بداية تتوالى بعدها بدايات

تصغير
تكبير
| سلمى مهدي محمد عبد العليم |

هل خط في قدري ما يحتم عليَّ الوقوف على مفترق طرق لا أدري الى أين تقودني، أم أنني سأراوغ الأقدار، وآبى الا أن أواصل السير على درب قطعت على نفسي العهد أن أكمله مذ كنت في طليعته، يومها كتبت على نفسي ألا حياة بلا صبر وصمود ولا صمود اذا جردت من ارادتي وعزمي.

انه ليمس قلبي ويحز في نفسي أن أمر بلحظات أفقد فيها زمام الأمور، وأُخيِّل لنفسي بأن الخطوط فقدت بداياتها لتؤول الى نهاياتها، وأن هذه الحياة تتسع لجميع من يمشي في دروبها، ولا أجد فيها «حكراً» يؤويني.

ان عزائي الوحيد في تلك اللحظات أنني على طول مشواري هذا قابلت من العوائق والعثرات، ما أكد لي أنني قادرة على مواجهة المزيد في المستقبل القريب، وأن عزيمتي وارادتي أقوى من أن تهزها عواصف الزمان التي اجتثت الكثير، وأفقدتهم لذة الحياة في آمالها المرجوة، وأحلامها الوردية، وصحبتها الوفية.

انني أجد نفسي من هؤلاء الذين ذاقوا من ملذات الحياة، ما جعلهم يتطلعون الى المزيد، فأجد نفسي عاجزة عن شكر كل من اتسع صدره فكان وعاء استوعبني بمعنى الكلمة، ولكل من كان حافزًا شجعني ودفعني الى البحث عن الأفضل، ولكل من كان نورًا ألهمني حب الحياة عندما كنت أغرق في بحور اليأس، فالرائعون كالذهب النفيس لا نصنعهم وانما نبحث عنهم؛ ليكونوا قوت قلوبنا، ويستحوذوا على جل اهتمامنا.

انني اليوم بعد أن تخطيت عشرين خطوة في طريق الحياة، قد أعددت عداد الفرس والروم في تلقي الضربات من قريب أو بعيد، وأن أثأر لنفسي بصمت الحكماء، وتجاهل السفهاء، وعزائم الأشداء، وتميز الأفذاذ، ومازالت الفرصة سانحة لأتعلم المزيد، وأكتسب الخبرات من أولئك الذين تركوا بصماتهم باقية على جدران ذاكرتي.





*جامعة الكويت- كلية الهندسة
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي