عمر الطبطبائي / من بين الآراء / الآنسة مواهب!

تصغير
تكبير
لكم الله أيها الموهوبون من أبناء بلدي، أشعر بكم وأرى آلامكم وكل ذنبكم هو إبداعاتكم الجميلة في مجالاتكم، والإبداع ما هو إلا جنون اتخاذ القرار بوقت سبق فيه تفكير المبدع الجميع، والإبداع ليس مقصوراً على فئة، أو وقت، أو موضوع معين فللابداع آلاف العناوين والطرق!

في الكويت هناك آلاف من المبدعين لو وجدوا من يتبناهم لساهموا في رفع اسم بلادنا عالمياً، لم ييأسوا أبداً من «تطنيشة» المجتمع لهم بل أصروا بكل أمل وأبدعوا في أفكارهم، وهنا لا أريد أن أضرب أمثلة عليهم لسببين فالأول لأن الأمثلة كثيرة ولا أريد أن أظلم أحداً بنسيانه، أما السبب الثاني فإنه لا يوجد من الأوراق ما هو كافٍ لذكر إبداعات أبناء بلدي.

اذهبوا إلى جامعة الكويت قسم الهندسة واطلعوا على مشاريع تخرج طلبتنا وابداعاتهم في تصميم مشاريع تخرجهم والتي لو لاقت أي اهتمام من المسؤولين لوفروا، أي المسؤولين، بعض أموال الدولة لأن مشاريعهم ما هي إلا إبداعات في حل مشاكل البيئة، الطرق، الإسكان، الطاقة، إلى آخره، إبداعات فعلاً تستحق التبني.

أليس للمبدعين والموهوبين الأهمية التي تدفع إلى تبنيهم مالياً وليس معنوياً فقط، أليس هم أحق من تبرعات البلد إلى كل من هب ودب، ألا يستحق مبدعو بلدي أن تكون هناك جمعية نفع عام أو حتى مؤسسة حكومية، بعيدة كل البعد عن السياسة، خاصة بهم وبأفكارهم توفر لهم جميع مستلزماتهم، وتوصلهم بالجهات الصحيحة لتبني هذه الإبداعات؟

الموهوبون المبدعون كالزهرة الجميلة كلما زاد الاهتمام بتقديم العناية بها زاد جمالها ورشاقتها، فادعموا ابداعاتهم واجعلوهم يحلقون في أفق الإبداعات، ساعدوهم بإعطائهم الثقة الكاملة في بناء عالمهم المبدع لتستفيد البلد منهم، لا تقتلوا ابداعاتهم بأنانيتكم المطلقة، وباختلافاتكم الغبية أرجوكم.

هؤلاء المبدعون لو كانوا في دول أخرى لوجدوا اهتماماً كبيراً ودعماً لا حدود له، هم في أمس الحاجة إلى من يتبناهم، والوطن في أمس الحاجة إلى رفع شأنه من خلال أبنائه الموهوبين وبطرقهم الإبداعية الخاصة.

للأسف الشديد ان نظرة الحكومة أو المجتمع للمبدعين كنظرة من يقرأ هذا المقال باحثاً عن الآنسة مواهب فقط!

ملاحظة

س: هل سألت نفسك يوماً عن سبب إبداع اليابان في شتى المجالات؟

ج: ببساطة لقد اهتمت بمبدعيها!





عمر الطبطبائي

كاتب كويتي

Altabtabaee@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي