همسات / أسطورة العصر وأبوالهول!

تصغير
تكبير
| شعبان مصطفى محمود |
وقف الخلق ينظرون جميعاً كيف ابني قواعد المجد وحدي
وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي.
قالها الفذ حافظ ابراهيم في حب مصر العظيمة بتاريخها وحضارتها وعلمائها ومفكريها ومبدعيها. فنحن شعب عاطفي ودائماً نبكي على اللبن المسكوب فلا نفكر الا فيما مضى ونفتخر به. فلا نفكر في كيف سُكب اللبن بل نبكي على اللبن نفسه. فعندما قال حافظ ابراهيم هذه الابيات كان يُعرّف بها قيمة مصر وعظمتها لفترة احتلال كانت تعيشها. فلا نتحدث هنا باننا لا نعظم بلدنا كلا، ولكن التعظيم يأتي بطرق كثيرة وحديثة بأن تنهض وتبني وتشيد كما فعل اجدادك ليكون لك موطئ قدم في عصر التكنولوجيا، هذه الايام السريعة التداول والمتغيرة بوتيرة سريعة. فأنت مؤهل لأن تكون من خيرة شعوب العالم لما لبلدك من موقع فريد وانه حلقة وصل مهمة بين الشرق والغرب وبين القارة الافريقية وأوروبا، لذا جاء اليه اسطورة العصر ليلقي كلمته ليقنع الناس بأنه المصلح والمنقذ من غياهب الظلم المتغطرس لهؤلاء القوم. فهو فعلاً اسطورة بمعنى الكلمة. حيث انه خدر العالم بأثره وجعل كثيراً من الناس تتفاءل بخطابه وتعيش حلماً ولو حتى ايام، انه اسطورة وفذ فهو تساوى مع حافظ ابراهيم في انه جعل من أميركا في قلوب الناس شيئاً ولو قليل من التهدئة والتروي وقلل الحقد عليها وعلى شعبها لما طغى به رئيسها السابق.
انه اسطورة العصر بكل المقاييس حيث هو اول شخص يأتي للحكم في أميركا «اسود» وهو اول شخص يتحدث الى المسلمين بصفة خاصة في العالم وهو اول شخص يتلو آيات قرآنية وأحاديث شريفة وهو اول شخص يقنع الكثير بكلامه المبرمج والمخلوط بالعسل. وهو اول شخص تصفق له الجماهير العربية والاسلامية ولم تضربه بحذائها، كما فعلت مع سابقه. لهذا كله كان اسطورة العصر بحق. ذهب الاسطورة بعد الكلام «المسموم» اقصد «المعسول» لان السم لم يستشر بعد في الأمة ولكن هذه الايام «تُعسّل» ولا تفكر بل رضيت بالواقع والكلام الفاقع!
ذهب صاحبنا الاسطورة الى الاسطورة. فشتان من فروق بين اسطورة العصر واسطورة التاريخ العظيم فلقد فاجأ الجميع بزيارته الى التاريخ والى الحضارة والتقدم فندهش اسطورة العصر بما كان يسمع عن اهرامات المصريين وعظمتها وحاميها وبانيها «خوفو» الذي يمثله الشامخ «ابوالهول» فإن ابا الهول كان عظيماً عند لقائه بأوباما حيث وقف شامخاً ليدلل له انه الأعظم منذ القدم وانه صاحب تاريخ وحضارة وانه بنى وشيد قبل ان تبني الأمم والشعوب التي ظنت نفسها انها هي صاحبة الحضارة. فمن لم يزر مصر ويرى الحضارة العظيمة للعظماء المصريين وكذلك يرى ما تصبو اليه من تقدم حديث ورقي في جميع المجالات فإنه لم يعرف مصر ولم ير الدنيا فأخي القارئ انصحك بزيارة الأساطير والعجائب فأنك سترى ما يسرك في المحروسة وسوف لا تنسى هذه الزيارة في حياتك من طيب الضيافة والكرم والمواقع الفريدة والعجيبة في كل انحاء مصر المحروسة.
shabanmust@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي