لبنان: مناورات بـ «اللحم الحي» عشية موعد «مزدوج» لولادة الحكومة أو لتمديد عمر الفراغ حتى إشعار آخر

تصغير
تكبير
| بيروت - «الراي» |

تصاعدت ملامح الضغوط الخارجية والداخلية للتعجيل بولادة الحكومة الجديدة في لبنان في الايام القليلة المقبلة، على نحو يشيع انطباعاً بأن نهاية الازمة الحكومية اضحت وشيكة، غير ان كل ذلك لم يقترن بعد بمعطيات ثابتة عن التوصل الى حل اكيد قد يرى النور قبل مطلع الاسبوع المقبل.

هذا التناقض والغموض في المشهد السياسي، لم يقنع بعض المطلعين على الاتصالات الجارية بأن نهاية الاسبوع ستكون حتماً موعداً للولادة الحكومية، بل ان هؤلاء ينظرون بكثير من الشك الى «اللعبة الدعائية» التي عادت تحصر عقدة تأليف الحكومة بحقيبة او حقيبتين، ما يخفي في الواقع اموراً اكثر اهمية وتأثيراً في «الجرجرة» الحاصلة، سواء في هذه المرحلة او قبلها في المراحل السابقة.

ولعل ما يثير شكوك هؤلاء، ان يظهر الصراع كأنه انحصر في حقائب زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون، في وقت يندفع رموز من حلفاء سورية الى تولي الوساطة بين عون والرئيس المكلف سعد الحريري، فاذا حصلت الولادة لن تكون في ظاهرها الا كنتيجة «للتدخل السوري الايجابي» واذا تأخرت لمزيد من الوقت لن تكون الا كنتيجة لمعاندة الحريري وبعض اطراف الغالبية. لذا يقول المطلعون، ان الفصل الراهن في الاتصالات يتسم بجدية فعلية، لان الجميع باتت تتقاطع مصالحهم على تعجيل ولادة الحكومة، لكن ثمة معركة مناورات واسعة تحصل في الداخل والخارج لا يمكن معها الجزم بأن الولادة حاصلة بعد يومين الا عند اعلان شيء رسمي يؤذن بالاتفاق النهائي. واللافت في هذا السياق ان المطلعين يدرجون «اعلان النيات» السورية ومن بعدها تصريح مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان حول التوقعات باقتراب تشكيل الحكومة، في اطار هذه المناورات. ذلك ان الجانب الاميركي يقفل الباب على الجانب السوري وحلفائه في التذرع بوجود ضغوط اميركية سلبية على فريق الاكثرية، ولذا اكد فيلتمان بما يشبه التمني الضاغط، ان ولادة الحكومة مسألة ايام. في المقابل فان تكثيف النائب سليمان فرنجية لجهوده بين عون والحريري يعمم انطباعاً ايضاً ان السوريين يدفعون بقوة نحو ولادة الحكومة.

وما بين الموقفين يفترض ان تزول آخر العقبات التي تعترض هذه الولادة. لكن مضي الازمة رغم كل هذه الضغوط سيعني حتماً ان المسألة دخلت في دوامة مناورات خارجية وباتت تنذر فعلاً باستعادة حقبة الفراغ الرئاسي عام 2008 حيث كانت كل الاصوات الدولية والاقليمية والداخلية تردد شعاراً واحداً بوجوب انتخاب رئيس الجمهورية ورغم ذلك طالت الازمة انذاك سبعة اشهر.

ويقول المطلعون انفسهم ان ثمة عاملاً ايجابياً سيظهر في الايام المقبلة وهو انه لن يكون هناك مشهد رمادي كما هو سائد الآن. فاما ستحمل الايام المقبلة ولادة حكومية واما سيقتنع الجميع ان لبنان امام مزيد من فصول هذه الازمة، وتالياً انهيار الكثير من المفاهيم الدعائية التي مورست اخيراً بقصد التعمية على عوامل التعقيد الخارجية.

وفي سياق اللقاءات لتسهيل تشكيل الحكومة، برزتْ زيارة النائب فرنجية ليل اول من امس، للرئيس المكلف الذي استبقاه الى مائدة العشاء، علماً ان زعيم «تيار المردة» بقي على تواصل مع عون والرئيس نبيه بري وقيادة «حزب الله»، في حين لم تنقطع خطوط التواصل بين الحريري وكل من بري وقيادة «حزب الله».

وفي حين تتعدد السيناريوات حول صيغة الحل - التسوية الذي سيتيح ولادة الحكومة، نفى النائب عقاب صقر (من تكتل الحريري) أن يكون الرئيس المكلف طرح ابقاء القديم على قديمه في تشكيلة الحكومة المنتظرة.

وكان لافتاً تأكيد الرئيس ميشال سليمان في حديث صحافي، أنه والرئيس المكلف لن يوقّعا الا حكومة وحدة وطنية ميثاقية، متوقعاً حصول ذلك «قريباً جداً».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي