
بحثت في اشعارنا عن شعر الحياء فوجدت ضالتي في قصيدة ابي تمام الطائي التي يقول في مطلعها:
اذا جاريت في خلق دنيئا
فأنت ومن تجاريه سواء
حتى وصل إلى قوله:
يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء
فلا والله مافي العيش خير
ولا الدنيا اذا ذهب الحياء
hasanien77@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي