أيمن بركات / المهنة الشاقة... والمعلم الوافد


أطالع هذه الأيام في أكثر الصحف الكويتية الكثير من العناوين التي تتحدث عن المطالبة بإقرار قانون بموجبه يعتبر التعليم مهنة شاقة، وطالعت أيضاً التقرير الذي أعده السيد «توني بلير» عن حال التعليم في الكويت والذي في خلاصته أن حال التعليم في الكويت مترد وبه الكثير من المثالب التي تتوجب معالجتها.
ولكنني في كل مرة أطالع فيها حديثاً ما عن حال التعليم والمعلمين في دولة الكويت الحبيبة أبحث وأفتش عن كلمات تقف أمام حال المعلم الوافد، ولكن للاسف لا أجد، حتى أن «توني بلير» وتقريره لم يشر ببنت شفه الى هذا المعلم، وكأنه يعلّم في كوكب آخر، أو انه لا يستحق من أحد أن ينظر الى ما يعانيه، ولا أدري سبباً يذكر، لذلك، أو ربما لم يطلع السيد «توني بلير» من قبل معاونيه على أن هناك معلمين وافدين في الكويت، مع أن هذا المعلم الوافد له تأثيره الكبير في هذه العملية التعليمية، فجميع مدارس الكويت، سواء الحكومية أو الخاصة مليئة بالمعلمين الوافدين، ولا ادري سبباً واحداً يوجب على من يتصدون لحل مشكلات التعليم أن يغضوا الطرف عن اصلاح أحوال هذا المعلم، والذي بات لا يجد مدافعاً واحداً يقول كلمة حق في حقه، حتى أن نواب مجلس الأمة عندما يتحدثون عن التعليم لا تجد واحداً منهم يتحدث عن المعلم الوافد، وقد تابعت اثناء الحملات الانتخابية السابقة الكثير من أحاديث النواب، ولم أجد واحداً من الذين نجحوا ووصلوا الى قاعة البرلمان، أو من الذين لم يوفقوا من أشار في أحاديثه من قريب أو بعيد إلى أحوال هذا المعلم الوافد. ونسي هؤلاء أن هذا المعلم إن لم تصلح أحواله فسيكون ذلك مردوده سلبياً على العملية التعليمية بأسرها، لأن هذا المعلم أحد أقطابها، وإن أصلح الكثير من مشكلاتها، وتركنا المعلم، فإن ذلك لا فائدة فيه.
وعلينا أن ننظر الى الأمر بصورة أوضح، فالمعلم الوافد يتقاضى راتباً يزيد بقليل على الـ 400 دينار شهرياً، فكم أتمنى على أحد ارباب الاقتصاد أن يأتي ليقسّم هذا المبلغ على متطلبات المعيشة الشهرية، خصوصاً لو كان هذا المعلم يحمل معه الى الكويت اسرته التي لا يستطيع ان يتركها في بلده، وحتى بعدما سمحت الوزارة للمدرسات أن يستقدمن أزواجهن للعيش معهن في الكويت في تبات ونبات! فكيف يمكن لأسرة مثل اسرتي مكونة من خمسة افراد ان تعيش بهذا الراتب طوال الشهر، والذي يخصم منه 250 ديناراً ايجاراً لشقة مكونة من غرفتين، فأرجو من أحد المنصفين أن يساعدني في وضع جدول يقسّم به 150 ديناراً المتبقية على مصروفاتي طوال الشهر، على المأكل والمشرب والملبس لخمسة أفراد، ودفع التأمين الصحي لأربعة افراد سنوياً من أجل تجديد الاقامة، ودفع دينار عند زيارة المستوصف كل مرة، بالاضافة الى قسط السيارة، بالاضافة لتذاكر الطيران كل عام لخمسة افراد للسفر الى البلاد، وأخذ الهدايا معنا في كل مرة لانك قادم من الكويت والتي يظن الناس في البلاد انك قد جمعت فيها من الأموال ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة! بالاضافة الى أعباء كثيرة لا يعلمها الا الله.
ولقد استبشرنا خيراً منذ أشهر عندما تحدثت الصحف عن ان الوزارة تعد مشروعاً لتحسين أحوال المعلم الوافد، ولكن الأقدار شاءت ان تقدم الوزارة استقالتها، واختفى الحديث عن هذا المشروع تماماً، وكأن جميع الأحوال تحارب هذا المسكين المسمى بالمعلم الوافد.
وفي نهاية الأمر أقول للسادة المسؤولين وأناشدهم بأن ينظروا الى أحوال المدرس الوافد، ان أرادوا أن يصلحوا أحوال العملية التعليمية، وليتمتع المدرس الوافد بأمور تساعده على العطاء وافادة ابناء هذا البلد الكريم بحق.
أيمن بركات
ماجستير في الآداب ومعلم
ولكنني في كل مرة أطالع فيها حديثاً ما عن حال التعليم والمعلمين في دولة الكويت الحبيبة أبحث وأفتش عن كلمات تقف أمام حال المعلم الوافد، ولكن للاسف لا أجد، حتى أن «توني بلير» وتقريره لم يشر ببنت شفه الى هذا المعلم، وكأنه يعلّم في كوكب آخر، أو انه لا يستحق من أحد أن ينظر الى ما يعانيه، ولا أدري سبباً يذكر، لذلك، أو ربما لم يطلع السيد «توني بلير» من قبل معاونيه على أن هناك معلمين وافدين في الكويت، مع أن هذا المعلم الوافد له تأثيره الكبير في هذه العملية التعليمية، فجميع مدارس الكويت، سواء الحكومية أو الخاصة مليئة بالمعلمين الوافدين، ولا ادري سبباً واحداً يوجب على من يتصدون لحل مشكلات التعليم أن يغضوا الطرف عن اصلاح أحوال هذا المعلم، والذي بات لا يجد مدافعاً واحداً يقول كلمة حق في حقه، حتى أن نواب مجلس الأمة عندما يتحدثون عن التعليم لا تجد واحداً منهم يتحدث عن المعلم الوافد، وقد تابعت اثناء الحملات الانتخابية السابقة الكثير من أحاديث النواب، ولم أجد واحداً من الذين نجحوا ووصلوا الى قاعة البرلمان، أو من الذين لم يوفقوا من أشار في أحاديثه من قريب أو بعيد إلى أحوال هذا المعلم الوافد. ونسي هؤلاء أن هذا المعلم إن لم تصلح أحواله فسيكون ذلك مردوده سلبياً على العملية التعليمية بأسرها، لأن هذا المعلم أحد أقطابها، وإن أصلح الكثير من مشكلاتها، وتركنا المعلم، فإن ذلك لا فائدة فيه.
وعلينا أن ننظر الى الأمر بصورة أوضح، فالمعلم الوافد يتقاضى راتباً يزيد بقليل على الـ 400 دينار شهرياً، فكم أتمنى على أحد ارباب الاقتصاد أن يأتي ليقسّم هذا المبلغ على متطلبات المعيشة الشهرية، خصوصاً لو كان هذا المعلم يحمل معه الى الكويت اسرته التي لا يستطيع ان يتركها في بلده، وحتى بعدما سمحت الوزارة للمدرسات أن يستقدمن أزواجهن للعيش معهن في الكويت في تبات ونبات! فكيف يمكن لأسرة مثل اسرتي مكونة من خمسة افراد ان تعيش بهذا الراتب طوال الشهر، والذي يخصم منه 250 ديناراً ايجاراً لشقة مكونة من غرفتين، فأرجو من أحد المنصفين أن يساعدني في وضع جدول يقسّم به 150 ديناراً المتبقية على مصروفاتي طوال الشهر، على المأكل والمشرب والملبس لخمسة أفراد، ودفع التأمين الصحي لأربعة افراد سنوياً من أجل تجديد الاقامة، ودفع دينار عند زيارة المستوصف كل مرة، بالاضافة الى قسط السيارة، بالاضافة لتذاكر الطيران كل عام لخمسة افراد للسفر الى البلاد، وأخذ الهدايا معنا في كل مرة لانك قادم من الكويت والتي يظن الناس في البلاد انك قد جمعت فيها من الأموال ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة! بالاضافة الى أعباء كثيرة لا يعلمها الا الله.
ولقد استبشرنا خيراً منذ أشهر عندما تحدثت الصحف عن ان الوزارة تعد مشروعاً لتحسين أحوال المعلم الوافد، ولكن الأقدار شاءت ان تقدم الوزارة استقالتها، واختفى الحديث عن هذا المشروع تماماً، وكأن جميع الأحوال تحارب هذا المسكين المسمى بالمعلم الوافد.
وفي نهاية الأمر أقول للسادة المسؤولين وأناشدهم بأن ينظروا الى أحوال المدرس الوافد، ان أرادوا أن يصلحوا أحوال العملية التعليمية، وليتمتع المدرس الوافد بأمور تساعده على العطاء وافادة ابناء هذا البلد الكريم بحق.
أيمن بركات
ماجستير في الآداب ومعلم